شهدت بلادنا حرائق غابات مريعة ذهب ضحيتها الإنسان والحيوان والنبات، وتكبد المجتمع والدولة والأفراد جراءها خسائر فادحة، مادية ومعنوية، أثرت سلبا على البيئة والتنمية والصحة؛ حيث أهلكت الحرث والنسل، وهو من الفساد في الأرض الذي نهانا عنه الله تعالى بقوله: ((ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها)).
فقد نهانا الله تعالى من إحداث الفساد في الأرض سواء أكان الفساد بإحداث المنكرات ونشر الرذيلة، أو كان الفساد بالاعتداء على نظام الكون وسننه الكونية؛ بل ونظامه الاجتماعي، وتغيير فطرة الله في الخلق، إما بالحروب التي تستعمل فيها الأسلحة الفتاكة المدمرة التي تبيد الأخضر واليابس واستئصال كل مظاهر الحياة على وجه الأرض، أو بافتعال الأزمات الصحية أو الغذائية أو إحداث الكوارث الطبيعية ومنها الحرائق التي تأتي على الأخضر واليابس كل ذلك مظهر من مظاهر الإفساد والفساد في الأرض التي قال فيها الحق تبارك وتعالى: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس) وذلك لأن الله لما خلق آدم ابتداء إنما خلقه ليكون في الأرض وما وجوده في الجنة إلا وجودا مؤقت لحكمة يعلمها الله تبارك وتعالى حيث أخبر الحق تبارك وتعالى الملائكة قبل أن يخلق آدم بذلك (وإذ قال ربك للملائكة أني جاعل في الأرض خليفة، قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء) ومهمة الاستخلاف تقتضي عمارة الأرض وإصلاحها ((واستعمركم فيها)) في ظل العبودية الحقة لله تبارك وتعالى.
ومن بديع قدرة الله أن سخر كل ما في الأرض بل وما في السموات لخدمة الإنسان من أجله مهمة نبيلة وأمانته الثقيلة التي أشفقت منها السموات والأرض والجبال وقبل الإنسان حملها ((إنا عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا))؛ ولكن هذا الأخير لم يكن في مستوى هذه الأمانة إلا من رحم الله
ومن ثم فإن الاعتداء على نظام الكون وعلى نمط الحياة في الأرض وتغيير معالم وجهها ضرب من الفساد والإفساد ولقد نعى القرآن على صنف من الناس إذا تكلم يعجبك قوله بل تراه يشهد العباد ورب العباد على منهجه الإصلاحي وهو ألد الخصام حتى قال تبارك وتعالى في معرض فضح أصحاب هذه الدعوات الساقطة والادعاءات الكاذبة (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) وإننا كما ننعي على أولئك الذين يشعلون حروبا ضروسا تأتي على الأخضر واليابس وتهلك العرض والأرض وتفتك بالمهج والأرواح، ولقد حرّم الله تعالى جميع وجوه الاعتداء فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم النهى عن اتخاذ كل ذي روح غرضا، بل ولقد عذب الله امرأة حبست هرة حتى ماتت، فإذا كان هذا كله في حرمة تعذيب الحيوان فكيف فيمن يتسبب في هلاك الإنسان ويدمر ناموس الكون، ويدمر حياة ملايين الحيوانات هي أمم مثلنا.
وعليه فإن المتسببين في الحرائق صنفان وكلاهما آثم مسؤول عن جرمه بدرجات مختلفة
(الصنف الأول): المعتدي على البيئة عن سبق قصد وإصرار متعمدا قاصدا إحداث الضرر فهذا محارب لله ولرسوله ولجماعة المسلمين ويجب أن يطبق عليه أشد العقوبات التي قد تصل لحد الحرابة؛ شريطة أن تثبت إدانته بالحجة والبرهان القاطع الذي لا مجال للشك فيه؛ لأن فعله قد يؤدي لهلاك الأنفس والأموال بالتسبب أو المباشرة..
(الصنف الثاني): صنف ليس قصده الإحراق ولا الإتلاف ولكن نتيجة إهماله وتقصيره وعدم مبالاته فإنه يتسبب بكوارث بيئية خطيرة، تهلك الحرث والنسل، دون شعور منه فهذا هو الآخر يؤاخذ على إهماله وتقصيره ويعتبر متسببا لغيره في الضرر بل قد يكون قاتلا بالتسبب ويتحمل المسؤولية التقصيرية، كأن يترك النار بعد طهي طعامه دون إخمادها أو يترك النفايات والمواد القابلة للاشتعال. وهنا لابد من بث الوعي لعموم الناس في آداب الرحلة والسياحة؛ فإذا كان المصطفى قد نهانا عن التبول في طريق الناس لعلة الإيذاء فكيف بمن يؤذي الناس بما هو أكبر وأكثر، فالنهي أشد وأعظم والجرم أفحش وأغلظ، وبمقدار ما نرى ضرورة التوعية والتنبيه عبر مؤسسات المجتمع المختلفة، فإن أجهزة الدولة مطالبة ببذل الوسع والاتخاذ التدابير والاحتراز والاحتياطات اللازمة، بما يحفظ على الناس أرواحهم وأموالهم ويحفظ للأمة الأمن والاستقرار والأخذ على يد العابثين والضرب بيد من حديد.
