الخميس 19 سبتمبر 2024 الموافق لـ 15 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

المناضلة مسعودة زغبيب صاحبة 105 سنوات: سهلت عبور زيغود يوسف وحملت الكسكس للمجاهدين في دلاء الماء

مسعودة زغبيب واحدة من حرائر الجزائر قدمت كل ما تملك في سبيل استقلال هذا الوطن الغالي فهي من مواليد 1918 ورغم بلوغها 105 سنوات، لكنها لا تزال تتمتع بذاكرة قوية وتتذكر كل ما عاشته خلال الثورة التحريرية ومشاركتها فيها رفقة زوجها من خلال تقديم الدعم المادي  والمؤونة وجمع الاشتراكات وكيف كانا يحرصان على تهيئة كل الظروف لضمان عبور الشهيد زيغود يوسف بمنطقة سيدي مزغيش واحتفاظها بالراية الوطنية التي احتفلت بها في 5 جويلية 1962 وغيرها من الأحداث التي عاشتها خلال الثورة.

النصر زارت المعمرة مسعودة زغبيب في بيت ابنها أحسن بمدينة سيدي مزغيش حيث تقيم أين وجدناها نائمة قبل أن تستيقظ لترحب بنا رفقة ابنها وحفيدها وكان جسمها النحيف والهزيل لا يقوى على النهوض وتحمل عبء تقدمها في العمر وضعف البصر ما جعل ابنها يساعدها على النهوض والجلوس بين يديه، لتشرع وبكلمات متثاقلة في سرد مشاركتها في ثورة التحرير وبدأت مباشرة بقصتها مع الراية الوطنية التي بين أيديها و التي مازالت تحتفظ بها منذ الثورة قائلة إنها تحصلت عليها لما شرع في خياطة الراية الوطنية لأول مرة وظلت بحوزتها إلى غاية الاستقلال حيث خرجت تحتفل بها في شوارع المدينة رفقة الجيران وسكان المنطقة، وتضيف المتحدثة إنه في تلك الفترة مر على ولادتها 12 يوما فقط بابنها أحسن وقد منعها زوجها من الخروج للاحتفال خوفا على ابنهما لكونه لا يزال رضيعا، لكنني، تقول، لم أعر اهتماما لذلك وقلت في نفسي لا يمكنني تفويت هذه الفرصة التاريخية للاحتفال بهذه النصر العظيم في مظاهر تبقى راسخة في الاذهان ولن تمحى من الذاكرة أبدا كيف ولا والجزائر نجحت في طرد المستعمر الفرنسي من التراب الوطني الذي سقي بدماء الشهداء.
لا يغمض لي جفن حتى أتأكد من عبور زيغود يوسف في أمان
وعن مشاركتها في الثورة تروي المتحدثة أنها وزوجها صالح تروش لم يصعدا إلى الجبل ولكن عملهما في النهار كان في النشاط الفلاحي وفي الليل ينشطان لفائدة الثورة ويقدمان الدعم المادي للثورة من خلال جمع الاشتراكات انطلاقا من مكان إقامتهما بمشتة «بوركيس» سواء في الحراسة أو جمع الاشتراكات أو تحضير المؤونة ونقلها للمجاهدين وفي هذا الصدد تحدثت عن مشاركتها في الحراسة رفقة زوجها لضمان عبور الشهيد البطل زيغود يوسف من طريق بوركيس ليلا وكنت لا يغمض لي جفن حتى نتأكد من عبور زيغود يوسف ورفاقه إلى وجهتهم بكل أمان و في ظروف حسنة، وكذا تبرعي بحلي فضية للمجاهدين ومنذ ذلك الوقت لم أرتد تضيف أي حلي فضية لحد الساعة.
أنقل «الكسكس» إلى المجاهدين في براميل الماء
كما روت لنا حكاية كيف كانت تصنع وتحضر «الكسكس» أو كما يطلق عليه بالمنطقة «بربوشة» ثم يضعونها في براميل المياه ونقلها إلى المجاهدين فوق الأحمرة وسط قطيع الأغنام والماعز كطريقة للتمويه على أساس أنهم متوجهين لجلب الماء الشروب لتفادي انكشاف أمرهم من طرف العساكر الفرنسيين وأيضا نشاطها في جمع الزيتون وطحنه وأتذكر حينها أن المجاهدين طلبوا منا العمل بنظام الشراكة والقسمة بالنصف أي أن العامل يحصل على نفس الحصة التي يحصل عليها الفلاح بدلا من حصول الأخير على كيسين من الزيتون والعامل كيس واحد فقط وهو القرار الذي حررنا تضيف وفرحنا به كثيرا ولما يتم تحضير الزيت كانت كل عائلة تمنح المجاهدين كمية من الزيت بين 20 إلى 30 لترا.
وروت لنا المتحدثة كيف تم إخفاء المجاهدين حمادة والعيدوني المسؤولين بالناحية في أكوام التبن بعد اقتراب وصول العسكر إلى المنطقة حيث اقتربت الكلاب إلى أكوام التبن وأحسسنا حينها بخوف كبير من إمكانية لجوء العسكر إلى حرق التبن وكان ذلك يعني وفاتهما ولحسن  الحظ غادرا المكان دون أن يكتشف أمرهما ثم تحدثت عن زوجها عندما اعتقله العدو الفرنسي بسبب ارتدائه لباس المجاهدين بمكان عمله في النشاط الفلاحي حيث كانوا يعتقدون أنه مجاهد، حيث أخذوه من مكان عمله مباشرة إلى الثكنة العسكرية وهناك قاموا بتمزيق بطاقة التعريف وتعذيبه بواسطة الماء والكهرباء لدرجة أن جلد رأسه انكمش وتضرر كثيرا في ذاكرته وذلك كله من أجل افتكاك اعترافات منه لكن محاولاتهم باءت بالفشل ولم ينطق بأي كلمة وبعد فترة تم اطلاق سراحه بعد تدخل أبناء من الشعب يعملون لصالح المستعمر الفرنسي قالوا لهم إن زوجها ليس مجاهدا وإنما فلاح.
كما تذكرت حادثة سقوط أغصان شجرة الزيتون عليها وهي حامل بابنها أحسن وتحمل في ظهرها ابنها الثاني عمار حيث كادوا أن يكونوا في عداد الموتى ويروي ابنها أحسن أن والدته ورغم إنها في هذا العمر لكنها تحب كثيرا حارس المنتخب الوطني سابقا فوزي شاوشي، و تحرص حالياعلى حمل الراية الوطنية كلما لعب المنتخب الوطني.
كمال واسطة 

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com