أبناء منطقة معزولة يجمعون مليار سنتيم في أسبوع لإجراء عملية لمريضة بالسرطان
تمكن أبناء منطقة شوف الاثنين بأولاد يحيى خدروش بجيجل، من جمع مليار سنتيم في أقل من أسبوع للمريضة راضية، ابنة المنطقة، المصابة بسرطان العظام، و التي لم تجد العلاج المناسب ببلادنا، فنصحها الأطباء بإجراء عملية جراحية استعجالية بالخارج.
العملية التضامنية الميدانية انطلقت بعد أن عجزت الجمعيات و الصفحات الفايسبوكية عن توفير تكلفة العملية، و لم يكن يتوقع المشاركون فيها، بأنهم سيحققون في وقت قصير هدفهم المتمثل في جمع مليار سنتيم، و هو تكلفة العملية الجراحية التي تحتاج لها السيدة راضية، حيث شرع المعنيون في تنظيم أنفسهم، بعدما منح لهم الضوء الأخضر لإطلاق حملة تضامنية و تحسيسية، داخل إقليم دائرة الميلية.
المهمة بدت في الوهلة الأولى صعبة و مستحيلة، لكنهم رفعوا التحدي و فتحوا مداومة بشوف الاثنين، وقد تجند في بداية العملية، عدد معتبر من الشباب، و ما يزيد عن 25 سيارة، لتوزيع المتطوعين عبر مناطق عديدة، في الطرقات، التجمعات السكانية، بجوار المساجد و المدارس، و كانوا يحملون لافتات و أكياسا.
قال أحد أقارب المريضة و هي أم لطفل:” كانت العملية التضامنية صعبة، لكن بالإرادة و التوفيق من الله، جعلنا نحقق المبتغى، لقد شارك الجميع فيها، أصحاب المحلات و محطات الوقود ، و كانوا يرفضون أخدذ ثمن الأكل أو البنزين، هبة تضامنية لا يمكن وصفها، فكل لحظة مرت علينا، عنوان لقصة و روح التكافل بين المواطنين”.
و ذكر المتحدث، بأن أطفالا صغارا شاركوا في العملية التضامنية، و منهم من استطاع جمع مبالغ مالية ، و كان المبلغ الذي تم جمعه خلال نصف اليوم الأول من انطلاق الحملة، محفزا كبيرا لهم، حيث تم جمع 230 مليون سنتيم، ثم تمكنوا بفضل صدقهم و تضامنهم من جمع المبلغ المالي المطلوب في أقل من أسبوع، و أشار المتحدث، “ المبلغ المالي الذي جمعناه، قدمه مواطنون بسطاء، من مصروف الجيب، و أكبر مبلغ دعمنا به أحد رجال الأعمال يقدر بـ 24 مليون سنتيم، أما باقي المبلغ فقد كان من قبل المارة في مختلف الشوارع و الطرقات”.
و ذكر أن معاناة السيدة راضية من المرض بدأت منذ مدة، و اكتشف الأطباء إصابتها بسرطان العظام و هو من أصعب الأمراض، و بما أنها مخبرية، قام بمعية أفراد عائلته بطلب المساعدة من مسؤولي قطاع الصحة على المستوى المحلي و المركزي، من أجل التكفل بها، و كذا طلب المساعدة من السلطات المحلية، الولائية، الوزارة، البرلمانين، لكن دون جدوى، ما جعلهم يرسلون ملفها الطبي إلى تركيا، فرد الأطباء أنهم بإمكانهم إجراء عملية جراحية لإنقاذ حياتها، مقابل مليار سنتيم، فطلب أفراد عائلتها مجددا المساعدة المالية لكن دون جدوى، فقرروا اللجوء إلى المواطنين في الشارع لطلب المساعدة، فتضامنوا معهم و جمعوا المبلغ المطلوب، و من المنتظر أن تنتقل المريضة هذا الأسبوع ، لإجراء العملية في تركيا.
كـ. طويل