حلّت بولاية الطارف، مؤخرا لجنة تحقيق موفدة من وزارة الفلاحة و الصيد البحري و التنمية الريفية، للوقوف على وضعية حديقة الحيوانات و التسلية ببرابطية في القالة، بعد تلقي تقارير و شكاوى بخصوص تدهور المرفق و هلاك حيوانات منها أصناف نادرة إقليميا و دوليا، بسبب طريقة التسيير و ضعف التأطير و الدعم المالي الموجه للحديقة.
و ذكرت مصادرنا، أن اللجنة الوزارية وقفت على وضعية كارثية آل إليها المرفق الذي كان يستقطب آلاف الزوار من الولايات الشرقية و الذي أصبح اليوم مهجورا، بسبب مشهد الحيوانات الهزيلة والتي تبدو في حالة موت بطيء سببه الجوع، في مناظر مشينة تقشعر لها الأبدان.
و قالت مصادرنا، بأن اللجنة الوزارية رفعت تقريرا سلبيا عن الحالة التي وصلت إليها الحديقة، بالنظر للوضعية غير اللائقة التي أصبحت عليها و هلاك حيوانات بها، لاسيما الأصناف النادرة من الثدييات و الطيور و الزواحف و غيرها، رغم كون المرفق المتنفس الوحيد لساكنة الجهة.
و قالت مصادرنا إن اللجنة الوزارية وجدت الحديقة خاوية على عروشها، عدا بعض الحراس الذين يخاطرون بتقديم الطعام للحيوانات، أمام افتقار الحديقة لبياطرة مختصين ، كما وقفت اللجنة ، على مشاهد أخرى صادمة، منها الحيوانات المنهكة و المريضة ، نتيجة لعدم توزيع الغذاء عليها منذ فترات طويلة، كالأسود بأصنافها و الضباع و القردة و الذئاب و غيرها.
و صرح بعض عمال الحديقة، بأن الحيوانات تتغذى على ما تجود بيه صدقات الزوار ، ما بات يهدد بهلاك كامل الحيوانات و تسريح العمال و غلق المرفق، في حال عدم استدراك السلطات للوضعية قبل فوات الأوان.
و ذكرت مصادرنا، بالتحقيقات الأمنية التي فتحت، مؤخرا، تحقيقا في تسيير حديقة برابطية ، في حين طالب أعضاء المجلس الشعبي الولائي في دورتهم الأخيرة، بفتح تحقيق معمق في تسييرها، مع المطالبة بمحاسبة المقصرين، إلى جانب دعوتهم لوقف «الجريمة» التي ترتكب في حق الحيوانات المتواجدة بها. و حسب عضو في مجلس إدارة المؤسسة الولائية لتسيير الحديقة، فإن الوضعية الكارثية للحديقة، هي مشكلة تسيير بحتة ، رغم المداخيل المعتبرة التي تجنيها الحديقة، مشيرا إلى أن مجلس الإدارة و منذ إنشاء المرفق سنة 2014، لم يجتمع سوى مرة واحدة، كاشفا عن عدم المصادقة على الحصيلة المالية للحديقة بشقيها المالي و الأدبي منذ هذه الفترة. نوري.ح