جرت عادة الأمم والمجتمعات في شتى أقطار العالم أن تحصص أياما من أيام أعوامها للاحتفاء بذكريات ومواقف وأحداث و"أشخاصا وأحوالا"؛ تأكيدا على مكانتها في منظومتها الاجتماعية المحلية أو الكونية واستلهاما للعبر والعظات ومراجعة للذات فيما مضى وفيما هو آت، ولا يرافق هذه الاحتفالات أي مظهر تعبدي من الشعائر الدينية؛ لأن ذلك ديدن الأعياد الدينية التي تختلف باختلاف الأمم والأديان والمعتقدات ولا يشارك أهل دين أهل دين أخر هذه الاحتفالات لأنها لا تقرها على ذلك إلا ما استثني من تهنئة بعضهم من باب البر والإحسان وتأليف القلوب، لكن ما عدا الأعياد الدينية فما هي إلا أيام ومحطات عادية على غرار يوم الاستقلال ويوم الأم ويوم العلم ويوم الشجرة ويوم السلام ويوم اللغة، ويوم التضامن وبدايات السنوات وأيام الحوادث التاريخية الكبيرة، وغيرها من الأيام التي تقرها الأمم مجتمعة أو أمة دون أخرى.
وقد عرف الفقهاء المناسبات والعادات بأنها: (اسم لما يعود من الاجتماع العام أو الخاص على حدث أو فرصة اجتماعية أو تاريخية تعارف عليها مجموعة من الأفراد، فالاجتماعات والأعياد والمناسبات المرتبطة بعادات الناس أو بحوادث و فرص ووقائع تاريخية واجتماعية لا بعباداتهم؛ سواء أكانت المناسبة عامة أو خاصة؛ الأصل فيها الإباحة، وإن أطلق عليها لفظ العيد فهي تندرج تحت معناها اللغوي لا الشرعي، والأولى أن يطلق عليها ذكرى أو مناسبة لاختصاص لفظ العيد بأمر الشارع، فالأعياد مرتبط بالعبادات والمناسبات مرتبطة بالعادات والأعراف والحوادث والفرص) وفي مثل هكذا مناسبات نظهر بعض العادات والممارسات الحسنة التي تجد لها
أصولا ونصوصا شرعية تحث عليها؛ على غرار المعروف والإحسان والتضامن والتكافل والفرح والتذكير بالحقوق والواجبات واستحضار سير من سبق واستلهام العبر والعظات والتأريخ، واستخلاص سنن الله تعالى في الاجتماع البشري، وغيرها؛ لكن لا تشرع فيها صلاة خاصة أو صيام أو نسك أو غير ذلك من الشعائر التعبدية، لأن سنّ مثل هكذا شعائر فيها يضفي عليها مسحة دينية دون دليل، والأصل في العبادات هو التوقف حتى يأتي دليل، فلا يليق بهذه المناسبات إلا المشاهد الاعتيادية دون التعبدية، والتذكير بأيم الله تعالى مطلوب والفرحة فيها أو السير على سنها وأخذ العبرة منها مطلوب أيضا، ولئن حاول البعض حظر سن أي مناسبة دنيوية اجتماعية لها أصل في التاريخ بدعوى أن للإسلام عيدين فقط؛ فهذا تضييق على العباد في أمر فيه سعة، وخلط بين الأعياد والمناسبات الاعتيادية، فالحظر يكون عند ربط هذه المناسبات بالعيادة لأنها حينئذ تكون بدعة، أما وأنها باقية في إطار العادات والمناسبات التي مرت بالأمم فهي كالمناسبات التي تمر بالأفراد ويستحضرونها بين الفينة والأخرى دون ان يرافقها مظهر تعبدي؛ على غرار ذكرى دخوله المدرسة ونجاحاته وتوظيفه وزواجه، وإن صاحب هذا الاستذكار النية الصالحة ومظاهر البر كان فيها ثواب.
