إن شخصية الأبوين وما تحمله من خصائص وصفات خلقية تنعكس على أبنائهم في حاضرهم ومستقبلهم؛ لأن هؤلاء ثمرة نتاجهم وخلاصة تجاربهم وحصيلة ما قدموا؛ فإن كانوا صالحين محسنين تجلى مظهر ذلك في أبنائهم وإن كان خلاف ذلك انعكس سلوكهم السلبي على حياة أبنائهم.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
وفي القرآن الكريم حديث قصصي بديع بين موسى عليه السلام والخضر، ورد فيه هذا البعد التربوي الاجتماعي؛ قال الله تعالى: ((وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنزٌ لَّهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَن يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزَهُمَا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ))؛ إن علة المحافظة على كنز هذين اليتيمين الذي ادخره لهما أبوهما حتى يبلغا أشدهما أن أباهما كان صالحا ! فصلاحه أثمر بركة وحفظا للمال، لأنه علاوة على كونه مؤمنا بالله صالحا في نفسه، كان حريصا على مستقبل أبنائه فادخر لهم هذا الكنز حتى لا يفتقروا لأحد؛ وقد أرشد الله تعالى المؤمنين إلى هذا المعنى فقال تعالى: ((لْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا))؛ فالتفكير في مستقبل الأبناء فطرة في الآباء؛ لكن عليهم أن لا ينسوا أن مستقبل أبنائهم لا يتوقف فقط على ما يتركونه لهم من مال وجاه ولكن أيضا على مدى صلاحهم هم أنفسهم في حياتهم.
إن الأبناء ثمرة الآباء ومستودعهم وورثتهم؛ يرثون خصائص عنهم إيجابية كانت أم سلبية، فإن كان الآباء على قدر من الصلاح والصدق والأمانة والعدل والإحسان والإخلاص والحرص على العلم والعمل والكسب الحلال ونبذ الذل والهوان وترك الكسل والخمول والاتكال، كان الأبناء كذلك عندما يكبرون، أما إن كان الأباء فاسدين في أنفسهم فلا ينتظرون إلا ثمرة رديئة مما يزررعون.
فالأب المحتال المرابي أو المرتشي أو المختلس أو المزور لا ينتظر من أبنائه أن يكونوا أمناء عفيفين نزها صادقين، والأب الفاسد الذي يتجرأ على الموبقات على مرأى أبنائه لا ينتظر منهم بعدئذ أن يكونوا أتقياء لله من المحرمات، واستقرأ ذلك في أحوال الناس فمن كان مدمن تدخين أو قمار أو يمارس العنف اللفظي أو الحسي، كثيرا ما تجد أبنائه يسلكون مسلكه، ومعظم بؤر التوتر والانحراف مصدرها أسر اعتاد فيه الأب عن الانحراف. لأن الابن يرث من أبيه هذا السلوك كما قد يرث عنه ماله أو تجارته أو حرفته، وجاهه وعلمه.
فإن وجدت ورثة متشاكسين متخاصمين على إرث أبائهم رافضين تقسيمه وفق ما حدد الله تعالى في كتابه من أنصبة وحدود فاعلم أن من بين أسببا ذلك أن أباهم لم يكن صالحا أو أن ما تركه من مال لم يكن كله طيبا فانعكس سلبا على ذريته من بعده. فحري بالآباء أن يدركوا هذه القيمة التربوية في حياة النفوس والمجتمعات فسر ترك ابنائهم سعداء متآلفين مستغنين عن الناس هو صلاحهم في سيرة حياتهم واستقامتهم على شرع الله تعالى ووقوفهم عند حدوده
ع/خ
العلامة المجاهد الطاهر آيت علجت يختم الموطأ
تم بحمد الله يوم السبت 22 محرم 1441 للهجرة المطهرة ختم شرح موطأ الإمام مالك عليه رحمة الله تعالى. وقد استغرقت مدة الشرح خمساً وعشرين سنة [25] من حياة العلامة آيت علجت حفظه الله وأمده بموفور الصحة والعافية مع العلم أن الشيخ يبلغ من العمر قرناً وخمس سنين . .
وقد حظي جراء ذلك بتكريمات ودعوات الجزائريين لاسيما في مواقع التواصل الاجتماعي حيث دعوا الله تعالى أن يسخر من يخرج الشرح ويطبعه ليعم النفع به. وأن يجزي العلامة آيت علجت عن الإسلام والجزائر خير الجزاء، وأن يجزل له العطاء، وأن يجمعه بمن سبق من العلماء العاملين والأولياء المصلحين
سفراء دول غربية يطلبون الاستفادة
من تجربة الجزائر في مجال مكافحة التطرف
تواف بعض سفراء الدول الغربية على مقر وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية طالبين الاستفادة من تجربة الجزائر في مجال مكافحة التطرف وترسيخ الخطاب المعتدل؛ حيث استقبل الدكتور يوسف بلمهدي، وزير الشؤون الدينية والأوقاف منذ أيام بمقر الوزارة ، السيد جون ديروشر سفير الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر . وكان اللقاء فرصة لإبراز أهمية تعزيز أواصر التعاون بين البلدين في مجال تبادل الأئمة والوفود وتقاسم التجربة الجزائرية في الوقاية من التطرف العنيف واجتثاث الراديكاليةكما . استقبل الدكتور يوسف بلمهدي ، وزير الشؤون الدينية والأوقاف بمقر الوزارة ، السيدة آن ماري لوركفاد ، القائمة بالأعمال بالنيابة لدى سفارة مملكة النرويج بالجزائر ، حيث كان اللقاء لعرض التجربة الجزائرية الرائدة في مجال مكافحة التشدد والتطرف العنيف لا سيما دور المساجد ومؤسسات القطاع في هذا الشأن ، كما تباحث الطرفان آفاق التعاون بين البلدين.، حسب مصدر من الوزارة المعنية، وتأتي هذه الزيارات وغيرها بعد تجربة الجزائر الطويلة والمريرة في مكافحة التطرف؛ حيث نوعت من سبل مجابهته فكريا وإعلاميا ودينيا ولم تقتصر على الحلول الأمنية ما مكنها من تجفيف منابعه وتحقيق مصالحة وطنية ومحاصرة التطرف بشتى صوره وتحقيق التعايش والسلام في وقت غرقت الكثير من الدول المسلمة في مستنقعه ولم تجد بعد سبل التخلص منه؛ رغم مالها من إمكانيات مادية وبشرية؛ بل تحول عند بعضها إلى نوع من الطائفية المقيتة التي تهدد كيان الدولة وتماسك المجتمع.
