الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تجار يؤكدون انتعاشها بعد أن كانت في طريق الزوال : قطع الديكور النحاسية القديمة تعود لتزين البيوت

عادت مختلف قطع الديكور والأواني النحاسية التقليدية لرفوف العرض في محلات بيع النحاس بقسنطينة، بعد أن تراجع في وقت سابق بيع عدة أنواع كالوضاية والمحبس وحاملة الشموع والكروانة، واقتصر على القطع الأكثر استعمالا كالسينية والسكرية والمرش وحامل المناديل، نتيجة ضعف الطلب، حيث لاحظنا خلال زيارتنا لمحلات بحي باردو، تنوع المعروضات، نتيجة العودة القوية للديكور النحاسي وتحوله لموضة، ساهمت في بعثها مختصات في الديكور الداخلي وفي تحضير الحلويات.

ربورتاج / أسماء بوقرن

مختصات في الحلويات والديكور يبعثن نشاطها
زرنا محلات حي باردو المعروف ببيع الأواني وقطع الديكور النحاسية، أين لاحظنا تنوعا كبيرا في عرض قطع الديكور النحاسية القديمة، الذي شمل مختلف أنواع وأحجام القطع النحاسية التقليدية، يقول لؤي مختص في صناعة النحاس بباردو، بأن مختصات في فن الديكور والهندسة الداخلية على مستوى قسنطينة، ساهمن بشكل كبير في ضخ دماء جديدة في حرفة النحاس، وإعادة كل القطع القديمة لواجهات العرض، من خلال المحتوى الذي يروجن له، ليبعثن بذلك أنشطة حرفية كانت في طريق الاندثار، بعد أن عُدن لمحلات الانتيكا واقتنين ديكورات نحاسية قديمة منها ما استعملنها كما هي، فيما هناك من فضلت أن تعيد تشبيبها، لتبدو وكأنها جديدة، يضيف بائع آخر صاحب محلين لبيع النحاس، واحد مخصص للأنتيكا والثاني لبيع النحاس الجديد، قائلا بأن نشاطه ازدهر وقرر تجديد بضاعته وتنويعها بالمحل الثاني بعد أن لاحظ انتعاش بيع القطع القديمة، واقبال ناشطات على مواقع التواصل، على شرائها لاعادة بيعها، مؤكدا بأنه يتلقى طلبات كثيرة على أطقم الشاي والابريق وجزوة القهوة، والمحبس صغير الحجم.
المحبس من قطعة للديكور لقالب لتقديم الحلوى
يعد المحبس ذو الحجم الصغير من القطع النحاسية القديمة التي أصبحت مطلوبة، بعد أن تنوعت استخداماته، فلم يعد يستخدم في تزيين رفوف الخزائن فقط، وإنما أصبح من أحدث قطع تقديم الحلويات التقليدية، حيث يخصص لتقديم حلوى «المقرود»، في حفلات استقبال المواليد الجدد والختان والأعراس، يقول صاحب محل بأنه أصبح يعرض كميات كبيرة صفراء اللون، بعد أن إمتنع لمدة تجاوزت السبع سنوات عن بيعها، مرجعا سر الانتعاش لاستعمالاته الحديثة ولما يضفيه من لمسة تقليدية على سينية القهوة، وقد امتد استعمال للأعراس بعد أن أصبح بديلا للعلب الكرتونية الصغيرة المزينة المخصصة لتقديم الحلوى للمدعوين، يقول صاحب المحل، بأنه يستقبل طلبيات بأعداد كبيرة تفوق 200 قطعة، حيث يقدر سعر القطعة 350 دينار، مردفا بأن الطلب تضاعف مع حلول موسم الأفراح.
ومن القطع المطلوبة أيضا، وجدنا صحون المكسرات، والتي تعرض إلى جانب إبريق الشاي والصينيات صغيرة الحجم، وكذا أطقم الشاي التي تباع في الغالب جملة، و هناك من يكتفي بشراء قطعة أو اثنتين وإكمال ما تبقى في مرة لاحقة، لأسعارها المرتفقة، كما عاد النحاس القسنطيني ليزين أطقم حناء العرائس، بعد أن أزاح الطقم العصري الذي راج مؤخرا، والذي هو عبارة عن صندوق يضم لوازم الحناء، تقدمه عائلة العريس يوم الحناء لزوجة الابن المستقبلية عند إقامة مراسيم الحناء، ليستبدل بسينية نحاسية صغيرة الحجم تضم وعاء مغطى مخصص للحناء ومرش وحاملتي الشموع، ذات حجم صغير أو كبير.
كما أزاح حامل الحلوى المصنوع من النحاس، وكما يسمى «بون بونيار» القطع الزجاجية التي راجت سابقا، حيث يعرض في مختلف محلات حي باردو بأحجام مختلفة بسعر يتراوح بين 1400 و2200 دينار، ولا يستخدم لتقديم الحلوى والشكولاطة فقط وإنما لتقديم التمور المحشوة والجوزية سواء في الأعياد أو المناسبات العائلية، حيث يعرض في رفوف المحلات إلى جانب حامل حلويات المكون من ثلاثة صحون مختلفة الحجم، موضحا بأن الزبائن يفضلونها لاعتبارات كثيرة تتعلق برمزية النحاس وكذا للسعر، الذي يعد مناسبا مقارنة بالقطع الزجاجية العصرية ذات اللون المذهب والمعروضة بمحلات بيع الأواني، وتباع بأسعار مرتفعة.
