الاحتفاظ بذهنية العزوبية بعد الزواج يؤدي إلى الطلاق
يرى الدكتور كمال العرفي الأستاذ المحاضر في الفقه و أصوله بجامعة الأمير عبد القادر الإسلامية بقسنطينة، أن عدم استعداد الزوجين للحياة الزوجية، و بقاء أغلبهم بذهنية العزوبية و عدم الدخول في جو الحياة المشتركة، تؤدي إلى الخلافات و التصادم بين الزوجين و تمهد الطريق إلى الطلاق، ما يفسر تزايد نسب الطلاق بمجتمعنا، و شرح أول أمس في محاضرة نظمها مجلس سبل الخيرات بالمكتبة البلدية ببئر العاتر ، ولاية تبسة ، مختلف العوامل الكامنة وراء الظاهرة.
المحاضر اعتبر السرعة في اختيار الطرف الأخير وعدم تحري الرجل عن الفتاة ولا ولي الفتاة عن الرجل من بين مسببات الطلاق، فقد ينتج عن العجلة في الموافقة، اكتشاف الرجل بعد الزواج خللا أخلاقيا عند الزوجة، أو تكتشفَ هي ارتكابه الفواحش أو تعاطي المسكرات والمخدرات، ثم يكون مصير الأسرة التفكك السريع، و ذكر أيضا مخالفة الشرع في مسألة النظرة الشرعية، فبعض الآباء يرفضونها ، فيصدم الزوج أو الزوجة بعد الزفاف بأن شريكه لا يناسبه، فيحدث النفور و يتفاقم حتى يقع الطلاق.
المحاضر تطرق أيضا إلى عامل إهمال ذكر و قراءة القرآن والتزام الصلاة، و الإسراف في الغضب، و كذا التدخل السلبي للأهل في الحياة الزوجية، ثم عرج على أهم الآثار التي تنجر عن الطلاق، وفي مقدمتها هدم الأسرة و تركها دون معيل، وتشتيت الأولاد نفسيا وواقعيا، مما يؤدي في الغالب إلى الانحراف وتفاقم الآفات الاجتماعية.
و أشار من جهة أخرى إلى أن بعض الأسر لا تزال ترغم الفتاة على الزواج من شخص ما ، فتقدم العادة على الشرع، و تكون العاقبة وخيمة و يقع الندم بعد فوات الأوان، فضلا عن ظلم بعض الرجال، كاستيلائهم على مال زوجاتهم بغير حق، كما أن بعض الزوجات يقصرن في شؤون بيوتهن و أزواجهن بسبب الوظيفة و غيرها من الأسباب التي يمكن التغلب عليها و تجنب أبغض الحلال بالتعقل و الحكمة و العودة إلى كتاب الله.
و تطرق بعد ذلك المحاضر إلى لعلاج، و في مقدمته ترقية نضج الزوجين بالتوعية والتكوين، وتعاملهما بالصبر والحكمة والتدخل الإيجابي من الأقارب والمعارف، وتعديل القوانين بما يخدم هذه الغاية، وحث على التغاضي و الصفح، و الحلم والصبر، وعدم التمادي مع الغضب أو اتخاذ القرارات في فورة الغضب.
ع.نصيب