الإسلام لم ينقض عادات الأمم التي لا تصادم العقيدة
وقد كانت للعرب قبل الإسلام أيام ظلوا يذكرونها بعد مجيئه، ويأخذون منها العبر؛ بل ضموا اليها أياما من أيام الإسلام، فقد قال المؤرخون (لقد بلغت مكانة الأيام في أذهان العرب حداً لم أر المسلمون ولا سیما أصحاب النبي (ص) في صدر الإسلام يروون في مجالسهم الشعر وأخبار تلك الحروب فحسب؛ بل إنهم اعتبروا أولـى الوقائـع الحربية للعصر الإسلامـي ــ الغزوات والسرايا وحروب الفتوح والمعارك الداخلية ــ مثل القادسية وصفين واليرموك في عداد أيام العرب ولذلك، فقد ذكر بعض المؤلفين المعاصرين، جميع معارك العرب قبل الإسلام وفي صدر الإسلام تحت عنوان «الأيام»، وقسموها إلى قسمین: «أيام العرب في الجاهلیة» و«أيام العرب في الإسلام) وقد بلغت العشرات بل أوصلها البعض إلى بضع مئات.وعلى الرغم من الطابع الدموي الذي صاحب تلك الأيام وما حدث فيها من فتن داخلية وتقويض للسلم الاجتماعي والأمن إلا أنها ظلت حاضرة تنقل من قبل الرواة والقصاص لأغراض شتى، أحيانا للفخر بين القبائل وأحيانا أخرى للعبرة والعظة. وأحيانا تمارس بعض العبادات في مناسبات معينة ليس احتفاء بها بل انشغالا عما يحدث فيها من منكرات، ولذلك رأى الدكتور خالد حنفي في المجلس الأوروربي للأئمة وهو عميد الكلية الأوروبية للعلوم الإنسانيةأن (من العادات الحسنة التي انتشرت في كثير من مساجد أوروبا جمع الشباب والفتيات ليلة رأس السنة في برنامج عبادي وعظي ترويحي، وقد رأيت كيف ملأ هذا النشاط فراغ الشباب وصرفهم عن شهود مجالس الشرب واللهو المحرم أو مقارفتها، كما عاينت من أحوال بعضهم أنها كثيرا ما كانت بداية التوبة والاستقامة وأن بعضهم ربما كانت المرة الأولى التي يدخل فيها المسجد في حياته. وليس سهلا على الشاب أن يقاوم رغبات نفسه وشهواتها بالسير مع من حوله من زملاء وجيران ومجتمع يترقب قدوم هذه الليلة طوال العام ليسهر ويلهو فيها حتى الصباح. فإن فعل وجاء إلى المسجد فذلك فضل الله عليه وعلامة على حياة قلبه. أما ما ابتلينا به من تشغيب البعض على كل جديد نافع وإنكاره حيث يجب التأييد والفرح، فلا يجب الالتفات له، فهذا الاجتماع لا يدخل أبدا في دائرة البدع المحدثة، لأن أصل العبادة من صلاة ودعاء وتلاوة للقرآن مشروع والتزام وقت لها كليلة رأس السنة لا يخرجها من المشروعية إلى البدعية، لأنه التزام في عبادة مطلقة الباعث عليه صرف الشباب عن المحرمات لا اختراع عبادة مضافة للوقت).
فليس الاحتفال بمناسبة وطنية أو اجتماعية أو تاريخية بدعة، مادامت في سلك العادات دون العبادات، ولم يأت الإسلام ومن خلاله الفاتحون المسلمون لنسف عادات الشعوب والأمم وطمس معالم أيامهم؛ بل حافظوا لهم على عاداتهم التي لا تمس عقيدة التوحيد ولا تفسد العبادة ولا تظهر فيها البدعة، فبقيت لها اللغات وعادات المسكن والأكل والشرب واللباس، وبقيت لها أيامها التي ترويها للأجيال مما صح تاريخيا، ولذلك ما زالت دول العرب والترك والفرس ودول افريقيا وآسيا تحتفل بأيام ومناسبات تاريخية كثيرة وتورثها ابناءها وتتسلهم منها العبر؛ بل إن بعضها تقدم من خالاها عظمة الإسلام الذي حولها من طور إلى أخر وأنقذهم مما كانوا فيه. ع/خ
مقاتل أمريكي يشهر إسلامه ويوضح الأسباب
أكد كيفن لي، المقاتل الأمريكي السابق في اتحاد UFC للفنون القتالية المختلطة، والبالغ 30 عاما، أنه اعتنق الدين الإسلامي في عام 2021 ولم يكشف عن ذلك إلا مؤخرا. واستنادا لوسائط إعلامية فقدعبر المقاتل الذي يتنافس حاليا في نادي «إيجل» التابع للبطل الروسي حبيب نورمحمدوف، عن سعادته بسبب تحوله إلى الدين الإسلامي، وأوضح أسباب ذلك خلال مقابلة نشرت الثلاثاء في قناة شبكة «إي إس بي إن» ESPN الرياضية.
وقال: «لقد قبلت الإسلام، لقد تحولت إلى الإسلام، وقبلت حقا مكاني في الحياة كمسلم، ولأني كنت دائما وحيدا، أدخلني الإسلام نوعا ما في أخوة (مع المسلمين)».وأضاف لي: «أتحدث مع المزيد من المسلمين كل يوم، وأشعر بشكل جيد بسبب تشكيل المزيد من الروابط مع هؤلاء الناسوكتب كيفن على حسابه على «تويتر»: «منذ أن أعلنت إسلامي، تواصل مع الكثير من الناس لتقديم الدعم، أرى كل الرسائل والمكالمات التي أشعر معها بالحب».وتابع:»أنا سعيد لأنني على الطريق الصحيح».
