احتفى المسلمون، بل البشرية الأسبوع الماضي في شرق المعمورة وغربها بذكرى ميلاد الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم؛ استحضرت فيها معالم رسالته وأخلاقه وفضائله وتتبع الناس سيرته العطرة في حياته الدعوية القرآنية التي جعلت منه يحظى بصفة الخلق العظيم كما وصفه القرآن؛ ليس فقط في سننه وآدابه في معاملة المسلمين بل أيضا في آداب وأخلاقه في معاملته لخصومه الكافرين الذين ناصبوا له العداء؛ حيث بادلهم الحرب بالسلم والشدة باللين والقسوة بالرحمة والعفو في سيرته المدنية والعسكرية، فقد كان رسول دعوة وإمام أمة.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
فقد وصفه القرآن الكريم بقوله تعالى: ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) وقال -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ)؛ والخلق العظيم ليس شعارا يرفع أو صفة تدعى مجردة من أبعادها الإنسانية وخصائصها المؤهلة بل هو تجسيد عملي لكل الصفات الإنسانية السامية التي أكدها القرآن الكريم لاسيما من قبل القادة الذين يتصدرون زمام الأمور في الأمم والحضارات، فالخلق العظيم اقتضى من الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم أن يشهد له الصاحب والعدو بجملة من الصفات النادر توفرها في شخص واحد، بل في جماعة واحدة وهي الصفات التي تتطلع إليها الشعوب منذ القدم في قادتها ليسلكوا بها مسلك الحكم الراشد ودولة الحق والعدل ويقودونها في السلم والحرب بشجاعة لا تهور فيها وبعزيمة لا قسوة فيها وبرحمة لا ذل معها،
ولا يتسع المقام لاستحضار كل صفات ومعالم شخصية موضوع الاقتداء في هذا اليوم وسائر الأيام بيد أن في التذكير ببعضها فوائد جمة؛ الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم كان قبل مبعثه صادقا أمينا، هكذا عرف بين قومه وهي صفات ضرورية لتحمل أعباء الرسالة وتبليغ الدعوة فلما ظهر وجهر بدعوته لم يتجرأ أحد على وصفه بالكذب وخيانة أمته وآلهتها لأنهم ألفوه منذ صباه صادقا أمينا، وفي مسيرته الدعوية كان لصحابته قدوة في الثبات والصبر على دعوته فلم تغره السلطة ولا الجاه ولا المال للعدول عن دعوته كما لم يرهبه الأذى الحسي والمعنوي الذي تعرض له كي يفر من معركته الدعوية بل واجه كل ذلك بصبر كبير ومصابرة ورباطة جأش مكنته من تجاوز المرحلة المكية من دعوته بنجاح كبير قبل أن يهاجر للمدينة المنورة ويجد فيها مستقرا جديدا، لقد جاء بفكرة وأقام ثورة وأسس دولة وذاك سر نجاحه تاريخيا ولولا صبره الذي أوصاه به الله تعالى في كل محطة لما حقق كل ذلك.
في حياته الإسلامية رأى فيها المسلمون وغيرهم قائدا رحيما بهم لينا يعفو عن زلاتهم صدق فيه قوله تعالى: ((لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ (128))) ، وصفة الرحمة بمن حوله هي سر استقطابهم للصبر معه والمضي في سبيله لأن نقيضها وهو الشدة من شأنها أن تنفرهم عنه لذلك قال الله تعالى له: ((فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ ۖ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ۖ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ۖ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)))
كما رآه المسلمون وغيرهم عادلا في حكمه لا يجور أو يحيف ولو على فاطمة بنته ! والعدل أساس الملك وسر استتاب الأمن وإقبال أبناء الأمة على العمل والإخلاص لقادتها فإن ضاع العدل او انتهك الحق والقانون ووقع الحيف والجور انخرم حبل الأمة واشتد خلافها وضاع استقرارها وخرب عمرانها، لقد كان الرسول يقول لأصحابه (من يعدل إن لم أعدل) فقد قاد أمته بهذا المبدأ وهو ما مكنه من استقطاب المؤمنين وتوحيدهم مؤاخاتهم بالمدينة المنورة واستقطاب غيرهم من الذين رضوا بها حاكما وحكما بينهم، وصفة العدل والرحمة جعلته يقود الأمة بحكمة وثبات فبقدر ما خاض بها الحروب أقام معها السلم وبادر به.
