من ألطاف قضاء الله تعالى أن تفقد بعض الأسر معيلها الوحيد ويترك وراءه زوجة وذرية ضعافا، وهؤلاء الذرية هم من يطلق عليهم في الفقه الإسلامي اليتيم وجمعه اليتامى ويطلق على من فقد والده وهو دون سن البلوغ وهذا في بني الإنسان دون غيره وأما من فقد أمه فلا يطلق عليه لفظ يتيم إلا من باب العوائد والأعراف والمجاز.
ولقد أولى الإسلام بمرجعيته العليا الكتاب العزيز والسنة النبوية وسيرة الخلفاء أهمية بالغة لليتيم وأصبغ عليه من الأحكام والتشريعات ما يضمن له العيش الكريم والتربية الحسنة في ظل الاستجابة لجميع متطلباته الضرورية والحاجية والكمالية حتى لا يتخذ فقره وعوزه ذريعة للتسلل إلى المجتمع من خلاله بالفساد والانحراف والإجرام، ورعاية هذه الفئة من وجهة نظر الإسلام ذات بعدين؛
(أولا) البعد الديني: والذي يعول فيه على الجانب الإيماني والوازع الديني والضمير الخلقي؛ من خلال النصوص الموصية بوجوب الإحسان لليتيم والرفق به وحرمة إيذائه وجرح شعوره سواء بالكلمة أو الفعل كالضرب والتعنيف والتعيير والسب والشتم كقوله تعالى: فأما اليتيم فلا تقهر وأما السائل فلا تنهر ، وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ .
فقد ربط الله تعالى العبادة بوجوب الإحسان إلى فئات من الناس الوالدان في المقام الأول وذوي القربى واليتامى وكل هؤلاء الأصناف معطوف على وجوب الإحسان إلى الوالدين بعد العبادة وكأنه يقول الإحسان إلى الوالدين واليتامى وذوي القربى من باب العبادات.
كما أن النبي صلى الله عليه جعل معيار الخيرية والشر في بيوت المسلمين الإحسان إلى اليتيم فقال : خير بيت من بيوت المسلمين بيت يحسن فيه إلى اليتيم وشر بيت من بيوت المسلمين بيت يساء فيه إلى اليتيم}.بل لقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم السعي على اليتيم والأرملة في مقام الجهاد في سبيل الله فقال: الساعي على اليتيم والأرملة كالمجاهد في سبيل الله ؛ كما ضمن الجنة لكافل اليتيم وجعله رفيقه ملاصقا ومجاورا له في الجنة فقال أنا وكافل اليتيم كهاتين وضم بين السبابة والوسطى .
(ثانيا): الجانب القضائي والأحكام العملية التي تترتب عليها آثار وأحكام فقهية تتجاوز الوعظ ومراعاة الضمير والوازع الديني فحسب، بل هي تشريعات وأحكام إن لم يلتزم بها المسلمون كجماعة آثموا ومن حق الحكام أولي الأمر محاسبة المقصر وفرض عقوبات تعزيرية على المقصر؛ ومن هذه الجوانب وجوب نصب أوصياء على اليتيم ويكون الإيصاء على النفس بالتربية والرعاية ومن أهم واجبات الوصي في الفقه الإسلامي على اليتامى تعليمهم من جهل وعلاجهم من مرض و حسن تربيتهم بما يخدم الأمة والمجتمع ويبعدهم عن غوائل الجريمة وشوائب الانحراف، أو الإيصاء على المال بتنميته والاتجار فيه حتى لا تأكله الزكاة للأثر القائل: اتجروا في أموال اليتامى حتى لا تأكلها الزكاة ؛ ومن ثم فقد فصل العلماء في وجوب الزكاة في مال اليتيم حيث يرى بعض الفقهاء عدم وجوب الزكاة في مال اليتيم ويرى آخرون وجوب الزكاة والراجح إذا كان المال ناميا فتجب الزكاة وأما إذا كان غير نام ولا يتجر فيه أحد فلا تجب الزكاة.
