عاشت الجزائر هذه الأيام أسبوعا للقرآن الكريم من خلال تنظيمها لفعاليات الطبعة الـ 18 لجائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وإحياء التراث الإسلامي تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وبمشاركة 51 دولة ممثلة للعالم العربي والإسلامي التي انطلقت الاثنين الماضي بدار الإمام بالمحمدية (الجزائر العاصمة)، وما نظم على هامشها من أنشطة تصب في خدمة القرآن الكريم، بموازاة قرار رئيس الجمهورية طبع وتوزيع المصحف الشريف بطريقة براي للمكفوفين عالميا، ما جعل من الجزائر بحق عاصمة القرآن الكريم.
انطلقت يوم الاثنين بدار الإمام بالمحمدية (الجزائر العاصمة)، فعاليات الطبعة الـ 18 لجائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم وإحياء التراث الإسلامي تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، وبمشاركة 51 دولة ممثلة للعالم العربي والإسلامي.
وليس غريبا أن تكون الجزائر أرض القرآن الكريم وعاصمته لأنها كانت كذلك على مر القرون منذ وطئت أقدام الفاتحين المسلمين أرض الجزائر الطاهرة، فلم يغب القرآن الكريم عن المشهد العلمي والتعبدي والاجتماعي الجزائري؛ حيث ظلت الأسر الجزائرية ومازالت ترسل أبناءها للكتاتيب والمدارس القرآنية، لحفظه في الصغر والاعتزاز بذلك؛ وقد ظهر حفظة كبار ومفسرون للقرآن الكريم وخادمون لعلومه من هذه الأرض ومدنها العلمية على غرار الجزائر وبجاية وتلمسان وقسنطينة وبونة وتيارت وغيرها، وفي هذه المدارس حفظ آلاف الجزائريين القرآن الكريم، ونبغ منهم المئات من الذين تركوا كتبا في التفسير وتصدروا مجالس التدريس حفظا لكتاب الله تعالى وبيانا له وتوريثا لعلمه.
وفي الحقبة الاستعمارية الصليبية التي سعت إلى المس بدين الجزائريين؛ وجد الجزائريون في القرآن الكريم ومدارسه السلاح الفتاك في مجابهة الاستعمار الفرنسي الصليبي؛ والحد من زحفه على مقوماتهم وعقائدهم وأخلاقهم وطمس معالم هويتهم؛ حيث لاذوا به لحفظ هويتهم وشخصيتهم وحضارتهم، حفظا ونسخا وتداولا، وما تزال وتحتفظ الكثير من الأسر الجزائرية اليوم بنسخ من القرآن الكريم منسوخة بخط اليد أو مطبوعة منذ عقود، ما يدل على مركزية القرآن الكريم في نفوسهم ودوره الاجتماعي والتربوي في توجيه سلوكه وضبط علاقتهم، حيث يجدون فيه بهجتهم وسر سعادتهم وملاذهم في الشدائد والمحن وأنيسهم عند الوحشة والغربة، والسراج الذي يضيء طريقهم في ليالي الاستعمار والنبراس الذي يعطيهم الأمل في ليالي الظلم والجفاء، كما كان شيوخ الجماعة الذين يصلحون بين الناس ويقضون في شؤونهم الاسرية والمالية والجنائية يردعون للقرآن الكريم وبل كان شيخ القبيلة بالضرورة من حفظة القرآن الكريم
وقد استعصى الأمر على المستعمر الذي عمل بكل جهده على محاصرة التعليم القرآني وتعليم اللغة العربية، بل إن جل المقاومات الشعبية انطلقت من الزوايا وقادها شيوخ على غرار ومقاومة بوبغلة والزعاطشة سيدي الشيخ والخليفة أحمد بن سالم وبومعزةومقاومة المقراني والشيخ الحداد والشيخ بوعمامة وقبلهم الأمير عبد القادر الجزائري، فتمسك الجزائر بالقرآن واحتفائها به ليس غريبا بل هو من صميم قناعتها ومنهجها الممتد في جدور هذا الشعب كابرا عن كابر؛
وقد اشتغلت وتشغل الكثير من فرق البحث العلمي والكليات الشرعية بالجزائر على إحياء التراث الجزائري والإسهام التاريخي للجزائريين في حفظ القرآن الكريم حفظا وتفسيرا وتأليفا ونسخا .
