احتفى العالم أمس باليوم العالمي لحقوق الإنسان في ذكراها الثالثة والسبعين في لحظة يجد فيها المسلمون أنفسهم بين دين ثري بأصول وقيم هذه الحقوق والحريات، وواقع معيش لا يعكس هذه القيم؛ ليس فقط بسبب عدم اعتراف بعض المؤسسات والأفراد والدول ببعض الحقوق المكرسة عالميا بل أيضا بسبب عدم ظهور متذبذب لها في يومياتهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية والدينية من جهة، وما يمارس في حق شعوبهم من قمع للحقوق من جهة ثانية، وإن كان حال المسلمين اليوم أفضل من حالهم أمس فيما يتعلق بها.
فالشريعة الإسلامية رفعت بعض حقوق الإنسان إلى درجة الالتزام؛ سواء بين الدولة والفرد، أو بين المجتمع والفرد، أو بين الفرد والفرد، وأصلت لها من خلال أوامر الله تعالى المباشرة، وأعطاها بعدا كونيا إنسانيا باعتبارها موجهة للإنسان ((وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ)) ما يضفي عليه حرمة أعظم ومكانة أرقى، فتعدو الحياة والحرية والكرامة والعدل والأمن والعمل والتملك والرأي والإعلام وغيرها حقوقا لازمة من ضروريات الحياة، تسن التشريعات الكفيلة بتحقيقها وحمايتها قانونيا وجنائيا.
والمسلمون عموما يتمتعون بالكثير من هذه الحقوق كلازمة لانتمائهم للإسلام وتطبيقهم لأحكامه؛ لكن الواقع في بعض الأحيان يكشف عن غير ذلك حيث ما تزال الحريات العامة والخاصة عرضة للانتهاك، سواء من قبل السلط العامة أو من قبل بعض الأفراد أو الجماعات، فمؤشرات الحرية في العالم الإسلامي لا تعكس المكانة ذاتها التي أعطاها الإسلام للحرية في منظومته العقدية والتشريعية والأخلاقية، كما أن مؤشرات الفقر والفساد تسيء بشكل غير مباشر للتدين؛ لأن الإسلام وضع ضمانات وآليات لمجابهة ظاهرتي الفساد والفقر لو التزم بها المسلمون لخففوا من وطأتهما.
والمسلمون لا يتحملون مسؤولية تردي أوضاع حقوق الإنسان في بلدانهم لوحدهم؛ لأنه علاوة على العوامل الثقافية والاجتماعية والسياسية الداخلية فهناك عوامل خارجية؛ خلفها الاستعمار العسكري القديم والمعاصر، والغزو الثقافي الحديث الذي يريد فرض قيم غربية قسرا على شعوب الشرق دون مراعاة للمعطيات الثقافية والدينية والاجتماعية المختلفة وهو ما يحدث رد فعل سلبي قد يبدو وكأنه رفض ومصادمة لحقوق الإنسان الكونية إضافة إلى كون الكثير من النخب الغربية ومؤسساتها لم تلتزم بمنظومة حقوق الإنسان الكونية التي ظهرت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بل تضيف لها كل مرة ما تريد نشره من نمط حياة أسرية أو سياسية وتسربيها للعالم تحت غطاء حقوق الإنسان، على غرار المثلية الجنسية التي لم يتضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان التي يحاولون فرضها على المجتمعات العالمية، وكذا المساواة المطلقة بين الجنسين، بدل أن تعمل على تجسيد الحقوق الكونية التي نص عليها الإعلان وتسعى أيضا لتحرير الشعوب وإعادة اللاجئين والمضطهدين لديارهم، ووقف الهيمنة ونهب خيرات الشعوب؛ ليعيش البشر معا بسلام؛ بل إن جل النزاعات الداخلية التي يعيشها المسلمون تجد من يغذيها من خارج العالم الإسلامي، علاوة على ما تعانيه الأقليات المسلمة في الغرب من مظاهر التمييز والإسلاموفوبيا.