وحرمة الاعتداء عليه فإن قصر آثم وارتكب كبيرة من الكبائر، يكون الأوصياء معينين من القضاء يحاسبون ويتابعون من قبل السلطة القضائية ففضلا عن حرمة أكل أموالهم ظلما وزورا لقوله تعالى: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن .وقوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا كما أوجب الله تعالى على الأوصياء دفع أموال اليتامى إن آنسوا منهم رشدا وتوسموا فيهم قدرة على تسيير شؤونهم فقال تعالى : ابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا والنفقة على اليتيم من وجوب دفع الزكاة تخصيص جزء من عوائد بيت مال المسلمين أو خزينة الدولة لصالح اليتامى: والإنفاق على اليتامى له وجهان أحدهما على سبيل التطوع والفضل والثاني على سبيل الإلزام فأما الأول كقوله تعالى : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا .واليتامى الفقراء مصرف من مصارف الزكاة وأما التي على سبيل الحتم والإلزام: فاليتامى يعطون من الزكاة إن كانوا فقراء ومساكين كما يخصص لهم : من ريوع الغنائم والفيء وغيرها من مداخيل الدولة وجوبا كقوله تعالى:{اعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ .
ومصرف اليتامى في المؤسسات الوقفية: الوقف من أكبر المؤسسات التي يعول عليها في خدمة ورعاية اليتامى وحمايتهم من غائلة الفقر والفاقة وبما أن نظام الوقف يقوم أساسا على الاجتهاد المقاصدي فإنه كان ولا يزال يخضع للاجتهاد المقاصدي فقد شهدت الحضارة الإسلامية أوقافا على اليتامى في الشرق والغرب من ديار الإسلام جعلتهم في غنى عن مسألة الناس فمنهم من يعطيهم ومن يمنعهم ، فيمكن أن يوقف اليوم على اليتامى من ريوع المعادن كالبترول وغيره كما يمكن أن يوققف عليهم أسهما في الشركات الكبرى ، كما يمكن إحياء الأوقاف الدارسة وجعلها في خدمة اليتامى من خلال استبدالها بأوقاف جديدة كما يمكن للاجتهاد القضائي أن يعمل عمله في إلغاء الأوقاف الذرية الجائرة الظالمة التي تقصي البنات من منظومة الوقف وهو ما يجعلهن عرضة للفساد والانحراف.
ع/م
فيما دعا الوزير للسماحة عشية رمضان
الأئمة يحـــــذرون التجـــــار مـــن الجشـــع والاحتكار
دعا وزير الشؤون الدينية والأوقاف التجار إلى التحلي بالسماحة والرحمة والبر وغيرها مما يدخل في أخلاقيات السوق في الإسلام، وأخلاق التاجر المسلم الصدوق، وتجنب كل ما يعكر هذه الأخلاقيات من مضاربة وغش عشية شهر رمضان تفاديا لإلحاق الضرر بالمواطن، واستشعار الرقابة الإلهية قبل رقابة السلطات، وذلك أثناء إشرافه بدار القرآن الكريم الشيخ أحمد سحنون على افتتاح ندوة علمية تحسيسية بعنوان *التجارة في الإسلام أحكام ومقاصد* بمشاركة وزارة التجارة، إطارات الوزارة، أعضاء اللجنة الوزارية للفتوى، أعضاء مكتب الفتوى والمجالس العلمية حاثا المشايخ والأئمة على تذكير الناس بهذه القيم
وقد لقيت هذه الدعوة صدى لدى الكثير من أئمة المساجد الذين خصصوا خطبة جمعة أمس لهذا الموضوع؛ حيث رغبوا التجار في أخلاقيات السماحة والبر والصدق والوفاء والرفق والرحمة والقناعة واليسر، ورهبوهم من رذائل الغش والاحتكار والمضاربة والاستغلال والابتزاز والجشع والكذب والتدليس والعسر والضرر والربا؛ وكشفوا عن مخاطر ذلك على المجتمع برمته؛ وعلى التجار أنفسهم؛ حيث يعد وقوعهم في مثل هكذا رذائل مخالفة شرعية يترتب عليها إثم عند الله تعالى وعقاب في الآخرة؛ ناهيك عن عقوبات الدنيا، التي قد تظهر على التاجر نفسه حيث تمحق بركة ماله وتجارته ويكسب عداوة بني دينه ومجتمعه وبغضهم له؛ بخلاف من اكتسى حلة الأخلاقيات الفاضلة؛ حيث يبارك له الله تعالى في ماله، ويحبب له الناس، ويثيبه يوم القيامة ثوابا عظيما.
