الإسلام كرّم العلماء و رغبهم في أخلاقيات التعليم
يحتفي العالم كل خامس أكتوبر باليوم العالمي للمعلم تكريما لصاحب رسالة التعليم العظيمة، وهي رسالة الأنبياء والمرسلين، ورسالة عظماء الأمم من فلاسفة ومفكرين ومصلحين الذين أثروا في حركة التاريخ وتركوا آثارهم في تمظهرات الحضارة الإنسانية وتقلبها في رحلة الشرق والغرب،
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
لذلك حظي ويحظى المعلم في شتى أطوار ومراحل التعليم بمكانة الريادة والصدارة عند شتى الأمم في مختلف العصور باعتباره النور الذي يستضيئون به ويسترشدون في ظلمات الحياة؛ لأن العلم نور والجهل ظلام كما قيل، وأهل العلم أحياء. وقد ازدادت أهمية العلم ومكانة المعلم أهمية فجر العلم الحديث والتطور الكبير علميا وتكنولوجيا.
لذلك لا غرابة أن تأتي نصوص القرآن الكريم لتؤكد على المكانة السامية التي يحظى بها العالم المعلم في المنظومة الشرعية؛ لاسيما وأن هذا الدين بدأ نزول قرآنه بقوله تعالى: ((اقْرَأْ )) ، فقال الله تعالى : يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ .مفاصلا بينهم وبين غيرهم فقال تعالى: قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ)) وأكد ذلك رسول الله r بقوله في رواية عنه: (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سلك الله به طريقا إلى الجنة وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم ، وإن العالم ليستغفر له من في السماوات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء ، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذ بحظ وافر .) رواه الترمذي وابن ماجة ) فالقرآن القرآن الكريم يخبر أن التعليم رسالة كلف بها الأنبياء والرسل وهي رسالة خاتم الأنبياء محمد r، فقال الله تعالى: على لسان إبراهيم الخليل: :"رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ". فاستجاب الله تعالى له وبعث محمد ا بذلك فقال الله تعالى: "لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) وقال r: إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا رواه مسلم. والعلماء هم ورثة الأنبياء في التعليم.
ولأن رسالة التعليم ذات أهمية دينية وحياتية وحضارية فإن المعلم مطالب ببعض أخلاقياتها حتى يكون لتعليمه مردود في حياة الأفراد والأمم ويحقق لهم الرقي والرفاه والاستقرار ويهديهم سبل الرشاد عقيدة وعبادة وأخلاقا، ومن ذلك الإخلاص في التعليم والتضحية في سبيل العلم، والعمل بمقتضى ما يعلم الناس مصداق قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ). وعدم كتمان العلم عن الناس سواء كان علما شرعيا أو علما إنسانيا أو علما طبيعيا كونيا، فقد قال الرسول r: (من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار)، والرفق بالمتعلمين والتدرج في التعليم بالانتقال الحكيم بمعارف المتعلم من البسيط إلى المركب ومن الكل إلى الجزء وهكذا حسب طبيعة العلم، فقد روي عن النبي r أنه قال :( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه )، ويقول ابن خلدون: (أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم)، وقد ترك لنا رسول الله rسنة حسنة من آثاره العملية في الرفق بالمتعلمين، منها ما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسولَ الله rدخل المسجدَ، فدخل رجلٌ فصلَّى، فسلَّم على النَّبيِّ r فردَّ، وقال: ((ارجِع فصلِّ، فإنك لم تُصَلِّ )). فرجع يُصلِّي كما صلَّى، ثم جاء فسلَّمَ على النَّبيِّ r فقال: ((ارجِعْ فَصَلِّ فإنك لم تُصَلِّ )) ثلاثاً. فقال: والذي بعثَكَ بالحق ما أُحْسِنُ غيرَه، فعَلِّمْني. فقال: ((إذا قُمْتَ إلى الصَّلاة فكبِّرْ، ثم اقرأ ما تيسَّر معكَ من القرآن، ثم اركع حتى تَطْمَئِنَّ راكعاً، ثم ارفَع حتى تَعْتدِلَ قائماً، ثم اسجُد حتى تَطْمَئِنَّ ساجداً، ثم ارفع حتى تَطْمَئِنَّ جالساً، وافعَلْ ذلك في صلاتِك كلِّها )) رواه البخاري ومسلم، وعن معاويةَ بن الحكَمِ السُّلَميِّ قال: (..ما رأيْتُ مُعَلِّماً قبله ولا بعده أحسنَ تعليماً منه [ رسول الله]، فوالله ما كَهَرَني ولا ضربَني ولا شتمني)،.وغيرها من أخلاقيات وآداب التعليم، مقابل ما يجب على الأمة تجاه المعلمين من الحرص على مصالحهم وحقوقهم المادية والأدبية والاجتماعية فهم سراجها ومنارة طريقها نحو الحضارة والإيمان الصحيح. وقديما قال علي رضي الله عنه: من حق العالم عليك أن تسلم على القوم عامة وتخصه بالتحية وأن تجلس أمامه ولا تشير عنده بيدك ولا تعمدن بعينيك غيره ولا تسار في مجلسه ولا تشبع من طول صحبته فإنما هو كالنخلة تنتظر متى يسقط عليك منها شيء.