ما أحوج المسلمين اليوم قادة ودعاة وفقهاء ومفكرين وشعبا للصفات العظيمة للرسول الاعظم لاسيما في هذه الظروف التاريخية التي تمر بها الأمة المسلمة، ما أحوج المسلمين بل البشرية قاطبة لتأسيس مجتمع جديد أساسه العدل والرحمة بين أفراده، ما أحوج القادة لإقامة العدل بين الناس ورفع راية الحق دون غيره ما أحوج الدعاة لنشر قيم الرحمة والاتصاف بها لأن الرسول بالأساس رسول الرحمة كما قال الله تعالى له: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ، لذلكم فإن كل مظاهر الشدة والتطرف والتكفير والعنف الذي يبديه البعض باسم الإسلام لا علاقة له بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم بل مجرد أهواء نفوس ونزوات أفراد أو جماعات يبررونها زورا وبهتانا بالإسلام ورسول السلام وهو منهم بريء.
ع/خ
من واقع الحياة
ابتهال امرأة مؤمنة بعد الرحيل !
هرعت من النوم وفتحت صفحتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي باحثا عن تصديق أو تكذيب خبر وفاتها بعد أن بلغني الخبر عن طريق صديق لي فوجدت الأصدقاء يترحمون عليها؛ بيد أني فوجئت بمنشور لها خلته من صدى الخبر كتبته بعد رحيلها؛ لأني وجدتها عنونته ب (مع الله)، فاسترسلت في القراءة فإذا فيه: _مع الله؛ مع الله؛ فلا الأمس يحزنني؛ ولا اليوم يشغلني؛ ولا الغد يقلقني؛ #_فالله يكفيني
#؛ مع الله؛ فلا خوف من بشر؛ ولا رعب من مكر؛ ولا قلق من غد؛ فالله ينجيني
#_مع الله؛ فلا جزع من مرض؛ ولا حذر من هرم؛ ولا وجل من موت؛ فالله يحميني
#_مع الله؛ فلا خوف من فقر؛ ولا ذل من بشر؛ ولا خوف من ضرر، ثم ذيلته بصورة كتب فيها (لا أعلم ماذا يخبئ لي الغد لكني خبأت له حسن الظن بالله) !
لم أصدق أن هذا الكلام كتب في حياتها حتى انتبهت لتاريخ النشر، فوجدته آخر منشور لها وهي على قيد الحياة !
إنه منشور ذو بعد فلسفي وجودي يلخص لنا الحياة وأبعادها الغائية في عبارات وجيزة، وينقل مشاعر إنسانية سامية؛ سمت على الحس والجسد وحلقت في أبعاد الروح وملكوت السماء؛ في لحظة تتجلى فيها الحقيقة كاملة مجردة من شوائبها الأرضية؛ لحظة يجد المخلوق نفسه فيها مع خالقه وما أعظم الخالق؛ مؤمنا مع ربه مستسلما له استسلاما مطلقا يفرح بمعيته ويثق في حفظه وجوده ورحمته، لحظة أصبح الموت فيها خلف النفس ولم يعد أفق انتظار يخشىى، كما لم يعد المرض والخوف على الرزق ؛ فكله تلاشى بعد الرحيل وأصبح الراحل في ملكوت الله تعالى الرازق الشافي المحيي؛ ما أعظمها من مشاعر إنسانية لو عاشها البشر حقيقة وصدقا لتخلصوا من الخوف الذي يذلهم والرعب الذي يتملكهم، ولتحرروا من عبودية الطين وحلقوا في ملكوت حرية الروح ولطهرت قلوبهم من كل حقد وحسد وضغينة؛ لأن سبب كل ذلك الطمع والصراع على ملك زائل وحياة عابرة.
رحلت نورة قندور دون أن تفارقها ابتسامتها الصادقة، كما عرفتها منذ عام حين كانت طالبة بقسم الفقه وأصوله، وبحكم أني أترأس القسم فقد عرفتها ؛ وعرفت تلك الشخصية ذات المعدن النفيس النادر، لقد كانت امرأة مؤمنة بحق ويقين، وامرأة صابرة مصابرة، جادة مجتهدة، كريمة، أكملت شهادة الماستر وتخرجت من الجامعة، قبل أن تجد نفسها في مستشفى فرنسي تعالج من مرض عضال، وأشهد أنني لم أجد في حياتي من هو أكثر صبرا وثقة منها، ففي لحظات استفحال المرض كنت أتواصل معها وكانت تبدو مرحة كعادتها مطمئنة راضية بقضاء الله وقدره مستعدة لكل آت مهما كان ! بل حتى منشوراتها كانت تعكس تلك الشخصية المصابرة؛ حتى فارقت الحياة عقب تدهور مفاجئ لصحتها فرحمها الله وأنعم بها مثلا يقتدى به؛ فهي الأم الحنون والزوجة الوفية والأستاذة الجادّة المخلصة والطالبة المجتهدة.
