الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

يقصده عشرات الآلاف يوميا: منتزه الصابلات بالعاصمة.. وجهة سياحية بامتياز ومتنفس للعائلات

أضحى منتزه الصابلات بالجزائر العاصمة، الوجهة الأكثر استقطابا للعائلات الجزائرية للترويح عن النفس خاصة أيام العطل المدرسية والأعياد الوطنية والإجازات المختلفة لما يتوفر عليه
من شروط الراحة ومن خدمات ومرافق وفضاءات الألعاب للأطفال ومسابح مجاورة، ومسارات مواتية لممارسة بعض الهوايات كركوب الدراجات ورياضة المشي وغيرها، ما جعل المنتزه يتحوّل
إلى مركز استقطاب لأعداد كبيرة من الجزائريين المقيمين أو زوار العاصمة القادمين من مختلف أنحاء الوطن ومن ديار الغربة بتعداد يصل إلى 50 ألف زائر يوما.

روبورتاج / عبد الحكيم أسابع

وإن كان الإقبال على هذا المنتزه الذي يمكن الوصول إليه بسهولة عبر مختلف وسائل النقل، لا يتوقف طيلة أيام السنة إلا أنه يزداد أكثر أيام نهاية الأسبوع وأيام العطل وفي السهرات الرمضانية وليالي فصل الصيف سيما وأن هذا الفضاء الفسيح الممتد على مدى أكثر من 4 كلم من ميناء النزهة وصولا إلى الساحل المقابل لجامع الجزائر، يمنح الفرصة للعائلات لعقد لمات مختلفة سواء للسهر أو السمر أو تناول الشاي ومختلف الوجبات في الهواء الطلق.
وحسب المدير العام لديوان حظائر الرياضات والتسلية لولاية الجزائر، عز الدين سوامي فإن عدد زوار المنتزه يصل إلى 30 ألف زائر يوميا إلا أن العدد يرتفع – كما صرح للنصر إلى 40 ألفا وأحيانا يلامس سقف 50 ألف زائر يوميا.
زوار من 58 ولاية وارتياح للجو العام والخدمات المقدمة
و في جولة للنصر بالمنتزه عبّر عديد المواطنين الذين قابلناهم، والقادمين من مختلف أرجاء الوطن، وحتى أسر من أبناء الجالية الوطنية المقيمة بالخارج، عن ارتياحهم لمستوى الخدمات المقدمة بالمنتزه، لاسيما من حيث توفر الأمن ومرافق الراحة المختلفة، سيما المساحات الخضراء الشاسعة.
ويختلف الهدف من التردد على هذا الفضاء الخلاب الذي تم افتتاحه جزئيا سنة 2013، بين الراغبين في الترويح عن النفس والنزهة وبين أولئك الذين يفضلون تغيير أجواء البيوت وعقد اللّمة مع الأحباب والأقارب والأصدقاء وسط الطبيعة.
ويجمع الكثير ممن تحدثوا إلينا من زوار هذا الموقع من هواة رياضة المشي أن منتزه الصابلات، ممشى جميل، وفضاء رحب للترويح عن النفس، تقصده الكثير من العائلات، لاسيما تلك التي تأتي من ولايات مجاورة، خاصة الداخلية، وباعتبار أن الوصول إليه سهل، من جهة، فهو أيضا يتسم بوجود الأمن والأمان، بفضل دوريات الأمن المتوفرة على مدار اليوم، إلى غاية ساعات جد متأخرة من الليل، إلى جانب المساحة الكبيرة التي تتميز بطاقة استيعاب ضخمة، ما يجعل تجمع العائلات هناك يكون في أريحية دون الشعور بالاكتظاظ، بالموازاة مع توفر الحاجيات التي يرغب فيها المتجول هناك خلال يومه، من أكل وشرب وحلويات وشاي ومكسرات ولعب للأطفال ومستلزمات أخرى.
وفي هذا الصدد تفضل الكثير من العائلات، حسب ما وقفنا عليه خلال زيارتنا للمنتزه الجلوس على العشب والاستمتاع باللمة، في أجواء جماعية ممتعة يتم خلالها شرب الشاي أو تناول مختلف المأكولات التي تجلبها معها، حيث تحرص الكثير من العائلات على إعداد مختلف الأطعمة في بيوتها وحمْلها معها للمنتزه، أين تفترش الحصائر في المساحة الخضراء أو على موائد خشبية مثبتة على الأرض ومحاطة بكراسي.
وهناك من العائلات ومجموعات من الأصدقاء، حسب التصريحات التي سجلناها من تحرص على الاحتفاء بأعياد الميلاد وغيرها من المناسبات السعيدة في هذا المكان المتميز، حيث يتم تخليد المناسبة بالتقاط صور للذكرى.
وفي ذات السياق اعتاد الكثيرون، حسبما وقفنا عليه في أوقات سابقة، على تنظيم مأدبات إفطار جماعية خلال شهر الصيام في هذا الفضاء الرحب، وهو التقليد الذي ما فتئ يترسّخ سنة بعد أخرى ولا يتوقف على العائلات والأسر، وإنما يشمل فئات مهنية مختلفة من بينها مجموعات من أفراد الأسرة الإعلامية التي ينتهز أفرادها نهاية بعض الأسابيع لكسر روتين العمل على غرار الفئات المهنية الأخرى وعقد لمة أشبه باللّمة الأسرية، في مأدبة إفطار جماعي.
ألعاب ووسائل ترفيه تبهج الأطفال
