الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

المجاهد حسين هادف للنصر: فرنسـا كانــت تقتـــل الأطفــال و وحشيتها رسخت الإيمان بالكفاح

يسرد المجاهد حسين هادف، في لقاء مع النصر، بعض الشهادات عن الثورة التحريرية، وكيف انضم إليها، وتقلده مناصب في جيش التحرير، ورغم من تقدمه في السن إلا انه روى بحماس فصولا من عملياته العسكرية بميلة، والمعاناة التي عاشها أبناء المنطقة لمواصلة الكفاح المسلح إلى غاية طرد الاستعمار الفرنسي .

التحق المجاهد حسين هادف ابن السعيد، بصفوف الثورة وسنه لا يتجاوز 21 ربيعا، ليتدرج بعد سنوات في تقلد مناصب عديدة في الجيش، حيث يعتبر من الأبطال الذين حملوا لواء العلم والسلاح، إذ حفظ 60 حزبا في تلك الفترة رغم الظروف القاسية التي عاشها.
ولد عمي حسين بمنطقة مينار زارزة سنة 1933، أين ترعرع وسط أسرة ثورية لطالما آمنت بالحرية واستعادة السيادة الوطنية، وهي التي كانت سنده في الذهاب لزاوية ابن الشيخ الحسين بمنطقة سيدي خليفة، للدراسة ومواصلة حفظ القرآن الكريم كاملا.   
استقر لقرابة أربعة سنوات بمنطقة سيدي خليفة حيث احتضنته إحدى العائلات من سنة 1950 إلى غاية 1954، ودرس في زاوية ابن الشيخ الحسين، حيث حفظ 60 حزبا، ودرس بعض العلوم والمعارف التي كانت تقدمها الزاوية، قبل أن يتولى تدريس التلاميذ بذات الزاوية ، وعند عودته إلى قريته دعاه سكانها على تعليم أبنائهم بالمسجد وتحفيظهم كتاب الله.
عملت كتاجر ومعلم قرآن قبل الالتحاق بالثورة
واصل عمي حسين حديثه، بالقول إنه قرر فتح محل تجاري يعمل به بعد الانتهاء من تدريس الأطفال صباحا، مؤكدا بأن سكان القرية قاموا بمساعدته في بناء المحل بجانب المسجد الذي يزاول فيه تحفيظ القرآن، وكان في ذلك الوقت يملك مذياعا أتاح له، بعد اندلاع الثورة، معرفة كل ما يحدث في البلد، و يوما بعد يوم يزداد حماسه للالتحاق بالجبل لمساعدة الثوار وأدركت، يقول، وأيقنت أن الثورة في حاجة ماسة إلى وجود إطارات بها وشباب متعلمين ذوي كفاءة للمساعدة ولو بالشيء القليل . 
وعن التحاقه بالثورة المجيدة، يروي المجاهد حسين هادف، بأنه وفي إحدى ليالي أواخر سنة 1955 ، طرق باب بيتنا مجاهدان هما عقون العيد و خليفة نعمان، اللذان كان لهما الدور الكبير في التحاقي بالرفاق بالجبل، و إمدادي بالسلاح، وتزويدي بكل المعلومات عن المجاهدين في الجبل بالمنطقة.
تقلدت عدة مناصب ..
ويواصل المجاهد حسين هادف، سرد شهادته قائلا، بعد مؤتمر الصومام سنة 1956، تقرر  إقامة انتخابات المجالس الخماسية، حيث قام كل من سي صالح بن دهيلي والشيخ أحمد بالقدوم إلى المشتة، لإنشاء مجلس ثوار، في تلك الفترة تم  اختياري لأكون على رأس مجلس الدوار، حيث كانوا يلقبونني بـ «الطالب»، ثم بدأت بالتدرج في المناصب من مسؤول الأخبار العامة «المخابرات» على مستوي القسم الثاني بالولاية أو كما كان يطلق عليه «قسم الماريكان» بسبب توفره على ثروات فلاحية وحيوانية كثيرة والتي كانت تمون مناطق عدة على غرار منطقة الطاهير بولاية جيجل، ثم مسؤول اقتصاد القسم الثاني، حيث كانت ولاية ميلة مقسمة آنذاك إلى ثلاثة أقسام كبري و قسمين فرعيين .
انتصرنا في عدة معارك ..
ذكر المجاهد بأن أول معركة خاضها ومازالت راسخة في ذهنه إلى اليوم كانت بتاريخ 15 أفريل 1956، جرت وقائعها بمنطقة تامطمورت بتسالة لمطاعي، حيث قام المجاهدون بنصب كمين في وضح النهار بالمنطقة التي كانت نقطة عبور لقوافل الجيش الفرنسي المتمركزة بمناطق براقة وتامطمورت بميلة ومنطقة جيملة بولاية جيجل، أين أسفرت العملية بعدها عن مقتل العشرات من جنود الاحتلال وخسائر كبيرة في صفوف الجيش الفرنسي الذي كان يملك كل الإمكانيات والوسائل على عكس جيشنا.
وأفاد المجاهد أن من بين أكبر المعارك التي خاضها وشهدها هي معركة بوعفرون بمينار زارزة، في 4 أوت 1958، حيث قام خلالها القادة محمود بن التونسي فاروق، وسي أحمد الطهيري، بتجميع المجاهدين من أجل التحضير لذكري استشهاد البطل زيغود يوسف 1956، و علم الجيش الفرنسي بالأمر و بالتحضيرات التي يقوم بها أبناء المنطقة رفقة الثوار لإقامة ذكرى استشهاد أحد مفجري الثورة، فقام بمحاصرة المنطقة من كل الجهات مستخدما في العملية 36 طائرة بما فيها طائرة «بي 52»، واندلعت اشتباكات استشهد خلالها ثلاثة مجاهدين من صفوفنا هم « شبطال مولود المدعو الخروطو من زارزة بالإضافة إلى سي صالح من آراس، والذيب من ترعي بينان» وإصابة ثلاثة آخرين في تلك المعركة، فيما سجلت خسائر كبيرة في صفوف العدو بالرغم من عدته وعتاده.