ع/خ
فتاوى
lما حكم الاتجار في الأوراق النقدية؟
إن الاتجار في الأوراق النقدية يدخل ضمن الصرف الذي هو مبادلة النقد بالنقد، والصرف معاملة تجارية جائزة شرعًا بشرط عدم تأجيل أحد البدلين لقـول النبي صلى الله عليه وسلم :» فـإذا اختلفت الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدًا بيد».وينبغي مراعاة النظام العام في ذلك،بحيث يكون المخوّلون بالصرف هيئات أو تجّار تعتمدهم جهة ولي الأمر، حتى لا يعود عملهم على الأمة بالفوضى و إضعاف ذات اليد.
lوجدت مبلغا ماليا أمام مسكني, سألت بعض جيراني اذا فقد احدهم مبلغا فلا أحد فقده؛ فماذا افعل بهذا المبلغ ؟
إن هذا المبلغ يعتبر لقطة ولكن العلماء فرقوا : إذا كانت اللقطة ذات قيمة « مال معتبر « يجب التعريف بها أما وإذا كانت غير ذات بال أي مالا غير معتبر فهي تحت تصرفك ، فلك التصدق بها لمن هو أحوج إليها ولك الانتفاع بها بوجه من وجوه الانتفاع وشكرا.
lهل صيغة البيع بالكراءleasing التى تطبقها بعض البنوك حلال؟
إذا كانت صيغة هذه المعاملة، أن يشتري البنك أو المؤسسة المالية عتادا، على أن يؤجره للمستفيد بأقساط معلومة،لمدة معينة، فإذا انتهت المدة، باعه ذاك العتاد بسعر معلوم فلا حرج في ذلك. موقع وزارة الشؤون الدينية.
طلبة بجامعة هارفارد يقاطعون محاضرة تبرر الاستيطان
غادر طلبة من كلية الحقوق في جامعة هارفارد محاضرة دعي القنصل الاسرائيلي داني دايان لإلقائها عن شرعية اقامة المستوطنات على الأراضي الفلسطينية منذ يومين؛ حيث بادروا بالخروج الجماعي فور شروع المحاضر في الحديث تاركينه وحيدا يخطب مع الكراسي !
فقهاء من 23 دولة يوصون بشراكة حقيقية بين الفقه والاقتصاد
ثمن المشاركون في الملتقى الدولي الذي اختتمت أشغاله منذ أيام بمدينة عيد الدفلى الجزائرية اعتماد الجزائر صيغة التشاركية الإسلامية في المعاملات المصرفية عبر مختلف البنوك العمومية وأوصوا بضرورة الشراكة العلمية والتقنية بين الفقهاء المسلمين وخبراء الاقتصاد والمالية لاقتراح البدائل وتسطير الحلول في ميدان المعاملات المالية البنكية، مع الاستفادة من المنطومة الفقهية المالكية وتراثها في صياغة المصطلحات، مشيدين بتجربة الجامعات التي أدخلت في منظومتها تخصص المعاملات المالية المعاصرة، داعين إلى تعزيز البحث في هذا التخصص وإشكالاته ضمن مراكز ومخابر البحث الوطنية. ع/خ
مسيرة يسارية مناهضة لكراهية الإسلام في باريس
خرج أكثر من 12 ألف شخص في مسيرة وسط العاصمة الفرنسية باريس ضد الإسلاموفوبيا؛ وحسب وسائل إعلام ووكالات أنباء فقد سببت المسيرة التي نظمتها منتصف الأسبوع الماضي قوى يسارية في باريس ضد كراهية الإسلام انقساما داخل اليسار وأثارت انتقادات حادة من جانب اليمين القومي الذي رأى فيها «تعاضدا مع الإسلاميين، وانطلقت المسيرة التي دعت إليها منظمات بينها «الحزب الجديد المناهض للرأسمالية» و»رابطة مكافحة الإسلاموفوبيا في فرنسا»، من محطة القطار غار-دو-نور باتجاه ساحة الأمة. وأطلقت الدعوة إلى هذه المسيرة في الأول من نوفمبر الجاري في صحيفة «ليبراسيون» اليسارية بعد أيام من هجوم استهدف مسجدا في بايونا تبناه ناشط يميني قومي عمره 84 عاما، وأسفر عن إصابة شخصين بجروح خطيرة وكتبت الصحيفة أن الرسالة المبدئية هي التأكيد على «الكف عن الخوف من الإسلام» و»الوصم المتزايد» للمسلمين الذين باتوا ضحايا «التمييز» و»الاعتداءات»، ويشكل «الاعتداء على مسجد بايونا أحدث ظواهره.