وما يجلب الانتباه في هذا المنتزه تلك الفرحة الكبيرة التي ترتسم على وجوه الأطفال وتعبيرهم عن سعادتهم بتواجدهم بمنتزه الصابلات، بمجرد دخولهم خاصة وأن المكان يتوفر على مساحات للعب والتسلية إلى جانب الشاطئ الذي يمكنهم من السباحة أو الاستمتاع بجمال الأفق ومنظر غروب الشمس رفقة أفراد أسرهم أو أقاربهم.
كما تتاح للأطفال في عين المكان فرصة لركوب قطار المنتزه، الشبيه بقطار "عالم ديزني" والاستمتاع بجولة ساحرة والتعرف على كل فضاءات "الصابلات" المقابلة للمحطة البرية للخروبة.
وفي المقابل يجد الكثير من الأطفال وأوليائهم فرصة التواجد في "الصابلات" لركوب الحافلات السياحية المكشوفة التي توفرها مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري لمدينة الجزائر العاصمة وضواحيها والتي تنظم رحلات يومية في الفترة المسائية بهدف تمكين زوار "المحروسة" وساكنتها وسائر السواح الراغبين في الاستفادة من هذه الخدمة، من مشاهدة الجزائر العاصمة من الأعلى والتعرف عن مواقعها السياحية المتعددة.
كما يجد الأطفال ضالتهم في ممارسة بعض الهوايات كركوب الدراجات الهوائية وغيرها من الألعاب واقتناء اللعب التي يوفرها الباعة المنتشرون في جنبات هذا المرفق سيما الطائرة منها.
وللإشارة يوجد بالمنتزه عدة مطاعم بالإضافة إلى محالات الأكل السريع وكذا مسرح على هواء الطلق، كما تم فتح المجال للباعة المتجولين لألعاب الأطفال والشاي حتى الألبسة والأكلات التقليدية على غرار "المحاجب" و "البوراك"، ومبيعات أخرى كالهدايا الرمزية التذكارية.
ومعلوم أن الولوج لمنتزه الصابلات يتم بصفة مجانية حيث بإمكان جميع فئات المجتمع الاستمتاع بهذا المتنفس الذي يشغل حيزا معتبرا من خليج الجزائر الكائن في إقليم بلدية حسين داي، غير أن حظيرة السيارات الخاصة بالمنتزه والحظائر الأخرى المحيطة بها، والتي تبلغ طاقة الاستيعاب بها مجتمعة 2000 مكان يتم ركن السيارات فيها بالدفع بحساب ساعات المكوث.
فضاء رحب لتنظيم مختلف التظاهرات الاجتماعية والاقتصادية
ونظرا لشساعة هذا الموقع الترفيهي السياحي الذي تقصده أعداد كبيرة من ساكنة العاصمة وضواحيها والزوار القادمين من مختلف ولايات الوطن، فقد تحول منتزه الصابلات على مر السنوات الماضية إلى فضاء لتنظيم مختلف التظاهرات ذات الطابع الاجتماعي والاقتصادي والرياضي، والفني إلى جانب تنظيم بث مباشر عبر الشاشات العملاقة لمنافسات كروية للمنتخب الوطني الجزائري.
كما احتضن منتزه الصابلات معارض لبيع الأدوات والمستلزمات المدرسية بأسعار تنافسية خلال السنوات الماضية، إلى جانب تظاهرة الصالون الدولي للصناعة والسياحة بالتنسيق بين مؤسسة خاصة مع ديوان حظائر الرياضات و التسلية لولاية الجزائر، التي تشرف على تسيير منتزه الصابلات، إلى جانب معرض المؤسسات المصغرة لفئة الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة وآخر للترويج لبعض العلامات الأجنبية للسيارات.
كما سبق وأن احتضن المنتزه الطبعة الثالثة من الصالون الوطني للابتكار، ومعرض "كيدز ايكسبو الجزائر" الموجه للطفولة ومعرض للدراجات النارية إلى جانب تظاهرات للطبخ.
وفيما حرصت العديد من القطاعات الوزارية على إطلاق حملات تحسيسية مختلفة من منتزه الصابلات، فقد سبق للمديرية العامة للأمن الوطني أن نظمت أبوابا مفتوحة على مصالحها وحملة وطنية حول الأمن والسلامة المرورية، فضلا عن إطلاق مخطط أزرق للشرطة في وقت سابق من الصابلات.
للتذكير قد تم افتتاح جزء من هذا المنتزه سنة 2013 والذي جاءت أشغال تهيئته في إطار مشروع تغيير الواجهة البحرية للعاصمة الجزائرية، والذي تم تقسيمه إلى مراحل تمتد إلى غاية 2029، كل ذلك من أجل توفير فضاءات النزهة والترويح عن النفس.
وتمثلت أشغال التهيئة في عملية توصيل المياه وقنوات الصرف، مع تشكيل مساحات خضراء على طول الشريط المحاذي للطريق السريع رقم 05 ولشاطئ الصابلات، مع تنقية الشاطئ بصفة كلية وجمع أكوام النفايات، الأتربة والحجارة، إلى جانب غرس عدد كبير من الأشجار على حواف ممرات خرسانية، تم تثبيتها في شكل مستطيلات تتوسطها شتلات من نباتات تزينية.
ومن شأن مشروع توسعة وتهيئة منتزه الصابلات، المتضمن مرافق رياضية وترفيهية، الجاري حاليا، إنعاش السياحة بعاصمة البلاد أكثر فأكثر سيما وأن هذا الأخير سيضفي جمالية أكثر على خليج الجزائر.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com