70 بالمئة من سرقات المنازل تتم باستغلال الأطفال عبر مواقع التواصل
• تعرض إطارات ومثقفين للنصب عبر فيسبوك
كشف أمس الملازم الأول بفرقة مكافحة الجرائم المعلوماتية بمديرية الأمن الولائي بقسنطينة هشام بوحناش، بأن 70 بالمئة من عمليات سرقة المنازل التي تم تسجيلها السنة الماضية، تمت باستغلال الأطفال من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يحصل المجرم مسبقا على معلومات حول الهندسة الداخلية للمنزل، و كل التفاصيل التي تساعده في عملية السطو، دون اكتشاف أمره، مضيفا في سياق ذي صلة بتعرض إطارات و مثقفين للنصب و الاحتيال من خلال فايسبوك، فيما حذر مختصون في المعلوماتية من الاستعمالات السيئة للإنترنت و الجزء الخفي من هذه الشبكة المحفوف بالمخاطر.
في يوم دراسي احتضنته دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة حول الاستخدام السيئ للإنترنت نظمته مديرية الشؤون الدينية، تحدث الملازم الأول بفرقة مكافحة الجرائم المعلوماتية هشام بوحناش، عن استخدامات الهواتف الذكية من قبل الأطفال، مؤكدا بأن 40 بالمئة من هذه الشريحة يمتلكون هواتف ذكية موصولة بالإنترنت، و هو ما أثر على سلوكاتهم بسبب الاستعمال المفرط الذي قد يصل إلى 7 ساعات يوميا، ما يعرض الطفل للاستغلال و الاستدراج فيقع ضحية أو يتحول لفاعل في السلوك الإجرامي.
40 بالمئة من الأطفال يمتلكون هواتف ذكية مزودة بالإنترنت
محدثنا قال بأن هناك أشخاصا يفتحون حسابات وهمية على مواقع التواصل تستهدف خصيصا الأطفال، ليتم إغراؤها و الزج بهم في مستنقع الفساد الأخلاقي، و هو ما يؤثر بشكل كبير على الطفل و يدخله في متاهات ، خاصة الصغار الذين تقل أعمارهم عن 10 سنوات، إذ يصبحون انطوائيين، و قد يصابون بالاكتئاب الذي يؤدي في كثير من الحالات إلى الانتحار ، مشيرا في ذات السياق بأن مواقع التواصل ليست وحدها التي تشكل خطرا على الطفل، بل حتى الألعاب الالكترونية ، حيث توجد ألعاب أخطر من لعبة الحوت الأزرق التي اعتبرها عاملا مفجرا لتراكمات الألعاب الأخرى، كتلك التي تتسم بالعنف و تستعمل فيها مختلف أنواع الأسلحة، فيسعى الطفل لتقمص شخصية الرجل القوي من خلاله تصرفه بعدوانية .
و بخصوص القضايا الأكثر معالجة في إطار الجرائم المعلوماتية، أكد المتحدث بأن الفرقة سجلت خلال السنة المنصرمة ، 70 بالمئة من عمليات السرقة التي استغل فيها المتهمون الأطفال لتنفيذ عملية السطو بنجاح، و ذلك بتشكيل صداقة مع الطفل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، و تبادل أطراف الحديث بغية جمع أكبر قدر من المعلومات بخصوص الهندسة الداخلية لبيوتهم و توقيت تواجد الأولياء بالبيت و كل ما يساعد المجرم على تنفيذ مهامه، و غالبا ما يتم استغلال فترة العطل الصيفية، حيث تكون العائلة غائبة عن البيت، و يترصد المجرم تحركاتهم من خلال تواصله مع الطفل، ليختار اللحظة المناسبة لتنفيذ فعلته، كما تحصي الفرقة عديد القضايا المتعلقة بالاستدراج و الاستغلال الجنسي للأطفال، و كذا قضايا النصب و الاحتيال التي وقع ضحيتها إطارات و مثقفين ، على حد قوله .
مواقع التواصل فتحت المجال لفوضى الإفتاء
من جهته تحدث الباحث في علوم الحاسوب بكلية التكنولوجيات الحديثة للمعلومات و الاتصال بجامعة عبد الحميد مهري ، أمير جنة في مداخلة بعنوان «الوجه الخفي للإنترنت ..مخاطر عواقب و أفضل الممارسات»، عن الجزء المخفي من الشبكة العنكبوتية ،قائلا بأن أكبر نسبة من الإنترنت تعرف ب»دارك نت» أو الإنترنت المظلم ، و « الديب ويب» أو الويب العميق « ، و يستغلها أشخاص في النصب و الاحتيال و ترويج المخدرات و بيع الأسلحة و اختطاف الأطفال و تزوير الوثائق الرسمية، إذ يصعب تحديد هوياتهم .
فيما تطرق الدكتور عبد القادر جدي ، أستاذ بجامعة الأمير عبر القادر، إلى المادة الدينية المنشورة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، فقال بأن هذه الأخيرة فتحت مجالا واسعا لتفشي فوضى الإفتاء، مع ظهور مواقع تروج للشعوذة باسم الدين .
في المقابل قدم قائد فصيلة الأبحاث في المجموعة الولائية للدرك الوطني سليمان صاولي، مجموعة من التوجيهات للاستعمال الآمن لمواقع التواصل الإجتماعي، في مقدمتها تجنب الإفصاح عن البيانات الشخصية الحساسة، كتاريخ و مكان الميلاد و العنوان الشخصي و المسار الدراسي والمهني ، و الابتعاد قدر المستطاع عن نشر معلومات حساسة تتعلق بأمن المؤسسات أو الدولة أو ذات الطابع التشهيري أو السياسي أو الديني، مع الامتناع عن نشر المحتويات التي يتم إرسالها ، دون مراقبتها جيدا.
أسماء بوقرن