وحسب وزارة الشؤون الدينية فإن فعاليات المسابقة الخاصة بالجائزة التي دامت ثلاثة أيام (من 6 الى 8 فبراير الجاري)، وكانت عن طريق تقنية التحاضر المرئي عن بعد.تندرج المسابقة هذه السنة، في إطار الاحتفال بالذكرى الستين للاستقلال، وستختتم بتكريم الفائزين الثلاثة الأوائل في حفل رسمي يوم 17 فبراير، ينظم بمناسبة إحياء ليلة الإسراء والمعراج المباركة. وهي الجائزة التي تم استحداثها خلال سنة 2004،وتخص الحفظة ممن تقل أعمارهم عن 25 سنة، والذين لم يسبق لهم الحصول على إحدى الجوائز الثلاثة الأولى في الدورات السابقة. كما لا يسمح بالمشاركة في هذه الفعالية للقراء المعروفين أو القراء المحترفين في التلاوة وقد مثلت الجزائر في هذه المسابقة، القارئة «شيماء أنفال تباني» التي دخلت أجواء المسابقة في يومها الثالث.
ع/خ
ندوة علمية دولية حول «تعليم القرآن.. تجربة حياة»
أقيمت أول أمس الخميس ندوة دولية علمية دولية بدار الإمام أشرف عليها وزير الشؤون الدينية والأوقاف، تحت عنوان :» تعليم القرآن... تجربة حياة» أطرها كل من الشيخ منصور بلحاج رئيس هيئة الإقراء بولاية وهران، والشيخ محمد الحسن بوصو رئيس مركز عثمان بن عفان رضي الله عنه بجمهورية السنغال والدكتور عبد العزيز فاضل مطر فهد العنزي، المشرف العام السابق لمركز القراءات القرآنية بإدارة الدراسات الإسلامية بدولة الكويت، وذلك بحضور أمناء المجالس العلمية، ومجالس إقرأ والتعليم المسجدي، وأعضاء هيئات الإقراء بولايات الوسط (الجزائر، البليدة، تيبازة، بومرداس، البويرة، والمدية) حسب وزارة الشؤون الدينية.
وجاءت هذه الندوة العلمية حسب موقع الوزارة على هامش فعاليات مسابقة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم، للاستفادة من تجربة المحكمين الدوليين في طرائق التعليم القرآني والتحكيم في المسابقات القرآنية.
هيئات الإقراء بالجزائر تضم 700 عضو
كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور يوسف بالمهدي،أمس الأول الخميس، عن عضوية أزيد من 700 حافظ وحافظة لكتاب الله بهيئات الإقراء الموزعة عبر مختلف ولايات الوطن، والتي تعتبر خزانا حقيقيا في مجال التعليم القرآني بالجزائر.
وأكد السيد الوزير حسب موقع الوزارة خلال افتتاح ندوة علمية و يوم تكويني لفائدة معلمي القرآن ومنتسبي هيئات الإقراء و أمناء مجالس إقرأ لولايات الوسط، بدار الإمام بالمحمدية، أن «أزيد من 700 حافظ وحافظة لكتاب الله يشكلون عضوية هيئات الإقراء الـ 50 التي تحصيها الجزائر»، في انتظار تنصيب 8 هيئات بالولايات التي لا تضم هذه الهياكل، التي تُعد -كما قال- «خزانا حقيقيا للتعليم القرآني في بلادنا».
