الصناعة العسكرية تخطف الأضواء في صالون الإنتاج الوطني
شكلت منتجات مختلف وحدات و مؤسسات الجيش الوطني الشعبي الحدث في معرض الإنتاج الوطني الجزائري 27 بالجزائر العاصمة، في طبعة طغت فيها صناعة السيارات و مختلف أنواع المركبات ،على وجه صالون شهد إقبالا قياسيا خلال اليومين الأولين من افتتاحه، من قبل زوار كبار و صغار تهافتوا على مشاهدتها على المباشر، بدل شاشات التليفزيون، و التقاط صور تذكارية إلى جانبها، معلنين عن انبهارهم بالسيارات و الدبابات على وجه الخصوص.
خطفت الصناعة العسكرية الأضواء في الطبعة 27 لمعرض الإنتاج الوطني التي تأتي هذا العام تحت شعار “إنجاح الصادرات من أجل نمو اقتصادي مستدام”، و تزامنت مع العطلة الشتوية، فجمعت حولها آلاف المواطنين من مختلف الفئات العمرية الذين دفعهم فضولهم و شغفهم، لاكتشافها و التعرف عن قرب على المعروضات التي مثلتها 16 وحدة و مؤسسة إنتاجية تابعة للقوات الجوية و البحرية و مديرية الصناعات العسكرية و المديرية المركزية للعتاد.
المعرض يحقق أحلام الكثيرين
شكلت الصناعات الميكانيكية الخفيفة و الثقيلة، الصناعات الإلكترونية، مواد البناء، صناعة و تجديد العتاد الجوي و البحري التي نزل بها الجيش الوطني الشعبي حدثا بالنسبة للمواطنين و حتى الأطفال، الذين أقبلوا على التقاط صور بجانبها و الاستفسار لدى القائمين على الأجنحة عن دورها و المواد التي صنعت منها، خاصة السيارات و الحافلات حديثة الصنع من علامة مارسيدس، و أيضا العتاد الحربي كالدبابات، حيث عبر البعض، خاصة من عشاق العتاد الحربي، عن فرحهم الشديد بالمناسبة التي مكنتهم من تحقيق حلم ملامسة دبابة عسكرية و الجلوس خلف مقعدها، مثلما قال أحد الشباب، كما ساهم المعرض في ترجمة المستوى الرفيع الذي وصلت إليه الصناعة العسكرية بمختلف فروعها و التي تساهم في تعزيز نسيج اقتصادي وطني.
من جانب آخر، استقطبت الأجنحة التي ضمت مركبات مختلفة لأنواع السيارات التي يتم تركيبها بالجزائر كفولسفاغن و كيا، عددا كبيرا من الزوار، الذين شكل الصالون فرصة سانحة لهم ، للتعرف على المنتجات عن قرب، و أبرز قدرات شركات وطنية في هذا المجال، حسب العتاد الذي ضمته الساحة الكبرى للمعرض التي عجت بشتى أنواعها و علاماتها من شاحنات، حافلات و حتى القوارب.
إقبال قياسي
سجل المعرض توافدا قياسيا للزوار خلال اليومين الأول و الثاني، كما أكد للنصر أحد القائمين على التظاهرة ، و حسبما وقفنا عليه، فقد شكل المواطنون طوابير طويلة استمرت حتى السادسة مساء ، بالرغم من أنه موعد غلق أبواب الأجنحة. لقد أصروا على زيارة كافة الأجنحة التي ضمت أزيد من 430 مؤسسة في مختلف المجالات، بما فيها الصناعة الغذائية، الأجهزة الإلكترونية و الكهرومنزلية، النسيج، الأثاث و الألبسة و غيرها من المواد.
إن تنظيم تظاهرة بهذا الحجم خلال الفترة الممتدة بين 20 و 26 ديسمبر الجاري و التي تتزامن و العطلة الشتوية، سمحت لعدد كبير من المواطنين بزيارة قصر المعارض بالصنوبر البحري الذي يحتضنها، و سجلنا زوارا من مختلف ولايات الوطن، استنادا إلى لوحات ترقيم السيارات التي تم ركنها بحظيرة المعرض و الحظيرة المجاورة، مما يسمح لأكبر عدد من الجزائريين بالتعرف على المنتجات الوطنية .
مواطنون يتهافتون على طاولات التذوق و آخرون محملون بالأغذية كالعادة
عجت الأجنحة التي تم تخصيصها للمنتجات الغذائية بالزوار، كالجناح “أ” ، من أجل اقتناء مختلف المنتجات التي وفرتها المؤسسات المشاركة ، بما فيها العجائن، أنواع الجبن و الألبان، زيت الزيتون، الحلويات التي خرج المواطنون محملين بأثقال منها، نظرا لأسعارها المنخفضة، مقارنة بالمحلات و الأسواق، كما قدمت بعض المؤسسات عروضا مغرية و منتجات جديدة. كما استقطبت أجنحة المفروشات و الأثاث عددا مهما من الزوار، خاصة من الجنس اللطيف ، تتقدمه المقبلات على الزواج. و اللافت أن طاولات التذوق بأجنحة المواد الغذائية لا تزال تصنع الاستثناء في كل معرض، حيث يقبل عدد كبير من المواطنين عليها، إلى درجة تجعلهم يتدافعون في طوابير طويلة و عريضة من أجل تذوق منتجات لا يقتنيها أغلبهم في نهاية المطاف.
و يبقى معرض الإنتاج الوطني فرصة للتعريف بقدرات المؤسسات الوطنية و ما توصلت إليه من منتجات جديدة، مع توفير خدمات و إن كانت بسيطة للمواطن، و ذلك ببيع السلع من المنتج إلى المستهلك بشكل مباشر دون وسطاء و تكاليف إضافية، و يحاول الكثيرون استغلال الفرصة لاقتناء تجهيزات أو أي أغراض أخرى بأسعار أقل من السائدة، و يساهم في كل طبعة في اكتساب المواطن الجزائري ثقة أكبر في الإنتاج الوطني.
إ.زياري