واصلت إفرازات بطولة الرابطة الثانية بنمطها الجديد إحداث تغييرات على الهرم الكروي الوطني، وذلك بنجاح فرق في تحقيق انجازات تاريخية، بالصعود إلى الرابطة المحترفة لأول مرة في مشوارها، والأمر هذه المرة انطبق على اتحاد خنشلة ومولودية البيض، ولو أن "الخناشلة" عادوا إلى حظيرة "الكبار" بعد غياب دام 46 سنة، لكن هذه التجربة تعد الأولى لهم بمظلة "الاحتراف".
إلتحاق "سيسكاوة" بأعلى قسم في المنظومة الكروية الجزائرية تحقق بعد مشوار مميز، لأن الفريق لم ينهزم سوى مرة واحدة طيلة موسم كامل، ومع ذلك فإن ترسيم الصعود لم يكن سوى في آخر جولة بعنابة، على خلفية الصراع الكبير الذي كان من شباب برج منايل، في سباق "ساخن" كان بريتم "جنوني"، حسمه الاتحاد في آخر منعرج، عند الفوز داخل الديار على المنافس المباشر.
هذا الانجاز جعل ولاية خنشلة، تعيش أجواء خرافية عند الاحتفال بالصعود إلى القسم الأول، لأن الفرحة كانت بطابع "شاوي" خالص، وطوت صفحة "النكسات" باستعادة الولاية مقعدها في الرابطة الأولى، بعد غياب عن الساحة الوطنية، دامت قرابة نصف قرن، لأن "الخناشلة" كانت لهم تجربة سابقة وحيدة في الوطني الأول، إلا أنهم لم تدم سوى موسمين فقط في منتصف سبعينيات الألفية الفارطة.
إلى ذلك، فإن الانجاز كان تاريخيا بولاية البيض، لأن المولودية المحلية حققت الصعود إلى حظيرة الاحتراف لأول مرة منذ تأسيسها قبل 86 سنة، وكان هذا الصعود بعد "سيناريو" هيتشكوكي، مادام كسب الرهان كان بفضل حسابات فارق الأهداف مع شباب تيموشنت، بعد إنهاء الفريقين مشوار البطولة بنفس الرصيد النقطي، لتقتطع "الغزلان" تأشيرة الصعود، وتنال ثاني مقعد لمنطقة الجنوب الغربي مع "كبار" الرابطة المحترفة، في صعود هو الرابع على التوالي لهذا الفريق.
بالموازاة مع ذلك، فإن التغيير "الموسمي" الذي أصبح يشهده الهرم الكروي الوطني تجلى في مواصلة بعض الفرق السقوط الحر، والتدحرج إلى الأقسام السفلى بسبب إشكالية التمويل، والغرق في الديون، خاصة منها ديون غرفة المنازعات.
ص / فرطاس
