السبت 5 أكتوبر 2024 الموافق لـ 1 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

تكشف سرقات المحتوى التاريخي : مشاريع بالذكاء الاصطناعي لدراسة ونقل محتوى ثورة التحرير

قدم طلبة بكلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والاتصال، بجامعة عبد الحميد مهري قسنطينة 02، بإشراف البروفيسور عبد الكريم بورامول مشاريع بحثية، تتعلق بإستخدام علم البيانات والذكاء الاصطناعي في معالجة النصوص التاريخية وتلخيصها وترجمتها في ظرف وجيز، وإيصالها بطريقة سلسلة للقارئ، بما يتماشى واستخداماتها، من بينها مشروع «رايكم» لتحليل المشاعر المتعلقة بموضوع الثورة عبر العالم الافتراضي، و مشروع «تصنيف» الخاص بالمقالات الإخبارية المرتبطة بالموضوع، ناهيك عن تطوير ربوت دردشة يتحدث عن تاريخ الثورة المجيدة في مجالات عدة، ونظام «كويز» موجه للأطفال، وإنشاء موقع وتطبيق لاكتشاف سرقة المعلومات التاريخية.

أسماء بوقرن

وأوضح البروفيسور بورامول عبد الكريم، أستاذ بكلية التكنولوحيات الحديثة للمعلومات والاتصال، أن مقياس علم البيانات والذكاء الاصطناعي، مهم للمعالجة الآلية للغة الطبيعية «NLP»، وهو مجال من مجالات الذكاء الاصطناعي، مخصص كما أوضح للنصر، للتفاعل بين أجهزة الكومبيوتر واللغة الطبيعية المستعملة، ويهدف لتمكين أجهزة الكومبيوتر من فهم وتحليل وتوليد اللغة المستعملة بطريقة طبيعية باستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ويمكن استخدامه في عدة مجالات كتقسيم النصوص إلى وحدات، وفي النحو والصرف وتركيب الجمل، وشكل الكلمات، وأيضا في التعرف على أسماء الأشخاص والأماكن وفي الترجمة الأوتوماتيكية.
ويرى المتحدث، بأن معالجة اللغة الطبيعية «NLP» ضرورية في مختلف مجالات الذكاء الإصطناعي، لأنها تتيح التفاعل بين الإنسان والآلة، و تمكن المستخدمين من التواصل مع الآلات بطريقة طبيعية، من خلال المساعدين الصوتيين، وبرامج الدردشة، وواجهات المحادثة الأخرى، و تقوم كذلك بتحليل النص، وتسهل تحليل واستخراج المعاني وتوليد النصوص من كميات كبيرة من البيانات النصية المستخدمة في محركات البحث، وأنظمة التوصية وتحليل المشاعر، ناهيك عن كونها تتيح الترجمة الفورية بين لغات مختلفة، مما يقلل من الحواجز اللغوية في التواصل العالمي، وتساعد في التعرف على الصوت، وتحويله إلى نص، وتستخدم في أنظمة النسخ الآلي والإملاء الصوتي، وتؤدي وظائف أبعد من ذلك منها تحليل المشاعر، بحيث تحدد العواطف والآراء والمواقف من خلال اللغة، وتستخدم في التسويق، ورصد الاستراتيجيات، وإدارة السمعة على الإنترنيت، وهي تقنية شجعت البروفيسور بورامول، إلى بعث مبادرة مع طلبته لإطلاق عدة مشاريع تقوم على استخدام مزايا التقنية في معالجة ونقل النصوص المكتوبة حول تاريخ الثورة الجزائرية.
هكذا دمجنا موضوع الثورة الجزائرية في إستخدامات «NLP»
وتحدث البروفيسور للنصر، عن كيفية استخدام المعالجة التقنية للغة «NLP» إلى جانب تقنيات الذكاء الاصطناعي في تحليل ومعالجة النصوص المكتوبة حول تاريخ الثورة الجزائرية، موضحا بأن لها عدة استخدامات تخدم المحتوى التاريخي المتعلق بالثورة المجيدة وتضحيات الأبطال، منها تحليل ودراسة الآراء على مواقع التواصل الإجتماعي، وهي عملية قال، بأنه من الصعب جدا القيام بها بالطريقة الكلاسيكية، كذلك تقديم تلخيص آلي للنصوص، كتلخيص أطروحة دكتوراه من 400 صفحة في 10 صفحات، دون فقدان المعنى وجوهر الأطروحة، وحتى اكتشاف السرقات العلمية المرتبطة بالمحتوى التاريخي، حيث وبمجرد تمرير المحتوى على نظام «NLP»، تتم مقارنته بالمحتوى المتاح مع تقديم نسبة الاقتباس، مشيرا إلى أن هناك نحو 10 مجالات لتطبيق هذه التقنية في المجال.