فرنسا كانت تذبح الأطفال
 في 14 جويلية َ1961، و بوشاية من أحد الخونة بمجاهدين بمنطقة الرواشد، أتوا لزيارة عائلاتهم وأقاربهم، قتلت القوات ا الفرنسية في ظهيرة يوم الجمعة أربعة مجاهدين، واعتقلت طفلة 14 سنة و طفلا 13 سنة، تم تعذيبهما  تعذيبا وحشيا قبل ذبحهما.
كما تم تعذيب العديد من الأشخاص الذين قبض عليهم الجيش الفرنسي منهم شابان مجاهدين قبض عليهما بمنطقة مينار زارزة في جوان 1960، حيث تم تعذيبهما أشد أنواع العذاب من صعق بالكهرباء والمشي بقدمين حافيتين واستمر تعذيبهما على غاية استشهادهما.
مركز التعذيب «لاصاص» بالرواشد شاهد على فضاعة الممارسات الفرنسية
وذكر محدثنا بأن مركز التعذيب المسمي «لاصاص» ببلدية الرواشد، مازال شاهدا على جرائم غير الإنسانية للاحتلال الغاشم بتعذيبه للعديد من أبناء المنطقة بمختلف أنوع التعذيب من استعمال الصعق بالكهرباء والحرق وتقطيع الجسم بالزجاج والحرمان من النوم وغيرها من الطرق، لكن ذلك لم يثن المجاهدين وأبناء الشعب من التشبث بمسعىإخراج هذا المستعمر وطرده من هذه الأرض الطاهرة . 
للنساء دور كبير في الاستقلال..   
ويشير عمي حسين في حديثه، بأنه نجا مرات عديدة من الموت ومن الكمائن التي نصبها العدو وحتى الحركي والخونة للمجاهدين، بفضل مساعدة أهل القرى والمداشر على إخفائهم وهروبهم منهم، حيث قال في هذا الصدد» في سنة 1960 كنت برفقة ثلاثة مجاهدين متجهين نحو منطقة آراس وفي ذلك اليوم حاصرنا العدو بإحدي القرى، لولا تدخل امرأة المجاهد محمد بن محمد مخناش رحمه الله، والتي توفيت هي أيضا مؤخرا إثر إصابتها بالكوفيد ، وقيامها بإخفائنا داخل «كازما»، بمنزلها إلى غاية مغادرة العسكر الذي لم يستطع إيجادنا بفضل تلك المجاهدة»، مؤكدا بأن للنساء الجزائريات دورا كبيرا في تواصل الثورة.
فرحة الاستقلال لا يمكن وصفها..
قال عمي حسين بأن فرحة الاستقلال لا تقدر بثمن، و يوم الإعلان عنه بعد سبع سنوات ونصف دامية راح ضحيتها الملايين من القتلى، كان متواجدا بمنطقة عين الحمراء بفرجيوة، عند أحد الأصدقاء، استمع لخبر الاستقلال عبر الراديو، بفضل أحد أصدقائه الذي كان يتقن اللغة الفرنسية، قائلا إنه فرح طيلة حياته بشيئين اثنين استقلال الوطن ويوم زفافه، ليأتي بعدها مباشرة يوسف بن خدة بخطابه الشهير عن الاستقلال ووقف إطلاق النار ، فكانت فرحة لا تقدر بأي ثمن، لينتشر بعدها الفرح في كل ربوع الوطن .
ويدعو المجاهد الأجيال الجديدة والشباب إلى المحافظة على البلاد، وكل المثقفين في إلى نشر تاريخنا المجيد والحفاظ على الذاكرة، لأن الاستقلال لم يأت مجانا ، بل هو نتيجة تضحيات كبيرة لشعب بأكمله من رجال ونساء وأطفال وشباب الذين حملوا في قلوبهم حب الوطن لتحريره من الاستعمار الغاشم.
مكي بوغابة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com