ع/خ
المعلمون هم السلطة الأولى لو يدركون
آلاف الأساتذة التحقوا بوظائفهم ومؤسساتهم في كل الأطوار التعليمية من الابتدائي إلى المتوسط إلى الثانوي إلى الجامعة.؛ إنهم يشكّلون سلطة اجتماعية قوية قد تكون هي الأولى. سلطة في التوجيه الأخلاقي والنفسي. سلطة في بناء الفكر والمعرفة ونشر العلم الصحيح. سلطة في بناء الشخصية السوية. سلطة في توجيه المجتمع نحو الرقي والازدهار والتحضر. سلطة في ترسيخ القيم والمبادئ والمحافظة على الثوابت. سلطة في نشر الوعي وصناعة رأي عام سليم....فلو أدرك الأساتذة الأفاضل رسالتهم النبيلة وعرفوا قيمة سلطتهم المعنوية، ودورهم المهم والفعال لقدموا خيرا كبيرا ونفعا عظيما لمجتمعهم. إنهم يتعاملون مع أرقى مخلوق خلقه الله تعالى وكرمه، إنه الإنسان، الذي به صلاح المجتمع أو فساده وخرابه. إذا كان غيرهم ينتج الآلات ويصنع الأدوات، فهم يصنعون الإنسان الصالح والمواطن المخلص، فهم الذين يصنعون الرئيس والوزير والوالي والمدير والإمام والمعلم والفلاح والموظف والطبيب والشرطي والعسكري والمقاول..... لقد كان الخلفاء والأمراء قديما يخشون العلماء والأساتذة والأئمة لقدرة هؤلاء على توجيه الرأي العام وبناء الوعي، لذلك فأهل السياسة يكرهون أهل العلم حتى وإن تظاهروا باحترام العلماء والمثقفين. إن التعليم مهنة الأنبياء والرسل، به أصلحوا المجتمعات وأخرجوهم من الظلمات إلى النور. فصلاح الأستاذ ووعيه برسالته، وصلاح التعليم وقيامه على الثوابت والقيم والعمق الحضاري، هو قوة للمجتمع وصلاحٌ له.
أقوال في المعلم والمتعلم
قال ابن خلدون
(إن الشدة على المتعلمين مضرة به، وذلك أن إرهاف الحدِّ في التعليم مضرٌّ بالمتعلِّم، سيما في أصاغِرِ الولد، لأنه من سوء الملَكَةِ. ومن كان مرباهُ بالعسفِ والقهرِ من المتعلّمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهرُ، وضيَّقَ على النفسِ في انبساطها، وذهبَ بنشاطِها ودَعاهُ إلى الكَسَلِ، وحُمِلَ على الكذبِ والخبثِ، وهو التظاهرُ بغيرِ ما في ضميره خوفاً من انبساطِ الأيدي بالقهرِ عليه، وعَلَّمَهُ المكرَ والخديعةَ لذلك، وصارت له هذه عادةً وخلقاً، وفسدت معاني الإنسانيةِ التي له من حيث الإجتماعُ والتمدُّنُ، وهي الحميَةُ والمدافعةُ عن نفسهِ أو منزلهِ. وصارَ عيالاً على غيره في ذلك، بل وكَسِلت النفسُ عن اكتِسابِ الفضائلِ والخُلُقِ الجميلِ، فانقبضت عن غايتها ومدى انسانِيَّتِهَا، فارتكسَ وعاد في أسفلِ السافلين. وهكذا وقع لكل أمة حصَلَت في قبضة القهرِ ونالَ منها العَسفُ، واعْتَبِرهُ في كل من يُملَكُ أمرُهُ عليه. ولا تكون الملَكَةُ الكافلَةُ له رفيقةً به. وتجدُ ذلك فيهم استقراءً. وانظرهُ في اليهودِ وما حصلَ بذلك فيهم من خُلُقِ السوءِ حتى إنهم يُوصَفون في كل أُفقٍ وعصرٍ بالخرج ومعناه في الإصطلاحِ المشهورِ التخابُثُ والكَيْدُ وسببه ما قلناه.).
محمد مهاتير رئيس ماليزيا
عندما أريد الصلاة أنظر ناحية مكة ...
