إن الاستهزاء بالرسل ليس ظاهرة جديدة عند حثالة القوم وسفلة الناس منذ بعثة الأنبياء والرسل حتى قال ربنا في محكم التنزيل مواسيا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم: (وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون)َ.
فالاستهزاء بالأنبياء والرسل حلقة من حلقات الصراع بين الحق والباطل، والفضيلة والرذيلة والكفر والإيمان، وستتواصل هذه الحلقات المؤلمة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ولئن كان الاستهزاء بالرسول الكريم في ديار الكفر أمرا طبيعيا، بداعي الكفر والحقد على الإسلام والمسلمين، وهم يرون الإسلام يمتد وينتشر انتشار النور في الظلام في عقر ديارهم، وسقوط جميع أجنداتهم ومكرهم، وسيظل الإسلام رغم وهن أهله وضعف واستكانة أصحابه الدين الحق المقاوم لكل تلك المخططات والمؤامرات التي لو حيكت ضد أي فلسفة أو دين لأصبح أثرا بعد عين، ولم تقم له قائمة ولم يسمع له حسيسا، ولكن نستطيع القول أن ديننا الحنيف ورغم كل هذه الإكراهات مازال كالطود الشامخ، والنسر المحلق حتى انزعج منه الأعداء وتحالف ضده الفرقاء. والواقع خير شاهد في كل من أوروبا وأمريكا وإفريقيا ولو كان هذا الفضاء الضيق يسمح لعرضت الكثير من انتصارات هذا الدين رغم أنه يعيش حالة غربة واستضعاف، ولكن الله سبحانه وتعالى ينصر القائمين عليه ولو بوسائل وإمكانات جد بسيطة . ولكن المستغرب والمستهجن أن يُساء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ويهان الدين ومقدساته في أرض الإسلام.
إنني لا أشك لحظة أن هناك من يدفع نحو تعفين الوضع وتهييج المشاعر، تحت ذرائع متنوعة وأسباب كثيرة وعناوين متعددة ولكنها تصب في الأخير في مصب واحد وهو الولوج إلى الفوضى الخلاقة، حتى يتسنى لأصحاب المشاريع الهدامة والأجندات المفسدة والمخططات المشبوهة أن يحققوا مرادهم وينالوا مبتغاهم. ولكن هيهات .
وأما ما قام به المستعمر فهو دليل إفلاس، ومع تثميني لهذه المواقف وهذه الغيرة، وهذه الهبة الشعبية العالمية ليعلم كل من تسول له نفسه أن يسيء للدين أو لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن ما يفعله ضربة لازب وعبث مشاغب فالأمة أمة واعية واعدة، قد يغرق بعضها في الآثام والمعاصي، ولكن إذا تعلق الأمر بالدين وقواعده ورسول الله وقداسته وقف الجميع في خندق واحد دفاعا وذودا عن الإسلام ورسول الله صل الله عليه وسلم لقد فشلت كل المحاولات، وأخفقت كل الخطوات، وبقي الإسلام حصنا حصينا، وسدا منيعا للجزائريين ولكل المسلمين وسيظل كذلك إن شاء الله تعالى مادام فينا رمق وعرق ينبض .
لكن إياكم أن يجرفنا هؤلاء بهذه الشقشقة والشنشنة بعيدا عن صراعنا الحقيقي من أجل الهوية والقيم والثوابت والحق والعدل والفضيلة حيث يجب أن نظل صروحا شامخة وحصونا منيعة في وجوههم نقول الحق وننكر افتراءاتهم ، ونحذر من الانزلاق إلى الفتن والمشاحانات وعلى العلماء أن يقوموا بأدوارهم فهم ورثة الأنبياء فيجب أن يتحدوا ويبينوا مقام رسول الله للعامة ووجوب إنكار المنكر بالطرق السلمية وعليهم أن يتصدروا المشهد ولا يتركوا الساحة فارغة لأهل الأهواء وجهلة القوم فيرتكبوا من الحماقات والتصرفات المتهورة والرعناء وغير محسوبة العواقب ما يعود على أصل الإنكار بالإبطال، وتختلف بموجبه موازين المصالح والمفاسد فما كان من مصالح مرجوة التحقيق تنقلب إلى مفاسد محققة الوقوع .