مصابيح نحاسية وبخارات تلقى الطلب
أعاد محل عبد الرحمن بودراع بحي باردو هو الآخر قطعا قديمة لرفوف العرض، والتي تنوعت بين المخصصة للديكور وبين الأواني الموجهة للاستعمال اليومي كجزوة القهوة، فخصص في كل ركن من محله تشكيلة من النحاس، حيث خصصا ركنا لمستلزمات الحمام، بدأ من «الكيروانة» والطاسة بلونين الفضي والمذهب، و»الوضاية» و»الكفاتيرا» التي كانت تستعملها الأسر القسنطينية للوضوء وتزيين زوايا البيت، وتعرض بأحجام مختلفة، حيث يقدر، سعر القطعة الصغيرة 1200 دينار، فيما يقدر سعر طاسة الحمام 700.
كما عادت المزهريات القديمة والمعروضة بسعر 2800 دينار لتزين زوايا غرف الاستقبال، إلى جانب قطع أخرى تبرز تنوع النحاس القسنطيني صناديق الحلي النحاسية، والتي يترواح سعرها بين 2800 و 4000 دينار، فيما يقدر سعر تشكيلة ثلاث مختلفة الأحجام بـ 4500 دينار، ومن القطع الرائجة أيضا ابريق الشاي، يستعمل سواء للديكور أو الاستعمال اليومي، حيث يباع أيضا إلى جانب تشكيلة فناجين، ويختلف سعر الطقم بإختلاف مقاس الإبريق، حيث تتوفر ست مقاسات، ويفوق سعر الطقم الخاص بالمقاس الكبير المكون من يضم 16 فنجانا، 10 آلاف دينار، ويقتنى إلى جانب قطع أخرى كالمرش، حيث يعرض هو الآخر بأحجام مختلفة بسعر يتراوح بين 2500 دينار و 2000 دينار، يقول البائع بأنها هناك من الزبائن من يفضل اقتناء قطعة واحدة «مرش»، فيما هناك من تختار تشكيلة من ثلاث قطع، فضلا عن حافظة السكر «السكرية» ذات الحجم الصغير سواء الموجهة للاستعمال أو المخصصة لإضفاء لمسة تقليدية على ديكور البيت، حيث تفضل سيدات شراء قطع متنوعة صغيرة الحجم.
تحف نحاسية لحيوانات بأسعار تفوق المليون سنتيم
الاهتمام بالديكور النحاسي، لم يتوقف عند الأواني والتحف القديمة، وإنما تعدى ليشمل تحف حيوانات مصنوعة من مادة النحاس، حيث وجدنا تحفة لسمكتين بسعر 13500 دينار، وأخرى لغزالة بـ 14000 دينار، فضلا عن مصابيح غرف النوم المصنوعة بالنحاس والمنقوشة بزخارف نباتية وحيوانية بسعر 18000 دينار، حيث تلقى طلبا إلى جانب البخارات.
موضة النحاس الأصفر تدفع عائلات لتغيير لون القطع الفضية
وما لفتنا خلال زيارتنا لعدد من محلات باردو، وكذا تصفحنا لصفحات بيع النحاس بقسنطينة، أن موضة قطع ديكور النحاس، أعادت عائلات لتستعمل ما توفر لديها من نحاس، منها ما توقفت عن استعماله لعقود، حيث وجدنا سيدة بحي باردو في العقد السادس من العمر، قالت بأنها تملك مختلف قطع واواني نحاسية، منها ما تعود لأمها، والتي حازت عليها بعد وفاتها، وظلت محتفظة بها دون أن تستعملها، قبل أن تقرر إعادة البريق لها، فيما وجدنا سيدة أخرى تسأل عن امكانية تحويل لون سينية بلون فضي إلى لون أصفر، تقول بأن لها ست سينيات بلون فضي، وتريد تغير لون سينيتين لتحتفظ بواحدة وتسلم الثانية لابنتها المقلبلة على الزواج، كما تريد تلميع تشكيلة حاملة السكر والمناديل والمرش وتقدمها هي الأخرى لابنتها، لتفادي شراء أخرى جديدة، لسعرها المرتفع.
ولعل ما ساهم في انتعاش قطع الديكور النحاسية، ديكور محلات بيع الحلويات التقليدية بقسنطينة، خاصة التي تمتلك شهرة بوسط المدينة وبالمدينة الجديدة علي منجلي، والتي تعطي اهتماما كبيرا بجانب الديكور، حيث لاحظنا محلا يخصص رفوفا بزوايا المحل ومساحة بواجهة العرض لوضع مختلف قطع النحاس، حيث شاهدنا أطقم شاي ومزهريات ومحبس وكافاتيرا، مع وضع صينية نحاسية مزينة بطقم حليب وقهوة من النحاس وكذا صحون وحاملة مناديل، لتعكس رمزية المدينة وتبرز عاداتها وتقاليدها.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com