معدل تهديفي يعكس- صحة - المهاجمين في زمن - الجائحة - !
شهدت الجولات العشر الأولى من الرابطة المحترفة بنسختها الجديدة، معدلا تهديفيا عال، يعكس صحة مهاجمي أنديتنا المحلية في زمن جائحة كورونا، ولو بمستويات مختلفة، خاصة وأن الجميع كان يخشى من انعكاسات الظروف الاستثنائية، على مرود الفرق واللاعبين هذا الموسم، بسبب نقص تحضيرات البعض وتأخرها بالنسبة للبعض الآخر، غير أن ال97 مباراة التي لُعبت لحد الآن، دون احتساب المواجهات الثلاث المتأخرة التي تعني فرق بلوزداد والسنافر والمدية والمولودية والساورة، أبانت عن وجود رغبة كبيرة لدى المهاجمين، لمجابهة كافة الظروف والعراقيل التي صادفت اللاعبين منذ فترة التوقف، التي دامت لتسعة أشهر كاملة.
والمتتبع لمباريات الرابطة المحترفة، بحُلتها الجديدة في وجود 20 ناديا على غير العادة، يقف على عديد النقاط المضيئة، مقارنة بالمواسم الكروية الماضية، بداية بالانتصارات الكثيرة التي عادت بها الفرق بمختلف مستوياتها خارج أسوار ميدانها، وهو ما سبق أن خصصنا له ملفا فصّل في هذه الظاهرة الصحية بدقة، مرورا بضربات الجزاء العديدة المعلنة، والتي تؤكد عدم تأثر أصحاب البذلة السوداء بأي ضغوطات في غياب الجماهير عن المدرجات، بداعي الاحترازات الخاصة ب"الفيروس اللعين"، وصولا للكم الهائل من الأهداف المسجلة، والذي لولا بعض الجولات، التي عرفت بعض التعادلات السلبية لقارب المعدل التهديفي 2.5 خلال كل مباراة، وهو رقم تعودنا عليه في البطولات الخمس الكبرى للقارة العجوز، ونعني "البريمرليغ" و"الليغا" و"الليغ 1" و"البوندسليغا" و"الكالتشيو".
وخطفت بعض الفرق الأضواء، خلال الربع الأول من الموسم، في شاكلة النوادي المتعودة على لعب الأدوار الأولى شباب بلوزداد ووفاق سطيف واتحاد العاصمة ومولودية الجزائر، فضلا عن فرق لم ينتظر أحد تألقها مثل الشلف والمدية وجمعية عين مليلة، فيما خيبت أندية أخرى كافة الآمال المعلقة عليها من طرف أنصارها، على غرار شباب قسنطينة الذي يقبع في المركز ما قبل الأخير في جدول الترتيب العام، ويحتل المرتبة الأخيرة من حيث عدد الأهداف المسجلة على مدار الجولات العشر الأولى، وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام، بخصوص الأسباب التي أدت إلى هذا العقم الهجومي الكبير.
معدل التهديف بلغ 1,96 هدفا
صنع مهاجمو الرابطة المحترفة، الاستثناء في بطولة الموسم الكروي الحالي، في ظل الحصيلة الايجابية المسجلة على مدار الجولات العشر الأولى، والتي شهدت خوض 97 لقاء لحد الآن، دون احتساب المباريات الثلاث المتأخرة، وحققت عديد الأندية المحلية أرقاما تُحسب لها من حيث المعدل التهديفي العالي، حيث تمكنت من التسجيل، خلال 191 مناسبة، أي بمعدل هدفين في كل مباراة ( 1.96)، وهو مؤشر يؤكد صحة لاعبينا المحليين، رغم التخوفات التي أطلقها البعض، قبل بدأ البطولة، بسبب فترة التوقف الطويلة، كما أن هذا المعدل الكبير منح الانطباع بوجود منافسة شرسة على كافة المستويات، وهو ما سيعود بالفائدة على الدوري الجزائري ككل، خاصة إذا ما علمنا بأنه قد تراجع عربيا بشكل رهيب مؤخرا.
النسبة الأعلى في الجولتين الثانية والتاسعة
بالعودة إلى حصيلة كل المباريات الملعوبة لحد الساعة، نجد أن النسبة الأعلى من التهديف عرفتها الجولتان الثانية والتاسعة، أين تمكن مهاجمو فرقنا المحلية من هز الشباك في 24 مناسبة أي بمعدل 2.4 خلال كل مباراة، وهو رقم مُضيء بالنسبة لبطولتنا المحلية، التي سيطر على مبارياتها العقم الهجومي في آخر المواسم، إلى درجة جعلت هداف الرابطة الأولى، يكتفي بتسجيل 14 هدفا فقط.
وصنعت الجولة الثانية من الرابطة المحترفة الاستثناء من حيث الكم الهائل من الأهداف، على اعتبار أن لا أحد من المتابعين انتظر تسجيل أزيد من 20 هدفا، بعد فترة توقف دامت 9 أشهر كاملة، على عكس الجولة التاسعة التي اكتسب فيها اللاعبون تنافسية أكبر، وهو ما انعكس بالإيجاب على فعاليتهم أمام المرمى.