300 فرقـة من حول العالم تُسجل في «تحدي الحج والعمرة»
سجلت 300 فرقة من حول العالم في «تحدي الحج والعمرة» بنسخته الثانية.ضمن فعاليات «إكسبو الحج 2023»، حيث بلغ أعداد المشاركين في مسابقة «تحدي الحج والعمرة»، بنسختها الثانية للعام الجاري 2023، التي تقيمها وزارة الحج والعمرة السعودية، أكثر من 300 فرقة من حول العالم، وتستهدف المسابقة تسهيل قدوم الحجاج والمعتمرين من جميع أنحاء العالم إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، ورفع جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وإثراء تجربتهم الدينية والتاريخية، وفقا لمستهدفات برامج رؤية السعودية 2030.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد أعلنت وزارة الحج والعمرة بعد غلق باب التسجيل في المسابقة، عن بداية المرحلة الأولى منها «عن بعد»، من خلال إقامة عدد من ورش العمل والجلسات الابتكارية المتنوعة، إذ تتيح مسابقة «تحدي الحج والعمرة» الفرصة للمبدعين والمبتكرين تقديم أفكارهم الإبداعية وحلولهم التقنية التي تخدم حجاج بيت الله الحرام من خلال تيسير رحلتهم وتقديم أرقى الخدمات وفق أعلى المعايير، امتدادًا لجهود حكومة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، في خدمة ضيوف بيت الله الحرام.
ويركز التحدي على تيسير رحلة الحج من خلال من 7 مسارات، تشمل توفير المعلومات المتعلقة برحلة الحج، والإعاشة، وخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة، وتدوير النفايات، ونقل الأمتعة بكفاءة عالية، بالإضافة إلى إرشاد التائهين، بهدف إيجاد حلول متقدمة تحت إشراف نخبة من الخبراء والمختصين، لاختيار الفرق المرشحة للفوز بناء على عدة معايير أساسية من أهمها استخدام التقنيات الناشئة، وسهولة حصول المستفيدين على الحل، وتحقيقه لمستهدفات الاستدامة المالية.وتأتي هذه المبادرة ضمن فعاليات مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة «إكسبو الحج»، الذي يناقش الجودة في منظومة الخدمات.
فيما اختتمت الدورة التأهيلية السادسة للمترشحين للمسابقات الدولية
التوقيع على الاتفاقية الخاصة بترتيبات شؤون الحج
تم خلال الأسبوع التوقيع على الاتفاقية الخاصة بترتيبات شؤون الحج لموسم حج 1444هـ /2023م، بين وزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية ووزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، وذلك على هامش فعاليات مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة 1444_2023 الذي انعقد بمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية من 09 إلى 12 يناير 2023، وحسب موقع الوزارة فقد شارك وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بلمهدي على رأس وفد هام يتكون من سفير الجزائر بالمملكة العربية السعودية السيد علي بوغازي، والمدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة السيد أحمد سليماني ومدير التنظيم والشؤون القانونية والتعاون السيد يوسف حفصي. وقد أقيم مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة»خالد الفيصل» .
انطـلاق التصفيات الولائيـة لمسابقـة حفظ القـــرآن
اختتمت منذ أسبوع الدورة التأهيلية السادسة للمترشحين للمسابقات الدولية التي نظمتها وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بـ «برج القرآن الكريم» بمدينة سطيف، بعد خمسة أيام من التدريب المكثف، واستنادا لموقع الوزارة فقد تضمنت دروسا نظرية وتطبيقية في مخارج الحروف وصفاتها، وأحكام الترتيل والوقف والابتداء، وآليات المراجعة وتثبيت الحفظ وطرائق ضبط المتشابه، بالإضافة إلى تدريبات في تقنيات ضبط النفس والاسترخاء وإزالة التوتر، وكذا تدريبات في تقنيات التحكم في طبقات الصوت وتحسين الأداء.و شارك في الدورة 31 طالبا من مختلف ولايات الوطن وأطرها ثلة من أساتذة علم القراءات القرآنية والمحكمين في المسابقات القرآنية الوطنية والدولية . وبالتوازي مع ذلك شرعت مديريات الشؤون الدينية والاوقاف في التحضير لانطلاق التصفيات الولائية للمسابقة النهائية الوطنية التي بادرت إلى تنظيمها قناة النهار بالتعاون والتنسيق مع وزارة الشؤون الدينية والاوقاف، والتي ستبث خلال شهر رمضان الكريم.
المسابقة موجهة للجنسين من الذكور والإناث الذين تنحصر أعمارهم بين 15 سنة و25 سنة، وتشمل فرع حفظ القرآن الكريم وتجويده وفرع ترتيله، وسيدخل الفائزون في التصفيات الولائية المنافسة وطنيا للظفر بالجوائز المرصدة لهذه المسابقة
وقد أوكلت المديريات مهمة تجنيد الحفظة وحثهم على المشاركة لائمة المساجد ومعتمدي الدوائر ومفتشي المقاطعات.