الأستاذ حامدي يصدر كتاب "المغني في فقه الرسالة" في الفقه المالكي
أصدر الأستاذ الدكتور عبد الكريم حامدي كتابا موسوعيا جديدا بعنوان «المغني في فقه وأدلة متن الرسالة في الفقه المالكي للإمام ابن أبي زيد القيرواني» ، وهو بذلك يضع لبنة قوية في خدمة المذهب المالكي وترسيخ المرجعية المذهبية للأمة الجزائرية؛ لأن كتاب الرسالة يعد مصدرا أساسا ويحتل مكانة مركزية في الفقه المالكي لاسيما بديار الغرب الإسلامي، وقد خدم هذا الكتاب تاريخيا سواء بحفظ متنه في المدارس الفقهية أو بشرحه والتعليق عليه، لكن ما سعى الأستاذ حامدي في هذا العمل إلى إتمامه هو الاشتغال على تأصيل الأحكام والآراء الفقهية الواردة في الرسالة، من أصول المذهب المالكي الأصلية والتبعية، النقلية والعقلية، ذلك أنه؛ وعلى الرغم من أن صاحب الرسالة له أصول لما ورد فيها لكن جرت العادة أن تصنف مثل هكذا مصنفات تعليمية تيسيرا لحفظها واعتمادا على الثقة فيمن صنفها، بيد أن البعض يجهل هذا المنهج التأليفي وظن أن المالكية يأخذون أقوال شيوخهم دون دليل، ولذلك يأتي هذا الكتاب ليربط الفروع بأصولها ويعلم غير المطلعين على المذهب المالكي أن هذا المذهب أكثر تمسكا وحرصا على الأدلة الشرعية لاسيما الكتاب والسنة،
للإشارة فإن الأستاذ أصيل ولاية سطيف وهو أستاذ بكلية العلوم الإسلامية بجامعة باتنة؛ وله كتب أخرى بمختلف فروع العلوم الإسلامية .
تنظيم النسل جائز شرعا بشرط موافقة الزوجين
أكدت دار الإفتاء المصرية أن تنظيم النسل جائز شرعا ولا حرج فيه وذلك بشرط موافقة الزوجين عليه قياسا، على جواز العزل في عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد أوضحت دار الإفتاء، أن هذا لا يتعارض مع دعوة الإسلام إلى التكاثر حيث أن تنظيم النسل وسيلة لإخراج أجيال تأخذ حقها في الرعاية المتكاملة وتنال الاهتمام الكافي ما يؤهلهم إلى تحمُّل المسؤولية. وذكرت دار الإفتاء أن المراد بـ«تنظيم النسل» أو ما يعرَف ب«تنظيم الأسرة»، هو أن يتخذ الزوجان باختيارهما واقتناعهما الوسائل التي يريانها كفيلة بتباعد فترات الحمل أو بإيقافه لمدة معينة من الزمن يتفقان عليها فيما بينهما لتقليل عدد الأسرة بصورة تجعل الأبوين يستطيعان القيام على رعاية الأبناء رعاية متكاملة من دون خَلَل.
ونوهت بأن هذا المعنى المراد من تنظيم الأسرة أمر جائز لا تَأباه نصوص الشرع، ما دامت هناك أسباب معتبرة شرعا تدعوا إلى تأخير الإنجاب مؤقتا، وبشرط موافقة الزوجين عليه وذلك بالقياس على جواز «العزل» وهو عدم إنزال الرجل المني أثناء الجماع داخل رَحِم زوجته حتى لا تَحْمَل، وبشرط أن لا يترتب على هذا التأخير ضرر فالعاقل مَن يجعل النظام شعارا له في كل شيء، لأن النظام ما وُجِد في شيء إلا زانه.