بعد 38 عاما من الإنتظار
المركـــز الثقـــــافي الإســـــلامي في ليــــــون يفتح أبـــــوابه
استبشر المسلمون خصوصا والناس عموما بفتح أبواب المركز الثقافي الإسلامي لمدينة ليون منذ أيام رسميا بعد 38 عاما من الانتظار، وحسب وسائل إعلام فإن المركز تعود قصة مشروع إنجازه إلى أوائل الثمانينيات، عندما أعلن رئيس الجمهورية آنذاك، فاليري جيسكار ديستان عن المشروع خلال الحملة الخاصة بإعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية حيث شدّد على فكرة إنشاء «مركز ثقافي للفرنسيين المسلمين»، وكان ذلك في الـ 24 أبريل-نيسان 1981. الفكرة تبناها الاشتراكيون عند وصولهم إلى السلطة من خلال الأمين العام للإليزيه بيير بيريغوفوا، الذي تحدث عن إنشاء مركز ثقافي ومسجد. وفي العام 1984 وقعت مدينة ليون عقدا لمدة 99 عاما لتأجير القطعة الأرضية التي تقع على مستوى 146 من شارع بينيل في الدائرة الثامنة، تمّ الحديث مجددا عن فكرة إنشاء المسجد والمركز الثقافي جنبا إلى جنب. ولكن سرعان ما ظهرت آراء معارضة نهاية الثمانينات بخصوص المسجد والمئذنة. وفي العام 1992 وضع الحجر الأساس لمسجد ليون، ولكن دون حضور أي جهات رسمية، في تلك الفترة وضع القيّمون على المشروع فكرة المركز الثقافي جانبا. في 2012 بدأ المركز الثقافي الإسلامي من خلال تدريب الأئمة، ولكن «خارج أسوار المؤسسة»، على أن يتكفل مستقبلا المركز الثقافي الإسلامي بتدريب وتأهيل الأئمة من خلال الخضوع إلى تكوين جامعي تحت إشراف جامعة ليون 3 والجامعة الكاثوليكية وسيتحصل الذين يخضعون للتكوين على شهادة «معرفة العلمانية» وسيخضعون إلى دورات مكثفة في اللغة الفرنسية. وإلى جانب تدريب الأئمة، سيكون المركز الثقافي الإسلامي معلما دينيا على غرار المعالم الدينية الأخرى الموجودة في مدينة ليون مثل «فضاء هيليل» للديانة اليهودية و»الفضاء الثقافي المسيحي».
فتاوى
lهل يجوز إعطاء الزكاة للأخت المحتاجة؟
الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛
فإن الزكاة ركن من أركان الإسلام التي تطهّر دين المرء ونفسه وتنظم المجتمع ماديا ومعنويًا، قال الله تعالى: (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)). وتولى الله عز وجل بيان مصارفها وحدّدها بقوله : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل). فإن كانت أختك من الأصناف المذكورة في الآية الكريمة فلك أن تعطيها زكاة مالك إذ ليست ممن تجب عليك نفقتهم، ولك أجر الصدقة وأجر الصلة لقول النبي صل الله عليه وسلم:» الصدقة على الفقير صدقة وهي على ذي الرحم اثنتان صدقة وصلة».
lما حكم من تأخر عن إخراج زكاة ماله، وهل يخرجها بعد فوات وقتها ؟
الجواب: بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله؛ الزكاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام، وجعلها الله عز وجل قرينة للصلاة في القرآن العظيم، تثبت في ذمة من وجبت عليه ولا تسقطها الغفلة عن إخراجها. فإن تأخرت أيها الأخ الكريم في إخراج ما وجب عليك من زكاة بقيت دينا عليك، ولا تبرأ ذمتك إلاّ بإخراجها ولو مضت سنوات عن وقت وجوبها.
موقع وزارة الشؤون الدينية
قل خيرا أو اصمت !
في فترة الأزمات تكثر الأقاويل وتنتشر انتشار النار في الهشيم، وكثيرا ما ينسى الناس أن الكلمة مسؤولية وأنهم مسؤولون عن كل كلمة يتفوهون بها أو يدونونها في قضايا الشأن العام أو الخاص؛ لقوله تعالى: ((مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ))؛ لذا حري بالمسلم أن لا يقول إلا خيرا أو فليلتزم الصمت فعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليكرم ضيفه» (رواه البخاري، ومسلم)، وقول الخير يتمظهر في الصدق بالتعليم أو الإرشاد أو النصيحة أو النقد البناء والدعوة للخير والمودة والوئام، بعيدا عن مظاهر العنف اللفظي أو التحريض أو السب والشتم والإشاعة والدعاية.
ع/خ