الأربعاء 16 أكتوبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الثاني 1446
Accueil Top Pub

صـــــــــــــــــدى المنابــــــــــــر

عباد الله؛ كل الأمم تتطلع إلى العز والمجد والعلا، وترسم خطاها على الدرب مع الأُولى، فتنازعها المشارب وتأخذ بمجامعها المصالح و المآرب، فتكون عرضةً لذكر المعايب والمثالب، وإن الموفق في ذلك إلى السبيل، من جعل العلم هو القائد والدليل، ولا سبيل إلى عز الأمة ورقيها وازدهارها ونجاحها وتفوقها إلا بالأخذ بما يشحذ الهمم ويقوي العزائم و يربط الأمة بخالقها واتباع دينها و السير على نهج نبيها صلى الله عليه وسلم والتمسك بماضيها ومُسايرة حاضرها وما يمكّن لها بين المعتركات هيبة من قوة يهابها بها الأعداء وحِنكة تسعى بها لتكون المرشدَ المعين في المحافل وموطئ قدم بين الأمم الجحافل.
ولا يتأتى ذلك إلا بالأخذ بالأسباب الموصلة إلى العلياء ومن أعظمها منزلة وأعلاها رتبة العلم،الذي هو أفضل ما اكتسبته النفوس وحصَّلته القلوب وتنورت به العقول وعمرت به الأوقات وصُرِفَت فيه الأعمار، به ينال العبد الرفعة في الدَّارينِ ويجمع بين الحُسْنَيَيْن سعادة الدنيا والآخرة، هو حياة القلوب وضياء العقول ونور البصائر وشفاء الصدور، به توزن الرجال وتعرف صحة الأقوال والأعمال، كاشف للشبهات مزيل للملابسات
 عبادَ الله، فإن رفعة الأمم والأفراد بمقدار ما عندها من العلم النافع، وانحطاطها بقدر ما فيها من الجهل والضياع فعلى الأمة أن تطلب من العلم مايعود عليها بالنفع ويعلو به قدرُها ويتقوى به جانِبها ويكثر به جودُها ويستقر به تقدُّمُها وتأخذ به مكانَتها بين الأمَم ويكون سببًا لرَسمِ الصورة الصحيحة الحقَّة لهذا الدين في رَبطِه بين الدِّين والدنيا وسعيِه بكافَّة شعائره وشرائِعِه وتعاليمه لتحقيق السعادَةِ للمسلم في الحياتَين، والعناية بعلوم الحياةِ على اختلافِ ألوانها، عنايةٌ بعلوم الكتاب والسنّةِ ببيان جملةٍ وافرة من معانِيهِما بالاستعانةِ بما تقدِّمُه تلك العلومُ من فوائدَ وقواعد وما توفِّره من وسائلَ وما تستنِد إليه من كشوف ومخترعات؛ ولذا عدَّ بعضُ أهل العِلم تقصيرَ الأمّة المسلمة في علومِ الحياة المختلفة تقصيرًا شائِنًا بحقِّ دينِها وكتابها وسنّة نبيِّها؛ لذا كان لِزامًا عليها سدُّ هذه الثَغرة ورَدم هذه الفَجوة وتلافي هذا التقصير.
 إعداد: ناصر عابد إمام مدرس، مسجد سعد بن أبي وقاص باتنة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com