وقد ظهرت في السنوات الأخيرة وسيلة جديدة لانتهاك الحقوق والحريات وممارسة سلوك التمييز ونشر الكراهية وهي فضاءات التواصل الاجتماعي التي لا تقتصر طبعا على المسلمين بل تشمل العالم كله ولم يكد أحد ينجو من تداعياتها على شخصه وحريته وكرامته؛ حيث يتاح لمن هب دب نشر ما يفكر فيه والتعليق بأدب أو بدونه والنيل من أعراض الآخرين في هذا الفضاء العام ما يستدعي مراجعة منظومة القوانين الجنائية والإعلامية والتربوية للتصدي لهذه الظاهرة وممارسة ما يكفي من الرقابة عليها دون أن تؤدي هذه الرقابة هي الأخرى لانتهاك الحقوق والحريات. ع/خ
شيخ الأزهر أحمد الطيب
لا يمكن فرض ثقافة غربية تحت غطاء حقوق الإنسان
في أحدث تصريح له قال شيخ الأزهر أحمد الطيب: (إن التحدي الأكبر يتمثل في محاولات فرض الثقافة الغربية على مواطني الشرق تحت دعاوى حقوق الإنسان والحريات المزعومة والعولمة، على نحو يمكن تسميته «الاستعمار الجديد»، وهو ما يفرض علينا أفكارا وسلوكيات مرفوضة على غرار ما عانيناه مؤخرا من حملات تدعو إلى الشذوذ الجنسي وغيرها من السلوكيات المرفوضة والدخيلة على مجتمعاتنا الإسلامية والعربية. إن الحلول الجاهزة القادمة من الهيئات والمنظمات الغربية لمشكلاتنا -على غرار الشذوذ والإجهاض وغيرهما- لا تقدم أي حلول فعلية لما نعانيه من مشكلات، بل تتعارض مع ثقافتنا، وتسعى لفرض الكثير من السلوكيات المرفوضة في مجتمعاتنا وترسخ لصراع جديد..وإصرار الغرب على فرض منظور واحد على الآخرين يمثل استفزازا للشرقيين، وهي محاولات مصيرها إلى زوال؛ لكونها تأتي على عكس إرادة الله في البشر بالاختلاف والتنوع).
نشاط المساجد والإنترنيت
هذا المعبد الإلكتروني أثر تأثيرا كبيرا على المساجد ونشاطها من دروس وخطب ومحاضرات ... فأمام المبحر بمحرك البحث غوغل 22مليون رابط ديني.
فالعالم الافتراضي في مجال الدين بالإضافة إلى وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية جذبت الكثير لسهولة البحث وربما للمستوى المتميز لبعض العلماء والمشايخ والدعاة بالإضافة للتأثيرات البصرية وفعالية وتنوع المواضيع التي يطرحونها . فالمسلم كان يحلم أن يسمع عالما أو داعية فإذا به يراه ويسمعه وقد يتواصل معه ويحاوره وهو جالسا في بيته يرتشف فنجان قهوة.
فمن خلال عملي بالقطاع الديني يشتكي البعض من عدم تجديد الخطاب الديني في بعض مساجدنا ناهيك عن التطويل في الخطب والدروس٫ وكذا مستوى بعض السادة الأئمة وعدم طرح المواضيع الحديثة التي تخدم المجتمع مثل( المساجد و تقديم الخدمات رقميا زمن كورونا- و المساجد بعد كورونا- ودور المساجد خارج جدران المبنى- وفقه العبادات- و السياسة الشرعية -و الرد على الفتاوى )وعدم الجمع في تحليل الخطاب الديني بين محكمات الشرع ومقتضيات العصر
نظرات تقييمية في أنماط عرض الإسلام جولة في الفايسبوك
وأنت تتجول بين صفحات الفايسبوك ومحلاته تصادفك سلع الأفكار أشكالا وألوانا، وبعضها غال نفيس، تحتاج إلى مشاركته أو نسخه أو قراءته للآخر، وعادة ما تكون هذه المنتجات ناشئة عن قراءة كثيرة، وفهم عميق للموضوع، يتحرى فيها أصحابها الصحة والدقة والسلامة من العيوب، بينما تجد منتجات أخرى تصرخ بملء فيها أن أصحابها لا يقرأون، وإنما يعرضون سلعا معيبة لم يكتمل نضجها، تجد ذلك في السياسة وفي الدين وفي الصحة وفي أحوال الناس، وأقف اليوم لحظات مع من يكتبون عن الإسلام وتراثه، ولقد مررت بثلاثة محلات.
والمحل الأول لجماعة جلبت بضاعتها المعرفية حول الإسلام من محل واحد ، فكلما مر بها أحد طفقت تزين سلعتها وأنها الأفضل وأنها البضاعة الحقيقية والنافعة والشافية والكافية، دون أن تتردد على جميع المحلات لترى ما فيها من عجائب البضائع، وهؤلاء ليس لديهم الإمكانيات العقلية والقدرة على التطواف للبحث عن الجودة الشاملة، وهم لا يميزون بين السلعة الجيدة والرديئة والمتوسطة وكتب أحدهم يوما عن شيخ له بأنه أعلم أهل الأرض، فقلت له: أنت كمن أمسك بسمكة شبوط كبيرة في نهر أو ترعة فنادى هذه أعظم سمكة في العالم، فهلا نزلت إلى البحر؟.