وتم تسجيل 24 هدفا في الجولة الثانية، مع العلم أن مواجهتين قد انتهتا بالتعادل السلبي، ويتعلق الأمر بكلاسيكو الحمراوة والقبائل ولقاء بسكرة والنصرية.
وفي سياق ذي صلة، تخطى المعدل التهديفي حاجز 2 هدفا في كل مباراة خلال 6 جولات كاملة، على اعتبار أن الجولة الثانية عرفت تسجيل 24 إصابة، فيما سجلت الجولات الرابعة ( 22 هدفا) والخامسة ( 20 هدفا)، رغم أنها منقوصة من مباراة، والسابعة ( 22 هدفا) والثامنة (19 هدفا) بناقص لقاء أيضا، فيما سجلت الجولة التاسعة كما أشرنا إليه سلفا الحصيلة الأكبر بتسجيل 24 إصابة.
هجوم بلوزداد الأقوى
خطف هجوم فريق شباب بلوزداد صاحب لقب كأس «السوبر» الأضواء في الربع الأول من الموسم، ليواصل بذلك مهاجموه عروضهم المميزة الممتدة منذ الموسم الماضي، حينما توّج بطلا للرابطة المحترفة الأولى، رغم عدم اكتمال مباريات البطولة، بسبب جائحة كورونا التي أوقفت كافة الأنشطة الرياضية في الجزائر.
ونجح أشبال التقني الفرنسي فرانك دوما في تسجيل 14 هدفا، خلال ثمان مباريات فقط، كون بلوزداد منقوصة من مواجهتين، ليعتلوا بذلك الصدارة بمعدل تهديفي يراوح 1.75 هدفا في كل مباراة، متفوقين على وفاق سطيف واتحاد العاصمة وجمعية الشلف، حتى وإن كان الثلاثي المذكور قد هز شباك الخصوم في 15 مناسبة، ولكن بعدد مباريات أكبر، إذ خاضوا 10 مباريات كاملة.
الوفاق وسوسطارة يزاحمان بقوة والشلف استثناء
ولئن كان بلوزداد قد اعتلى الصدارة ب14 هدفا، فإن هناك فرقا تزاحمه بقوة على المراتب الأولى، وحتى الإحصائيات الايجابية، على غرار متصدر الرابطة المحترفة ب13 نقطة وفاق سطيف، الذي يحوز في رصيده 15 هدفا، رفقة العائد بقوة في الجولات الخمس الأخيرة اتحاد العاصمة، الذي ارتقى إلى الصف الرابع ب17 نقطة بفارق نقطة وحيدة عن «أبناء العقيبة» ( 18 نقطة – لقاءين)، وبحصيلة تهديفية معتبرة بلغت 15 هدفا، ليبقى الاستثناء من صنع جمعية الشلف التي ورغم تركيبتها التي شكك البعض في مقدرتها على الصمود مع الكبار، إلا أن أشبال المدرب الجديد نذير لكناوي، نجحوا في تسجيل 15 إصابة كان للمخضرم قدور بلجيلالي النصيب الأكبر منها من خلال توقيع 6 أهداف وضعته في صدارة الهدافين، متفوقا على منافسيه محمد الأمين عمورة وحمزة بلحول.
«أعطاب» غير مفهومة في قاطرتي السنافر وبسكرة
عكس الأندية المتألقة، صدمت فرق أخرى الجميع بمستوياتها الهزيلة، وحصيلتها السلبية، في صورة بطل موسم 2017 – 2018، شباب قسنطينة الذي يقبع في المؤخرة من حيث عدد الأهداف المسجلة، وهي المرتبة التي يتقاسمها مع اتحاد بسكرة، الفريق المشكل في مجمله من لاعبين لا تتعدى كتلتهم الشهرية 500 مليون سنتيم.
وشهدت الجولات العشر الأولى من الموسم «أعطاب» غير مفهومة على مستوى قاطرتي السنافر وخضراء الزيبان، أين اكتفى الفريقان المهددان بالسقوط لحد الآن بتوقيع أربعة أهداف فقط، في حصيلة تعد كارثية، خاصة بالنسبة للشباب، الذي يضم في صفوفه أسماء لامعة كان البعض منها وراء وصول الفريق قبل موسمين إلى الدور ربع النهائي لمسابقة رابطة أبطال إفريقيا، قبل المغادرة أمام بطل تلك النسخة الترجي التونسي.
ويمتلك السنافر معدلا تهديفيا في حدود 0.4، أي أقل من نصف هدف كل جولة، وهو ما صدم المختصين، ممن كانوا يرشحون أبناء الجسور المعلقة للمنافسة على اللقب.