الصلاة أعظم عبادة تأملية لعلاج التوترات النفسية
من خلال قراءاتي لردح من الزمن حول التوجيهات النفسية لعلاج الغضب والتسرع وتجنب ذلك ما أمكن وجدت أن أهمها بل وأكثـرها نجاعة هو ممارسة التأمل والتدبر والتدريب على تمارين التنفس العميق والاسترخاء.. ومن خلال البحث عن وسيلة للتأمل تتناسب مع ديننا بعيدا عن الثقافات الأخرى لم أجد خيرا من الصلاة بقيامها بأركانها. بسجودها وركوعها.. والوعي بكل تفاصيلها كفرصة للتأمل والتدبر وأكاد أجزم أنها موزعة على ساعات النهار ليريح الإنسان أعصابه وتسكن روحه ولا يستسلم لأفكار الغضب ووساوس النفس ومكائد الشيطان فكل العبادات لها وقت مخصوص إلا الصلاة فأينما كنت قم فصلي وقد أدرك سلفنا الصالح من عجائب الصلاة ما لم نقف عنده في هذا الزمان. يروى أن عروة بن الزبير بن العوام رضي الله عنهم لما علم أنه لا محالة تبتر ساقه لمرض ألم بها قال: لهم اقطعوها وأنا أصلي. فحالة الاسترخاء التي توفرها الصلاة كفيلة بتخفيف الألم حتى قيل أنه لم يحس عندما قطعت ولذلك نجد أن أول ما يحاسب المرء عليه الصلاة .. وأول ما فرض الصلاة وفرضت من فوق سبع سماوات والعهد بيننا وبين الكفر ترك الصلاة..ويدرب الأبناء على الصلاة من سنواتهم الأولى ...ولا تترك ولو على فراش الموت وتؤدى ولو بالقلب. فلله در من قال أرحنا بها يا بلال صلى الله عليك يا سيدي يا رسول الله فقد كنت تقول: وجعلت قرة عيني في الصلاة.
اختتام الموسم الدراسي الصيفي بالمدارس القرآنية
اختتمت في الكثير من المدارس القرآنية عبر الوطن الموسم الدراسي الصيفي لسنة:2022م بعد أسابيع؛ من النشاط المكثف، تخلله حفظ للقرآن الكريم وتلاوته وأدائه، وبعض الأنشطة الثقافية والعلمية والترفيهية؛ خاصة المخيمات الصيفية التي استفاد منها رواد هذه المدارس، وبهذه المناسبة أقامت بعض المدارس حفل تكريم على شرف تلاميذها، من الذين استطاعوا حفظ قسط من كتاب الله تعالى، وقد اختتم الموسم في هذا الوقت حتى تعطى لتلاميذ فرصا للاستراحة تأهبا للدخول الدراسي مع بداية الموسم، وتحضيرا لدخول جديد للمدرسة القرآنية لمن هم دون سن التمدرس.
التطبيقات الدينية تتضاعف منذ تفشي وباء كوفيد
تضاعفت قيمة التطبيقات الدينية في ظل وباء كورونا والقيود التي فرضت على التجمعات. ففي عام 2021 وصلت قيمة هذه التطبيقات إلى 175 مليون دولار، وفقا لمجلة فوربس،
واستنادا لبي بي سي، فإنه وبالبعد خطوة عن تطبيقات الهواتف الجوالة، نجد أن هناك مجالاً كاملاً لصناعة الأجهزة الإلكترونية الدينية: من السبحة الإلكترونية إلى ساعة مواقيت الصلاة، والمصابيح الدينية والقارئ الإلكتروني.
ومن تلك التطبيقات «قرآن كيوب» هو اسم مشروع جديد بدأ في شمالي بريطانيا، يصل بمنتجاته إلى مسلمين من مختلف أنحاء العالم.
في لقاء مع بي بي سي، قال محسن صغير، وهو بريطاني الجنسية مؤسس مشروع «قرآن كيوب»، إنه «كان يبحث عن وسيلة سهلة» تمكّنه وعائلته من سماع تلاوة القرآن، بدون استخدام الهاتف الجوال أو الحاسوب». بدأ بتحميل بطاقة ذاكرة بالقرآن ووضعه في سماعة صغيرة محمولة، ثم طلب منه بعض أصدقائه «أن يصنع لهم شيئا مماثلا». ومع الوقت، تطوّر جهاز محسن، وأصبح لديه خط إنتاج «للعديد من الأجهزة».ومن ضمن هذه الأجهزة أيضا، «المعلم الإسلامي الإلكتروني للأطفال» و«سرير الأطفال التفاعلي» و«قارئ القرآن» بأشكاله المختلفة. ويرى أنه «لا يجب النظر إلى التكنولوجيا على أنها مناهضة للدين»، وإنما كوسائل تجعل بعض الشعائر الدينية «أسهل، ولا بد من الاستفادة منها إلى أقصى حد». هو يهدف إلى استكمال استغلال التكنولوجيا لتقريب الناس إلى الدين». و«أكثـر فئة مستهدفة من الأجهزة الإسلامية هي الأطفال»، حيث «أصبح الدين جزءا لا يتجزأ من الهوية، ويهتم الآباء والأمهات بتعليم أطفالهم عباداتهم بشكل كبير» على حد تأكيده.
أما بالنسبة للإعاقات الحسية، فتلعب الأجهزة الإلكترونية دوراً كبيراً في تجاوزها، «فهناك القارئ الصوتي لمن لديه صعوبة في الرؤية، وغيرها من الأجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة المختلفة».