وقال المشرف على المشاريع الذكية المتعلقة بتاريخ الثورة التحريرية، بأن ذكرى الاستقلال 5 جويلية، مناسبة للإعلان عن ابتكارات طلبته في هذا المجال، وتنظيم مسابقة أفضل مشروع مطور من طرف طلبة تخصص علم البيانات والذكاء الاصطناعي، باستخدام تقنية «NLP» لمعالجة وتحليل النصوص المكتوبة حول تاريخ الثورة الجزائرية، حيث تم تقديم 10 مشاريع ليقع الاختيار على 5 منها، قام الطلبة بعرضها أمام لجنة تحكيم تضم أساتذة في مختلف التخصصات كالتاريخ والإعلام الآلي ، وهي مشاريع وضع لبناتها المتحدث خلال السداسي الثاني.
«رايكم» لتحليل المشاعر المتعلقة بموضوع الثورة عبر العالم الافتراضي
حمل أول مشروع تسمية «رايكم»، لتحليل المشاعر على مواقع التواصل الاجتماعي للنصوص المكتوبة باللغة العربية حول الثورة الجزائرية، أنجزه الطلبة محمد إلياس عبابسة وهاجر بوقطوشة وإلهام جوابلية، حيث أوضح الطالب إلياس ممثل الفريق، بأن المشروع قائم على إنشاء موقع إلكتروني وتطبيق لتحليل المشاعر عبر مواقع التواصل الإجتماعي، في مجالات مختلفة، وتصنيفها إما كمشاعر إيجابية أو سلبية أو محايدة، ويقدم حلولا في عدة جوانب لمعرفة آراء الجمهور، وكذا دراسة مدى نجاح ترند معين.
ويمكن الموقع، حسبه، من دراسة آراء نشطاء من مختلف البلدان حول الثورة الجزائرية وتاريخها، وبإمكانه إستخراج الآراء الخاطئة، مع تقديم تقييم لمختلف الآراء المرتبطة بالثورة، فضلا عن تقديم تحليلات ومنحنيات بيانية، كما يتيح الموقع إمكانية للمستخدم لولوجه والبحث في أي موضوع تاريخي يريده، والآراء المقدمة حياله وعدد الذين أبدوا رأيهم في الموضوع، وكذا البلد المنحدرين منه، ويتيح أيضا الإجابة على الأسئلة المقدمة بالدارجة المكتوبة باللاتينية، وهي اللغة شائعة الاستعمال، ما اعتبره تحديا كبيرا نجح الفريق في كسبه.
والمشروع جاهز بنسبة 80 بالمئة، حسب ذات المتحدث، حيث تم إنشاء الموقع الإلكتروني ويتم العمل حاليا على وضع واجهة للتطبيق، وتجريبه لبلوغ صفر خطأ وإدخال بعض التعديلات.
ويهذا الخصوص، أوضح الأستاذ المشرف، أنه بالإمكان إستخدام البرنامج مثلا في دراسة موضوع الذاكرة، من خلال تحليل التدوينات والمنشورات المتعلقة بالموضوع، كما بالإمكان القيام بدراسة استقرائية لأراء النشاط في هذا الموضوع، وهي تقنية تمكن من توفر معلومات كمية وكيفية تساعد في إجراء دراسة دقيقة ومعمقة، وتحليل الآراء بطريقة ذكية وسريعة.
مشروع «تصنيف» خاص بالمقالات الإخبارية
يتمثل المشروع الثاني حسب البروفيسور عبد الكريم بورامول، في نظام تصنيف آلي للمقالات الإخبارية، المكتوبة باللغة العربية حول الثورة الجزائرية، قام به كل من الطلبة يحيى سليماني وإكرام قليب ودلال صالحي ويونس قرفي، سنة أولى ماستر تخصص علم البيانات والذكاء الإصطناعي، حيث قالت ممثلة الفريق الطالبة إكرام قليب، إن مشروع «تصنيف» عبارة عن تطبيق يمكن من خلاله المستخدم إدراج المحتوى بخمس طرق، سواء بكتابته مباشرة في التطبيق أو تحويل المحتوى من الهاتف للموقع أو تسجيل صوتي أو صورة تتضمن محتوى مكتوب، بحيث يعمل التطبيق على تصنيف المحتوى، وفق التصنيفات السبعة التي يضعها، دينية أو رياضية أو ثقافية والمرتبطة بموضوع الثورة الجزائرية، كما يقدم التطبيق نسبة كل صنف، ليصنف الموضوع في الخانة الأعلى.
ويشتمل التطبيق وكذا الموقع الذي يعمل الفريق حاليا على إنجاز واجهته، مستخدمين مقسمين إلى أولا مستخدم قام بإنشاء حساب ونشر مقالاته، و ثانيا زائر للموقع.