فلا يعدموا وسيلة مباحة ومتاحة إلا اتخذوها وأعملوها لتحقيق المقصد الأعظم في نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم وخاصة وسيلة المقاطعة لكل بضاعة أو خدمة لا تتطلبها الضرورة أو الحاجة، وليست عند غيرهم للاستعاضة عنها . وعلى الحكام أن لا يكتفوا بالتنديد والشجب، بل يجب أن نرفع الصوت عاليا في المحافل الدولية من منظمات ومؤسسات وهيئات، وتمارس حكوماتنا الإسلامية مجتمعة من الضغط الدبلوماسي ما تقدر عليه، وهي تملك الكثير من وسائل الضغط. ع/م
الشارع الإسلامي والعالمي يهتز نصرة للرسول
اهتز الشارع الإسلامي والعالمي نهار أمس في مسيرات عديدة داعية للانتصار للرسول صلى الله عليه وسلم، وسن قوانين تجرم الإساءة إليه، حتى يتوقف الغرب الرسمي والإعلامي عن إصدار مثل هكذا استفزازات تمس مشاعر أزيد من مليار ونصف المليار مسلم، فعبر القارات الأربع أسيا وإفريقيا وأوروبا وأمريكا تحرك المسلمون ومعهم بعض المناصرين من غير المسلمين، رافعين شعارات مختلفة وهتافات متباينة، تصب في الهدف ذاته، حسب ما تناقلته مختلف الفضائيات، وقد تزامنت هذه المسيرات مع مواقف رسمية إسلامية سارت في الاتجاه ذاته منددة بالإساءة للرسول صلى الله عليه وسلم ودعوات من المجتمع المدني لمقاطعة منتوج الدولة المسيئة حتى تعتذر عما صدر عن رئيسها، كما صدرت دعوات إسلامية وعالمية من شخصيات وبرلمانات ومنظمات وهيئات علمية لاسيما بأوروبا داعية لحوار الأديان والعيش في سلام، وعدم ربط الإسلام بالتطرف والإرهاب واحترام معتقدات الناس ورموزهم الدينية، كما صدرت بيانات بالجزائر لاسيما من قبل المجلس الإسلامي الأعلى وبمصر عن الأزهر الشريف غيرها من الممؤسسات.
أساس العلاقة بين المواطن والوطن هو الحب والإخلاص والتفاني
ما أطيبَك من بلدٍ وما أحبَّك إليَّ ولولا أن قومي أخرجوني منك، ما سكنتُ غيرَك (رواه الترمذي). هو درس العشق الأكبر في تاريخنا الإسلامي الحنيف سنه لنا رسول الله (ص) ..وهو الإنسان البشري قبل أن يكون وطني ثم كان فيه إنسانا ووطنيا قبل أن يكون رسولا ونبيا وكان أيضا رسولا ونبيا ومن المعاني أنه كان مشرعا ومن خير ما شرع هذا الدرس الإنساني الرفيع في الربط بين الإنسان والأرض على نحو إنساني بالغ الرقة والعذوبة والنقاء والمحبة ، ومن هنا نعيد صياغة أبجديات المواطنة التي ارتبطت في منظور كثير من المواطنين بالأشخاص لا بالأرض والزرع والماء والهواء والصحراء، فهو أكبر من المادة، وأكبر من شخص، فالرسول الخاتم قد صاغ بإنسانية واضحة أطر علاقة أبدية..لم يبتدعها هو، وإن أحسن قوله في تجسيدها، لكي يراها الناس بوضوح ويتبعونه فيها
وأول وأهم وأقوى أسس هذه العلاقة الرائعة هو الطيبة والحب فبقوله أطيب وأحب بلاد الله إلي قد ألقى الضوء على الطيبة والمحبة.في شكل مشاعر البشرية تجاه الجمادات والنباتات والهواء والتضاريس بصفة عامة…وفي ذلك صياغة إنسانية نبيلة لروابط تدوم بين الناس وأرضهم وسمائهم… أليست هذه هي أنبل صفات المواطنة؟ وإذا كانت تلك هي صفات المواطنة…كما شرعها لنا نبينا (ص) فهل يليق بنا ألا نشرف بتلك الصفات ونحملها على العين والرأس قبل القلب والمشاعر؟
هل نسب النبي وطنيته لأفعال البشر الذين سلقوه بألسنة حداد ؟ هل علق الوطنية بأفعال أشخاص ضربوه و اتهموه بكل ما هو دنيء بل أخرجوه من أرضه ؟ لعل قيمة الرباط هذا بين البشر والحجر تبين اليوم لنا في جزائرنا الحبيبة، ونحن نعاني من اهتراء هذه الروابط بين الفرد وبين الوطن مما يجعل الكثيرين لا يكترثون ..وهم يطأوون بأقدامهم أو بسلوكهم أبسط واجبات الانتماء لبلادنا.