وذكر السيد الوزير خلال الندوة التي جاءت على هامش جائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم ولإحياء التراث الإسلامي في طبعتها الـ 18، أن «العمل جار من أجل وضع قانون خاص ينظم عمل هيئات الإقراء، إضافة إلى تحديد مهامها وهياكلها»,حاليا تتراوح بين 5 و 20 حافظا بمجموع يزيد عن 700 عضو، 30 منهم من حملة شهادة الدكتوراه, و غالبيتهم ممن تمكنوا من القراءات العشر للقرآن الكريم «.
وأشار في ذات الصدد إلى «الهيكلة الجديدة للوزارة والتي استحدثت من خلالها مديرية للتعليم القرآني، وهو ما يظهر -كما قال-مدى الاهتمام بهذا الفرع التعليمي والتكويني لكتابالله، وساهم في وصول عدد هام من طلبة الجزائر إلى الأدوار النهائية وحتى التتويج بالمراتب الأولى في عديد المسابقات الدولية لحفظ القران الكريم».
وأضاف أن تنظيم هذه الندوة العلمية التي جاءت تحت عنوان: «تعليم القرآن...تجربة حياة»، بحضور ضيفي الجزائر من السنغال والكويت عضوي لجنة التحكيم الدولية التي أشرفت على تأطير جائزة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم، يرمي إلى «الاستفادة من خبرة الشيخين الذين سينشطان في الأيام القليلة المقبلة، ندوات تكوينية مماثلة بعدد من ولايات الوسط».
وقال إن «اهتمام الجزائر بالتعليم القرآني لا طالما تجسد من خلال إنشاء الهياكل التي تخصص لهذا الغرض،ووضع برامجومناهج تعليمية خاصة»، مذكرا بالمناسبة أن «التعليم القرآني بالجزائر لم ينقطع أبدا حتى خلال فترة الاحتلال الفرنسي وأثناء الثورة التحريرية».
لأول مرة في تاريخ الجزائر
طبع المصحف الشريف عن طريق تقنية البراي عن رواية ورش
كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف على هامش فعاليات مسابقة الجزائر الدولية لحفظ القرآن الكريم، عن الشروع خلال شهر رمضان المقبل، في توزيع مصحف الجزائر للبراي داخل الوطن وخارجه مجانا، تطبيقا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، خلال ترؤسه أمس الأحد لاجتماع مجلس الوزراء.
وأكد الوزير،حسب موقع الوزارة أن «توزيع مصحف الجزائر للبراي سيكون خلال شهر رمضان المقبل انطلاقا من الدول الافريقية لاسيما دول الساحل،وبأرض المهجر من خلال مسجد باريس الكبير (فرنسا) إضافة إلى توزيعه على المستوى الوطني، وذلك تجسيدا لتعليمات رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون».وأضاف في ذات الخصوص، أنه «ولأول مرة في تاريخ الجزائر المستقلة، تم طبع المصحف الشريف عن طريق تقنية البراي عن رواية ورش عن نافع، بما يتماشى مع الهوية والمرجعية الدينية الوطنية».
وأكد الوزير أن عدد المصاحف التي شرع فعليا في طبعها في انتظار انطلاق عملية التوزيع «سيكون معتبرا».
وتأتي مبادرة الجزائر لتسد فراغا كبيرا في هذا المجال وتيسر للمكفوفين الراغبين في حفظ كتاب الله تعالى برواية ورش عن نافع القيام بذلك، لاسيما بالغرب الإسلامي وافريقيا التي تنشر فيها هذه القراءة كثيرا بسبب عوامل علمية وتاريخية، كما أن من شأن هذا الإجراء تعزيز المرجعية المذهبية الوطنية؛ لأن المكفوفين إن لم يوضع لهم مثل هكذا مصحف برواية ورش سيضطرون للقراءة في مصاحف كشرقية مطبوعة برواية حفص، لاسيما أثناء مراجعاتهم لحفظهم ولو سبق لهم الحفظ برواية ورش في المدارس القرآنية.