وأوضح البروفيسور بورامول في هذا السياق قائلا، بأن التحضير للمشروع، تم بعد بحث معمق شمل مواضيع تتعلق بمشروع البحث، ووضع جدول مقارن وضبط التصنيفات تشمل الثقافة والرياضة والدين والطب، بهددف التطرق لمختلف المجالات، على غرار فريق جبهة التحرير الوطني مثلا.
وحسب الأستاذ، فإن المشروع الثالث للطلبة يتعلق بتحليل الاتساق المنطقي في النصوص المتعلقة بالثورة الجزائرية والمكتوبة باللغة العربية، يشرف عليه كل من رستم عبد المولى بوروبة وعمر الفاروق زواق، ويدرس إتساق النصوص الصوتية أو المكتوبة سواء بالعربية أو بالدارجة المكتوبة بالحروف اللاتينية، وهو مشروع متحصل على جائزة أحسن مشروع، التي نظمتها كلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات والإتصال في التاسع جوان المنصرم بإشراف السيدة العميدة زيزات بوفايدة، التي قدمت كل الدعم للابتكارات الطلابية، وسهرت على توفير ظروف جيدة لتنظيم الحدث وخلق جو تنافسي ابتكاري للطلبة.
«كويز تاريخي» للتوليد الآلي للأسئلة والأجوبة
أما المشروع الرابع فسمي « كيوجيني»، مختص في إعداد «الكويز» أي التوليد الآلي للأسئلة والأجوبة انطلاقا من الوثائق المكتوبة باللغة العربية حول تاريخ الثورة الجزائرية، قام به كل من الطالب وليد طلبة وعبد الرحمن مومن، و يختص المشروع الخامس في كشف السرقة العلمية للنصوص الأكاديمية المتعلقة بالثورة، تم تسميته «فحص»، يكشف الانتحال في المؤلفات الأكاديمية المكتوبة باللغة العربية عن الثورة الجزائرية، ويقوم بإنجازه كل من الطالب وليد سلامي وتواتي زكريا، حيث يتيح النظام إدراج عدد معتبر من الكتب، وطلب إعداد اختبار موجز موجه للأطفال الصغار»quiz»،
كما يمكن استخدامه في تحويل المحتوى التاريخي لدروس بيداغوجية موجهة للتلاميذ، بطريقة تتناسب اهتماماتهم وذلك بتقديمها في شكل فيديوهات قصيرة وموجه « كويز»، موضحا، بأن النظام له قدرة كبيرة على القراءة في ظرف وجيز وإعداد الأسئلة والأجوبة.
وحسب البروفيسور بورامول، فإن المشاريع المقدمة المتعلقة باستخدام تقنيات « NLP»، في المعالجة والتحليل وتحويل النص التاريخي المكتوب لأية لغة نريد، ستمكن من جمع المادة التاريخية المتعلقة بالثورة الجزائرية، واستخراج المحتوى الموجود للعلن بعد أن كان من الصعب على الباحثين استخراجه، نظرا لكثافة المحتوى أو لعدم التحكم في اللغة.
موضحا، بأن مبدأ هذه التقنية يعتمد على خوارزميات مبنية على الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن استخدامها في تصنيف المقالات والرصيد المكتوب، حسب صنف النص، فمثلا بالامكان تصنيف مليون نص باعتماد التقنية أو النظام الذكي، الذي يدرب ليتنكن من تصنيف الرصيد التاريخي المكتوب بطريقة ذكية.
ومن بين الاستخدامات التي ستتيحها التقنية المعتمدة في المشاريع أيضا، التلخيص الآلي أو التوليد الأوتوماتيكي للنصوص في ملخصات، كتلخيص كتاب حول الثورة الجزائرية، وتكييفها بحسب الفئة المستهدفة والعمر، للتمكن مثلا من تدريسها في الابتدائي، كذلك الاعتماد على هذه التقنيات في الترجمة الآلية من لغة لأخرى وحتى من الدارجة للغة مقننة كالترجمة من «الأربيزي» وهي الكتابة بالعربية بحروف لاتينية، شائعة الإستعمال في الوقت الحالي، خاصة خلال المحادثة عبر الفضاء الافتراضي، للغة العربية الفصحى، وبإمكان مستعمل النظام تحديد المحتوى الذي يريده بالضبط، قدرة النظام على اكتشاف النصوص التناقضية غير المقبولة.
ربوت دردشة تفاعلي يتحدث عن تضحيات الأبطال وينقل حقائق
كما يمكن استخدام ربوت الدردشة التفاعلية الذكية « chatbot»، في ميدان التعليم خاصة مع الأطفال، بحيث يتيح معلومات دقيقة وغزيرة عن الثورة التحريرية ومختلف المحطات التاريخية، كذلك التحليل التجانسي للنصوص التاريخية المتعلقة بالثورة الجزائرية، وهو نظام يمكن من التأكد من مصداقية المراسلات والمخطوطات المتعلقة بالثورة، فبمجرد تمرير المحتوى على النظام تتم عملية التحليل ودراسة مدى التجانس أو الاتساق في المحتوى، حيث يمكن استخدامه من قبل الباحثين المهتمين بالبحث في تاريخ الثورة الجزائرية للتدقيق في صحة النصوص والتأكد من مصدرها الأصلي.
أ ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com