شباب قسنطينة لم يسجل في 7 لقاءات وعقم هجومي محيّر
يتواجد النادي الرياضي القسنطيني في وضعية لا يحسد عليها، حيث يقبع في المرتبة ما قبل الأخيرة في سلم الترتيب العام، وهو ما كلف التقني عبد القادر عمراني منصبه قبل جولتي سطيف والساورة، حيث تم اتهامه بالفشل في إبرام تعاقدات تليق بمستوى الشباب، الباحث عن اعتلاء منصات التتويج هذا الموسم.
وفشل السنافر رغم امتلاكهم تركيبة هجومية لا بأس بها، في التسجيل خلال 7 لقاءات كاملة من أصل 9 (الشلف وتلمسان وسكيكدة ومولودية الجزائر ولاصام وسطيف والساورة)، وسط تساؤلات كثيرة حول أسباب هذا العقم الهجومي، الذي قد يكون سببا في تسريح بعض الأسماء خلال فترة الانتقالات الشتوية القادمة، في شاكلة المغترب محمد بن طاهر الذي يتواجد محل استياء شديد، عقب إهداره لعديد الفرص السانحة، لعّل آخرها أمام شبيبة الساورة بملعب 20 أوت ببشار في لقاء أمس الأول، ولئن كان الأخير (بن طاهر القادم من بطولة الدرجة الرابعة السويسرية) يعد هداف الفريق بإصابتين، فيما يمتلك السوداني شيبوب هدفا من ضربة جزاء أمام اتحاد العاصمة، وأما الهدف الرابع فكان من تسجيل لاعب سوسطارة حمرة ضد مرماه.
مهاجمو السنافر نالوا 5 ملايير لأجل 4 أهداف !
تنهال الانتقادات من كل حدب وصوب على فريق شباب قسنطينة، بالنظر إلى نتائجه الكارثية خلال الموسم الكروي الحالي، والتي تسبب فيها العقم الهجومي المحيّر، رغم التركيبة البشرية للفريق، فالمتتبع لمسيرة الشباب، خلال المباريات التسع التي لعبها، يجد أن رفاق المغترب محمد بن طاهر اكتفوا بالتسجيل في لقاءين فقط، وكان ذلك أمام نادي بارادو (2/2 ) واتحاد العاصمة (2/1)، فيما عجزوا عن زيارة شباك المنافسين في سبع لقاءات كاملة.
تجدر الإشارة إلى أن الفريق القسنطيني يضم في صفوفه سبعة مهاجمين، هم خليط بين الخبرة والشباب، ويتعلق الأمر بكل من بن طاهر وأمقران ولقجع وعمران ويعيش ورجم وجحنيط، وكلهم كلفوا خزينة الفريق منذ بدأ التحضيرات قرابة 5 ملايير سنتيم، في سبيل النجاح في تسجيل أربعة أهداف فقط، كان للمغترب بن طاهر النصيب الأكبر منها بتسجيله إصابتين، فيما يمتلك شيبوب هدفا وهدف آخر لهدية من لاعب فريق منافس. سمير. ك
مهاجم السنافر عبد الحكيم أمقران للنصر
حصيلتنا كارثية ولهذا السبب لا لوم علي
اعتبر مهاجم النادي الرياضي القسنطيني عبد الحكيم أمقران حصيلتهم بالكارثية، سواء من حيث عدد النقاط التي حصدها الفريق على مدار تسع جولات كاملة أو حتى من حيث عدد الأهداف المسجلة، كاشفا عن الأسباب التي جعلته يعجز عن البصم على أي هدف لحد الآن، وفي هذا الخصوص قال للنصر:» حصيلتنا كارثية، ولا أحد بإمكانه أن ينكر هذا، ولم نجد لحد الآن تفسيرات لما يحدث معنا، وعن فشلي في التهديف لحد الآن، فهذا منطقي، كوني لم أخض سوى مباراتين، دون احتساب لقاء بارادو الذي لعبت فيه لدقائق معدود فقط قبل أن أصاب، آمل أن تُفك العقدة وننجح في التسجيل في قادم الجولات، كوننا أمام ساعة الحقيقة».
سمير. ك
لاعب جمعية الشلف قدور بلجيلالي للنصر
الشلف مفاجأة وأهدافي هدية للجوارح
اعتبر صانع ألعاب جمعية الشلف قدور بلجيلالي فريقه بمثابة المفاجأة السارة في الرابطة المحترفة، نظير النتائج الايجابية المحققة لحد الآن، مضيفا بأن أهدافه الست الجميلة هدية للجوارح الذين آمنوا في مؤهلاته منذ أول يوم التحق فيه بالفريق، وفي هذا الخصوص قال للنصر:» تواجدنا في الصدارة ب15 هدفا رفقة نوادي تفوقنا من حيث الإمكانيات، يؤكد المجهودات المبذولة من قبل كل عناصر الفريق لحد الآن، لقد حققنا نتائج رائعة، ولن نكتفي بهذا، كوننا في مستهل المشوار فقط، وعن أهدافي الست فهي هدية لأنصارنا، بعد ما منحوه لي من ثقة».
سمير. ك