والمحل الثاني لجماعة لا تختلف عن الأولى إلا في الوجهة، وهم قوم لم يعرفوا الإسلام إلا في المقاهي ومن أفعال الناس ومن كتابات المستشرقين والغربيين عموما، و يحسب هؤلاء أنهم قد حازوا الحقيقة، ويعتقدون أن هناك أشياء مخفية في الإسلام وتراثه وأنها طامة كبرى، وهؤلاء لم يقرأوا شيئا عن الإسلام من مصادره الأصلية، ومنذ بضع وعشرين عاما حضرت إجراء مسابقة ثقافية للثانويين، وكان السؤال هو من ألف كتاب الأم؟ فأجابت إحدى التلميذات بأنه الإمام الشافعي، فقال الأستاذ الممتحن :خطأ وذكر لها اسم كاتب روسي، فقلت له : أما سمعت بكتاب الأم للشافعي قال لا ، فقلت إجابة التلميذة صحيحة ثم اعتبرت كذلك.
والمحل الثالث لقوم يكتبون من رحم المعاناة، سافروا إلى مواضع الإنتاج، وشاهدوا كيف تنتج البضائع، واختاروا أفضلها وأقربها إلى الطبيعة، وتكونت لديهم ملكة الخبير، وبضاعتهم جيدة غالية ولذلك ينذر وجودها، وإذا وجدت قل من يعرفها ، ومن البضاعة تعرف مستوى صاحبها، وما يملكه بائع الذهب لا يملكه بائع الدبشة والمعدنوس.
القاهرة عاصمة ثقافية للعالم الإسلامي وترجمة عبرية للقرآن الكريم قريبا
أعلنت منظمة العالم الإسلامي للتربية والثقافة والعلوم خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة المصرية، اختيار القاهرة عاصمة ثقافية للعالم الإسلامي للعام المقبل. وحسب مصادر إعلامية فإنه وفي السياق ذاته تعتزم وزارة الأوقاف المصرية إصدار ترجمة معاني القرآن الكريم إلى العبرية بغرض التصدي لنسخ القرآن المغلوطة الصادرة حتى اليوم باللغة العبرية من خلال إصدار نسخة معتمدة باللغة العبرية بحسب ما أعلنت جامعة الأزهر.
وحسب ذات المصادر فقد أوضح وزير الأوقاف المصري أن المقصود من هذا المشروع «توصيل المعنى من خلال اللغة العبرية وليس ترجمة آيات القرآن نفسها، لأن القرآن الكريم لا يقرأ ولا ينطق إلا باللغة العربية التي أُنزل بها». وأضاف أنه سيتم الاعتماد في ذلك المشروع على لجنة متخصصة من أساتذة كبار بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر والجامعات المصرية الأخرى، من أجل الوصول إلى دقة في الترجمة تليق بمكانة القرآن الكريم، مؤكدا على أن «وزارة الأوقاف تتيح في إصداراتها على نسخ مترجمة على الإنترنت، بجانب نسخ مطبوعة لمن يريد معرفة التفسير الصحيح من دون تحريف أو معلومات مغلوطة».
شركة «أكتيفيجن» الأمريكية تعتذر عن لعبة «كول أوف ديوتي»
اعتذرت شركة «أكتيفيجن» الأمريكية لألعاب الفيديو مؤخرا بعد أن اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة غضب، خاصة بين أوساط محبي الألعاب الإلكترونية، بعدما وجدوا صفحات يبدو أنها مقتطعة من القرآن، على أرضية إحدى خرائط اللعبة القتالية الشهيرة «كول أوف ديوتي». واستخدم المغردون وسم #No_Call_of_Duty للتعبير عن غضبهم ودعوتهم لمقاطعة اللعبة. واستنادا لبي بي سي فإن اعتذارها عن الأمر، جاء عقب استياء واسع وحملات مقاطعة من قبل لاعبين عرب ومسلمين. وقالت الشركة، عبر صفحة اللعبة المخصصة لمنطقة الشرق الأوسط على تويتر، إنها أزالت «المحتوى المسيء»، الذي أُضيف في آخر تحديث للعبة.
وأضافت عبر تويتر: «لعبة Call of Duty صنعت للجميع. كان هناك محتوى وضع بصورة مسيئة للمسلمين بشكل خاطئ الأسبوع الماضي، وتمت إزالته من اللعبة. نحن نعتذر بشدة. كما أننا نتخذ كل الإجراءات اللازمة لتفادي مثل هذه الأخطاء في المستقبل».
ورحب مغردون باعتذار الشركة، إلا أن البعض رفضه، واعتبر أن هذا النوع من الإساءة «خط أحمر».