السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

لكسر الروتين و الاستمتاع بنسائم البحر


الشواطئ تجمع شبابا و عائلات على طاولة الإفطار بجيجل
تستقطب شواطئ ولاية جيجل ، خلال الأيام الأخيرة  من رمضان أعدادا كبيرة من الشباب ، ليس من أجل السباحة، لكن من أجل الظفر بمكان لإعداد طاولة الإفطار، بجوار مياه البحر، التي تنعش النفس و تفتح الشهية، و يقضون حينها اوقاتهم في قراءة ما تيسر من القرآن الكريم، و تأمل المناظر الطبيعية الساحرة التي تعكس عظمة الخالق.
توجهنا إلى شاطئ المنار الكبير، في جو بدا ربيعيا، و استمتعنا بمشاهدة الشمس تودع عاصمة الكورنيش، صانعة لوحة فنية خلابة ، فمنظر الغروب يدفع بالكثير من الشباب من عشاق الجمال إلى قطع مسافات طويلة لمشاهدته، و تناول وجبة الإفطار رفقة الأصدقاء، كما تقصده بعض العائلات.
لدى وصولنا ، شاهدنا شبابا، بصدد إنزال كراس و طاولة من سيارتهم ، ثم توجهوا إلى الرمال ، و أخبرنا أحدهم بأنهم أعدوا العدة لتناول وجبة الإفطار هناك، مشيرا إلى أنهم تعودوا كل يوم جمعة و سبت منذ بداية شهر رمضان، على القدوم إلى نفس المكان، لتناول وجبة الافطار و السهر إلى ساعات متأخرة من الليل.
وأضاف بأنهم جلبوا الطعام جاهزا من المنزل، و سيكتفون بتحضير و تزيين الطاولة فقط، و قال لنا ياسر” اتفقنا أنا و أصدقائي على إحضار وجبة الفطور جاهزة من بيوتنا، لأن كل منا يفضل تناول طبقا معينا، فأنا مثلا، لا أتناول شربة  الفريك و عديد المأكولات، امتثالا لتعليمات الطبيب، لأنني أعاني من مشاكل القولون منذ سنوات، فتقوم والدتي بإعداد وجبة خاصة و صحية”.
و أضاف “بقية الأصدقاء، يفضلون أكلات أخرى ، ما جعلنا نتفق على تحضير المأكولات بالمنزل”، و أجمع باقي أصدقائه بأن روعة الإفطار، بجانب الأصدقاء، أهم من تحضير الطعام  بالشاطئ، مشيرين إلى أن كل واحد من المجموعة ، يحضر كمية مضاعفة من الطبق الرئيسي، حتى يتسنى للبقية تناوله، فيما يتكفل أحدهم، بإعداد المطلوع أو الكسرة.
واصلنا السير مع هؤلاء الشباب ، فاختاروا زاوية في الفضاء الرملي من أجل وضع طاولة، و شرع رفيق في تثبيتها على الرمل، و تولى لمين مهمة وضع الكراسي، أما عباس فقام بسحب أكياس ورقية، و ملأها بالرمل، و وضعها حول الطاولة، بعدما وضع داخل الأكياس الشمع، أما ياسر فوضع المأكولات على  الطاولة.
توجهنا بعد ذلك إلى مجموعة أخرى من الشباب، كانوا بصدد إعداد وجبة الإفطار، كل واحد منهمك في العمل المطلوب منه، من تحضير السلطة، شواء السردين، تسخين الشربة، و عندما اقتربنا منهم رحبوا بنا ، و طلبوا منا الجلوس معهم لتناول الإفطار.
ركز محمد في حديثه إلينا على أهمية مثل هاته الجلسات  رفقة الأصدقاء، لتوطيد العلاقات بينهم، مشيرا إلى أنهم وجهوا دعوات لبعض الأصدقاء في الإقامات الجامعية، لتناول الإفطار على ضوء الشموع، و الرمال تلامس أقدامهم و البحر أمامهم، بعيدا عن ضوضاء المدينة، و جلب كل منهم المستلزمات المطلوبة، فيما تكفل أحمد بطهي الشربة بمنزله العائلي، كونه من أبناء المدينة،  و تكفل خالد بتحضير البوراك، أما بقية الأطباق فقاموا بإعدادها بالشاطئ على غرار السلطة، البطاطا المقلية، و السردين المشوي، و أشار الشباب، إلى أن لوجبة الفطور نكهة خاصة على شاطئ البحر.
إفطار عائلي على الشاطئ
واصلنا السير على الشاطئ، فوجدنا عائلة تزاحم الشباب، و اختارت مكانا هادئا بالقرب من الصخور، وأخبرنا رب العائلة، بأنه فضل رفقة زوجته و أولاده، القدوم لتناول الفطور بالشاطئ في الهواء الطلق، حيث شرعت زوجته في تحضير وجبة الإفطار باكرا، و ساعدتها بناتها في ذلك، و ووجهت دعوة لحماتها، مشيرا بأنه بالرغم من أن نكهة تناول وجبة الفطور بالمنزل لا يمكن تعويضها، إلا أن لسويعات الإفطار تحت ضوء القمر، ميزة لا يمكن وصفها، و قال المتحدث “ هذه هدية أحاول تقديمها لزوجتي و بناتي في عطلة نهاية الأسبوع، لأحاول إكرامهن، بالترويح عنهن، فعند قدومنا إلى الشاطئ، أستغل الفرصة للمشي  رفقة زوجتي على طول الشاطئ الرملي، و مناقشة بعض المشاكل العائلية، أما بناتي فأتركهن، رفقة جدتهن”.
و اكتفت الزوجة بالقول” إنها فرصة رائعة، فللإفطار بشاطئ البحر نكهة خاصة، لا يمكن وصفها، أنصح العائلات بتجريبها، مرة كل أسبوع،  فالحضور لمشاهدة غروب الشمس، يدفعك للتأمل في عظمة الخالق”.
بعد الإفطار،  انبعثت آيات قرآنية مسجلة  كسرت صمت المكان، و رافقها هدير الأمواج، كما لو أنها تسبح للخالق، و أوضح متحدثون بعد نهاية الصلاة، بأنهم يفضلون الصلاة جماعة، لما تحمله من روح التآخي و التآزر، و كذا أجر الصلاة جماعة، بعد لحظات بدأ الظلام يتسلل إلى الشاطئ، فقام عباس، بإشعال الشموع التي قام بإعدادها، و نفس الطريقة استعملت عبر كافة الطاولات بالشاطئ.
و بعد تناول الوجبة ، انطلقت عملية تنظيف طاولاتهم، ووضع بقايا الطعام في الأكياس، و واصل الشباب السهر و ممارسة لعبتهم المفضلة، على غرار الدومينو، و مسابقات متنوعة، إلى غاية ساعات متأخرة من الليل، فيما توجه بعضهم إلى الجهة الصخرية لصيد السمك بالصنارة، و تتكرر نفس المشاهد في بقية الشواطئ، على غرار الخليج الصغير و  الصخر الأسود.     
كـ. طويل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com