و عندما أريد تطوير التعليم أنظر إلى المعلم
فتاوى
ما حكم ضم أصناف الزكاة لتبلغ نصابا فيخرج ذلك منها ؟
إن ذلك يكون في الصنفين من جنس واحد، كأن كان ذهبا وفضة بالنسبة للعين، وكالقمح والشعير بالنسبة للحبوب، والفول والجلبان بالنسبة للقطاني، وأما ما كان من جنسين مختلفين فلا يضم بعضهما إلى بعض. هذا ما وقع الاتفاق عليه، ونسوق الآن اختلافهم في الصنفين من جنس واحد. فأما الذهب والفضة فقال مالك وأبو حنيفة وجماعة بضمهما إلى بعضهما، فإن صار من مجموعهما نصاب وجبت فيه الزكاة. وقال الشافعي وأبو ثور وداود: لا يضم أحدهما إلى الآخر، فإذا بلغ النصاب في أحدهما وجبت فيه الزكاة دون الآخر. قال ابن رشد: وهذا خلاف لا معنى له، لعل من رام ضم أحدهما إلى الآخر قد أحدث حكما في الشرع حيث لا حكم، لأنه قال بنصاب وليس نصابا للذهب ولا للفضة، ويستحيل أن يكون في أمثال هذه الأشياء المحتملة حكم من الشارع فيسكت عنه حتى ينشأ عن هذا السكوت اختلاف، فهذا ما لا ينبغي، وما سكت عنه الشارع ولم يوجد له نص وإيماء فلا حاجة لنا أن نتكلف فيه شيئا لم يرد.. قلت: وما ذهب إليه ابن رشد هنا صحيح لقوله r فيما أخرجه أصحاب السنن: «إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها، وحرم أشياء فلا تنتهكوها، وحد حدودا فلا تعتدوها، وسكت عن أشياء رحمة لكم غير نسيان فلا تبحثوا عنها». وهذا من المسكوت عنه فلا حاجة في أن نتكلف فيه شيئا لم يرد، كما قال ابن رشد،
هل يجوز إعطاء الزكاة للأخ والأخت الفقيرين مع العلم أنهما لا يقطنان بنفس البلد الذي أقطنه؟
فرضت الزكاة في الإسلام على الأغنياء لتعود على الفقراء، وقد بينت آية الصدقات المصارف الثمانية للزكاة فقال الله تعالى : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل) (التوبة /60). فإن كان أحد إخوتك ذكورًا أو إناثا من المستحقين للزكاة، فلا حرج عليك في إعطائه زكاة مالك لأنه ليس ممن تجب نفقته عليك، بل هو أولى ممن سواه لقول النبي صل الله عليه وسلم :»الصدقة على المسكين صدقة وهي على ذي الرحم اثنتان: صدقة وصلة» سواء كان يقطن في نفس البلد الذي تقطنه أم لا، لأن الأقارب أولى من الأباعد وإن استووا في الحاجة، لقول النبي r:» لا يقبل الله صدقة من رجل وله قرابة محتاجون إلى صلة». كما كان يستدعي الصدقات من الأعراب إلى المدينة ويصرفها لفقراء المهاجرين والأنصار، فدل ذلك على جواز الأم.
وزارة الشؤون الدينية.
الصكوك التراكمية في التمويل الإسلامي وصلت إلى 396 مليار دولار أمريكي
ماليزيا تستحوذ على 51 بالمائة منها والجزائر تسير نحوها ببطء
قدرت الصكوك التراكمية في التمويل الإسلامي ب 396 مليار دولار أمريكي للسنة الماضية، وقد كشف نائب وزير المالية الماليزي في كلمته في افتتاح منتدى التمويل الإسلامي العالمي 2018 الذي عقد منذ يومين في كوالالمبور: إن ماليزيا تعتبر أيضا البلد الرائد في سوق الصكوك مستحوذة بذلك على 51 في المئة من إجمالي الصكوك التراكمية التي تقدر قيمتها بـ 396 مليار دولار أمريكي خلال العام الماضي. كما أنها تحتفظ بمكانتها العالمية الرائدة في صناعة إدارة الثروات الإسلامية بنسبة 36.5 في المئة من السيطرة العالمية في نهاية عام 2017، بحسب الوزير..كما نقلته وكالات أنباء، بينما بدأت الجزائر ت شق طريقها نحو الاندماج في هذا التمويل غير التقليدي منذ سنوات قبل أن تعزز حضورها مع مطلع هذه السنة في انتظار أن تتبوأ موقعا مهما في شبكة هذا النظام الذي يدر أرباحا طائلة ويجلب رؤوس أموال كبيرة تأبى الانخراط في الصيغ التقليدية.