فالذي يلوث فكر غيره بهراء العلم وأخطار الثقافة التي تؤدي للتطرف والعنف هو فاقد لأبسط روابط الانتماء الإنساني والذي يسير في الأرض فسادا فيسرق أو يقتل أو يظلم هو فاقد لها أيضا، والذي يريد أن يأخذ كل شيء ويسعي بكل شريف وغير شريف للتكسب ولو على حساب الآخر أو المال العام هو فاقد لأبسط قيم المواطنة ، والذي يأخذ راتبه من خزينة الدولة ولا يعمل أو يتقاعس أو يهمل واجبه..هو فاقد لرابط الوطنية ، والذي يعيق قضاء حوائج البسطاء والعامة من الناس في أي من دواوين السلطة أو الإدارة..هو منفر وجائر في حكم ما استقر بحديث النبي من ثوابت علاقة المواطنة السوية.، والذي يندفع بلا وعي ولا عقل يردد ما يردده الخبثاء لكي يرسخ لانتشار الإشاعات الهدامة التي تضر بالناس والبلاد..هو أيضا فقير في المواطنة، والمسؤول الذي يكرس وقت خدمته للناس في التكسب من وراء وظيفته هو فاقد لتلك الروابط الحية الإنسانية، والمواطن الذي يبني فوق ارض زراعية…فيضر مجتمعه لكي يتكسب لنفسه هو بالقطع خارج نطاق هذه الوشائج الراقية التي نسميها مواطنة. إذن هناك مفردات العقيدة الدينية التي يجب أن يكون لها سلطانها في إعادة صياغة أطر الحب بين الفرد والوطن.
الجزائر تهدي رسول الله جامعها الأعظم في ذكرى ميلاده
على خلاف دول العالم الإسلامي وبطريقة خاصة في النصرة والانتصار اختارت الجزائر أن تهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم جامعها الأعظم في ذكرى ميلاده عربون محبة وإيمان ووفاء وعهد اتباع ودليل نصرة، كما جاء ذلك على لسان وزير الشؤون الدينية الذي ذكر بتاريخ المنطقة التي أسس فيها الجامع حين كانت بها كنيسة لافيجيري الذي جعلها أكبر كنيسة تبشير في إفريقيا قبل أن تحول لاسم المحمدية بعد الاستقلال واليوم يقام عليها ثالث أكبر جامع في العالم بعد الحرمين الشريفين بمنارة تعلو العاصمة وتطل على ضفاف البحر المتوسط أول ما يشاهده القادم للجزائر برا وبحرا وجوا.وهو الجامع الذي افتتحت قاعة صلاته ليلة المولد وسيفتتح في الفاتح نوفمبر غدا إن شاء الله ليكون أكبر رد عملي على أفول الصليبية الأوروبية التي طالما طرقت أبواب بحر الشمال الإفريقي غازية منذ سقوط الأندلس، وإعلانا عن تشبث الجزائر وشمال إفريقيا بالإسلام إلى الأبد إن شاء الله؛ لاسيما وأن نوفمبر هذا العام يشبه نوفمبر 1854 حين تزامن وقته مع ذكرى المولد النبوي الشريف.
البرلمان العربي يدعو العالم لتجريم الإساءة للنبي محمد والمسلمين والإسلام
دعا البرلمان العربي المجتمع الدولي لتجريم الإساءة للنبي محمد والمسلمين والإسلام وسط تصاعد التوتر بسبب هذه القضية خاصة في فرنسا التي شهدت هجمات مرتبطة بما بات يعرف بالرسوم المسيئة.، ونقلا عن وسائط إعلامية فقد قال البرلمان العربي، في بيان أصدره عقب جلسة له في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، إنه «يدين بشدة ويستنكر الإصرار على الإساءة لخير خلق الله محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بإعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الأعظم». وحذر البرلمان العربي «من نتائج الاستمرار في إثارة الفتن والضغائن الدينية، الأمر الذي يغذي خطاب الكراهية على حساب تعزيز ثقافة التسامح والحوار».ودعا البرلمان العربي «المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكافة المنظمات الدولية والإقليمية وبرلمانات العالم كافة للتصدي للحملات المغرضة للإساءة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم لتجريم الإساءة لنبي الإسلام وللإسلام والمسلمين، ومنع الإساءة وازدراء الأديان والرموز الدينية والرسل والأنبياء كما يحدث الآن لرسول الإسلام سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام».وأكد البرلمان العربي على «ضرورة احترام مشاعر وعقائد كافة المؤمنين في العالم وتعزيز ثقافة التسامح واحترام المقدسات والرموز الدينية، كما يرفض التذرع بحرية الرأي والتعبير لمهاجمة المعتقدات الدينية». كما أشار إلى أن «حرية الرأي يجب أن تقف عند حدود حرية وحقوق ومعتقدات الآخرين»، واستنكر «محاولات ربط ما تقوم به الجماعات التكفيرية الإرهابية بالإسلام»، مشددا على أن «الإسلام دين للمحبة والسلام».