ع/خ
من فتاوى الشيخ حماني التي تكشف شجاعته وعلمه وسبقه
بدعوة كريمة من المجلس الإسلامي الأعلى شاركت بالندوة الوطنية حول ذكرى علامة الجزائر الشيخ الفقيه أحمد حماني» رحمه الله» الذي شارك بالجهادين الأصغر والأكبر بوطنه الذي أحبه وظهر حبه في البعد الوطني من خلال فتاويه رغم أنه لا يخاف في الله لومة لائم؛ ففتواه لا تردفي أي مكان من العالم، وقال عنه الشيخ ابن الباز:»اكتبوا كل ما يقوله الشيخ أحمد حماني ولا تناقشوه* واستفتاه الإخوة بالسودان في المواقيت الزمانية للحج ولم يستفتوا غيره في العالم الإسلامي.
أفتى بتحريم الفوائد الربوية للبنوك وتحريم بعض المشروبات مثل مشروب «مالطا سنة1971» لوجود كمية قليلة من الكحول في مكوناته فقال الشيخ « ما أسكر كثيره فقليله حرام». ويعد من الأوائل الذين أفتوا بالرؤية الحكمية.
له رأي في الجيل الثاني من المهاجرين الجزائريين الذين ولدوا بطرق غير شرعية، ووقف في وجه من أراد إلغاء الولي في الزواج والتعدد في الزواج وضبط الطلاق في قانون الأسرة سنة 1984. وأفتى بتحريم الفوائد التربوية، وأول من أفتى بزرع الأعضاء ثم تبعه مجمع الفقه الإسلامي بجدة ثم الأزهر وبقية العالم.
أفتى بجواز وضع خاتم الخطوبة في إصبع العروس بعد العقد الشرعي وبضوابط، وغير رأيه في فتوى إسقاط الجنين المشوه، وقال بوجود البدعة في العادات وليس في العادات.
سئل لما أنت شديد في الفتوى اليوم وكنت في السابق متساهلا أثناء الاستعمار فأجاب كنا نهدم دولة الاستعمار واليوم نبني دولة الاستقلال، ولم تتلطخ بدماء الجزائريين في العشرية السوداء وأفتى بان هذا ليس جهادا.
له أبعاد وطنية واجتماعية في فتواه.مثل فتوى التبني والتجنس.
انتقد كتاب تاريخ الشعوب الإسلامية لكارل بروكلمان في 18 قضية كتابها في 20 صفحة.لما أراد تدريسه بالسجن .
لو بقيت أعدد مناقب وفتاوى الشيخ أحمد حماني لا تنتهي» رحم الله» رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
العثور على 30 ساعة من التسجيلات النادرة للشيخ محمد رفعت الملقب بـ «قيثارة السماء»
ذكر موقع «بوابة الأهرام» المصري نقلا عن حفيدة الشيخ محمد رفعت أحد أشهر قراء القرآن الكريم في الأربعينيات والخمسينيات، أنه تم العثور على 30 ساعة من تسجيلات لم تذع للشيخ. ونقلا عن وسائط إعلامية فقد كشفت هناء حسين رفعت حفيدة الشيخ محمد رفعت، أن «أحد عشاق الشيخ، الذي كان يحتفظ بكمية كبيرة من التسجيلات الصوتية الخاصة على أسطوانات (الفونوغراف) القديمة، تواصل مع العائلة، وقام بتسليمهم ذلك الكنز الصوتي منذ فترة، والذي يتضمن تسجيلات للقرآن الكريم بصوت الشيخ رفعت، أحد أبرز علامات المقرئين المصريين والعرب». وقالت: «العائلة قامت بترميم تلك الأسطوانات طوال عامين، منذ تسلمهم للتسجيلات في أحد الأستوديوهات، وقد نجحت الترميمات في إعادة التسجيلات لحالتها الأصلية». والشيخ محمد رفعت، من مواليد القاهرة عام 1882، وهو قارئ قرآن مصري يعد أحد أعلام هذا المجال البارزين، ويلقب بـ»قيثارة السماء»، وهو من افتتح بث الإذاعة المصرية عام 1934، وكان صاحب أول صوت يتردد عبر أثيرها.