عرفت نهاية سنة 2022، رحيل العملاق بيلي صاحب الألف هدف وثلاثة كؤوس عالمية، جراء إصابته بمرض السرطان، لتضع هذه الوفاة نقطة نهاية لمسيرة أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم.
وغيّب الموت الملك بيلي بعد نصف قرن من وضعه أسسا لمسيرة خارقة.
وتوفي الملك كما يلقب في البرازيل يوم الخميس 29 ديسمبر 2022 جراء إصابته بسرطان القولون عن عمر 82 عاما.
وصدمت وفاة "الجوهرة السوداء" عشاق كرة القدم حول العالم، بعد أيام من انتهاء مونديال قطر 2022، وخسر بيلي معركته الأخيرة مع سرطان القولون المُكتشف في سبتمبر 2021 خلال فحوص روتينية.
وسيبقى إدسون أرانتيس دو ناسيمنتو، الذي ولد في 23 أكتوبر 1940 بمدينة تريس كاراكوس، أسطورة حقيقية في عالم المستديرة، واسمه منحوت في الذاكرة الجماعية باعتباره اللاعب الوحيد الذي بلغ عتبة 1000 هدف.
وحقق بيلي أجمل نجاحاته القارية، وهو يرتدي قميص سانتوس، وخصوصا كأسي ليبرتادوريس (1961، 1962)، وكأس ريكوبا سود أمريكانا (1968).
بيلي، والذي توّج بالبطولة الإقليمية 11 مرة، لم يكن مجرد لاعب ناد، فإلى جانب سجله الهائل، بلعب 92 مباراة دولية في صفوف منتخب البرازيل، فقد أحرز تحت رايته ثلاثة كؤوس للعالم (1958 و1962 و1970)، وهذا يشكل بحد ذاته إعجازا للاعب كرة قدم.
ورغم مرور أربعين عاما على نهاية مسيرته، تعود على الفور عند ذكره إلى الأذهان قائمة الجوائز والمعجزات التي حققها، ولا شك أن سطوع نجمه المبكر هو أساس أسطورته، حيث وبفضل موهبته وعمله، حقق الشاب النابغة مسيرة مذهلة تميزت بأرقام جنونية وقياسية، منها على سبيل المثال تسجيله لست مرات متتالية خمسة أهداف في مباراة واحدة، كما أنه سجل ثلاثين رباعية و92 ثلاثية، وفي 1964 قصف دفاع نادي بوتافوغو مسجلا ثمانية أهداف في نفس المباراة.
وبعد اعتزاله واصل بيلي تألقه، فقد أحرز جائزة "رياضي القرن" من اللجنة الأولمبية الدولية، ومن ثم جائزة الكرة الذهبية الشرفية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في 2014، كما قررت الهيئة العليا لكرة القدم منحه لقب أفضل لاعب في القرن العشرين مناصفة مع الأرجنتيني مارادونا.
وجلب بيلي أيضا الأضواء خارج الملاعب إذ شغل منصب وزير الرياضة في بلاده بين عامي 1995 و1998، كما خصص جزءا من وقته لمهمته كسفير للأمم المتحدة واليونسكو للتربية والبيئة.