وقد أمر رئيس الجمهورية بوضع علم الجزائر فوق المصاحف المطبوعة بطريقة براي، وهي إشارة واضحة لهوية الجزائر الدينية وتمسكها بالإسلام كتابه الكريم وحرصها على خدمته؛ فلال مجال لزحزحتها عن هويتها هذه أو التشكيك في خدمتها للقرآن الكريم ونشرها له عالميا.
أشهر مفسري القرآن الكريم الجزائريين عبر التاريخ
قام بعض الباحثين ومنهم أبو إبراهيم عبد الرحمان أمجد،باستقراء أشهر المفسرين الجزائريين عبر التاريخ وعرض عشرات الأسماء والدويلات التي ظهروا فيها؛ ومنهم:
هود بن محكم الهواري(ت 380ﻫ)، يوسف السدراتي الورجلاني (ت 570 ﻫ)؛ وحسن بن المسيلي (ت 580 ﻫ)؛ وعلي الوهراني (ت 615ﻫ)؛ وأحمد تقي الدين البوني (ت622 ﻫ)؛التلمساني أبو زكريا(ت 652 ﻫ) المقري التلمساني (ت 759 ﻫ)، وأبو العباس أحمد النقاوسي (ت 765 ﻫ)؛ وأبو عبد الله العلويني المعروف بالشريف التلمساني(ت 771 ﻫ)؛ وعبد الرحمن الوغليسي، البجائي(ت 786ﻫ)؛ وسعيد التجيبي التلمساني العقباني (ت 811 ﻫ)؛ وأبو يحيى التلمساني (ت826ﻫ)؛ وأبو العباس البسيلي (ت 830 ﻫ)؛ وأبو عبد الله بن مرزوق التلمساني (ت 842 ﻫ)؛ وأحمد بن زاغو المغراوي التلمساني (ت 845 ﻫ)؛ و أبو الفضل العقباني التلمساني، (ت854 ﻫ)؛ وإبراهيم النبروني الزّواوي القسنطيني (ت 857 ﻫ)؛ وأبو عبد الله أبي القاسم المشذالي (ت 866)؛ و عبد الرحمن بن محمد الثعالبي(ت 875 ﻫ)؛ وأبو عبد الله الأنصاري التلمساني ثم التونسي(ت 894 ﻫ)؛ ومحمد السنوسي التلمساني(ت 895 ﻫ)؛ وأحمد بن زكري (ت 899 ﻫ)؛ ومحمد المغيلي التلمساني(ت 909 ﻫ)؛ وأبو عبد الله الخزرجي التلمساني (ت 911ﻫ)؛ وأبو الحسن المطغري (ت 951 ﻫ) محمد بن الوقاد(ت 1001ﻫ)؛ وعلي الأنصاري السجلماسي أبو الحسن(ت 1057ﻫ)؛ والشاوي الملياني أبو زكرياء(ت 1096 ﻫ)أحمد المقري التلمساني(ت 1041ﻫ)؛ وأحمد التميمي البوني(ت 1139 ﻫ)؛ والحسين ابن العنابي الجزائري(ت 1150 ﻫ)؛ ومحمد بن الحسنى البليدي(ت 1176 ﻫ) ؛ ويوسف بن حمو أبو يعقوب(ت بعد 1223 ﻫ)؛ ومحمد بن أحمد الجليلي الملقب بأبي رأس المعسكري (ت 1238 ﻫ)؛ وعلي الميلي، الجمالي(ت 1248ه).محمد بن عيسى الجزائري ثم التونسي المالكي( ت 1310ﻫ)؛ ومحمد بن أبي القاسم الشهير بالهاملي(ت 1315ﻫ)؛ ومحمد بن يوسف أطفيش(ت 1332 ﻫ)؛ وأحمد بن مصطفى المستغانمي الشهير بالعلوي (ت 1353ه) ؛ وعبد الحميد بن باديس (ت 1359ﻫ)؛ وعمر راسم البجائي(ت 1379ﻫ)؛ وإبراهيم أطفيش (ت 1385ه).