ترافق اختبارات شهادة البكالوريا دورة جوان 2024، هبات تضامنية وعمليات تطوعية واسعة من قبل جمعيات و أفراد تجندوا لخدمة الطلبة الممتحنين، سعيا لتوفير ظروف ملائمة من شأنها أن توفر لهم الدعم في هذا الاختبار المصيري.
إ.زياري
مبادرات تشهدها عديد الولايات الجزائرية إن لم نقل كلها، إذ نشرت جمعيات خيرية إعلانات تبرز خدماتها المقدمة لفائدة الطلبة المقبلين على اجتياز اختبار البكالوريا، خاصة فيما يتعلق بمجال الإيواء بالنسبة للطلبة الذين يمتحنون على مستوى مراكز بعيدة عن مقرات إقامتهم.
وتعد جمعية «سواعد الإيخاء» لولاية غرداية عينة من هذه المبادرات التي أضحت تقليدا سنويا في المجتمع الجزائري، بحيث تجندت كليا ضمن عملية أسمتها «مبادرة إطعام وإيواء واستقبال طلبة البكالوريا الأحرار»، أين استقبلت الطلبة بمركز الامتحان متقن بلغيث أحمد بالمركب الرياضي شعاب لعريق، وقدمت للممتحنين وجبة غذاء متكاملة مع توفير المياه الباردة وأماكن مكيفة للاستراحة، ضمن فريق عمل كبير مكون من نساء ورجال الجمعية الذين تجندوا لخدمة الطلبة طيلة أيام الامتحان.
مبادرات أخرى خصصت لفائدة الطالبات الممتحنات في مراكز بعيدة عن بيوتهن، أين أعلن عن توفير مركز لإيوائهن يتضمن الإطعام، الاستراحة وحتى المبيت على غرار العملية التي خصت بها الطالبات الممتحنات بمركز ثانوية أولاد سيدي إبراهيم ببوسعادة ولاية المسيلة، فيما أعلن المنظمون عن فتح باب تقديم المساعدات من طرف المحسنين لتوفير الوجبات والمياه، على غرار عديد المبادرات التي يشكل التكافل والتطوع الممول الرئيسي لها.
كما شاركت هيئات إدارة المساجد في المبادرة، حيث قامت لجنة مسجد عبد الحميد بن باديس، بير الترش بمدينة أم البواقي، بتوفير وجبة غذاء متكاملة إلى جانب القهوة لفائدة الطلبة، وتخصيص أماكن للاستراحة بين الفترتين الصباحية والمسائية، للتخفيف من عناء التنقل إلى بيوتهم البعيدة عن مراكز الامتحان وسعيا لتوفير أجواء نفسية مريحة تساعدهم في التركيز والمراجعة خاصة بالنسبة للطلبة القادمين من بلديات بعيدة والذين يضطرون للبقاء خارجا بسبب بعد المسافة بين المركز والبيت.
ولم تتوقف الهبات التضامنية من قبل الجزائريين، بحيث خصصت بعض المراكز التجارية والمحلات ثلاجات كتبت عليها «الماء مجانا لطلبة البكالوريا» مثلما فعل الفضاء التجاري الصخرة السوداء بولاية بومرداس، إلى جانب مبادرات أخرى لبعض أصحاب محلات الإطعام السريع الذين أعلنوا تقديم ساندويتشات مجانية لطلبة البكالوريا، في مبادرات لقيت استحسان التلاميذ والأولياء على حد سواء، مرسخة لمبادئ الأخوة والتكافل الذي يشكل سمة أساسية بين الجزائريين خاصة في هكذا مناسبات.
مظاهر التضامن امتدت أيضا، لخدمة النقل التي غالبا ما تشكل عائقا أمام الممتحنين الذين يسكنون في مناطق بعيدة عن مراكز الامتحان، أين خصصت عديد الجمعيات حافلات للطلبة بمبالغ رمزية، تضمن نقلهم يوميا بتوقيت محدد مثلما فعلت الجمعية الاجتماعية «بذور العطاء للخير» بالجلفة، والتي خصصت حافلات للطلبة الأحرار، أين قامت بضبط قوائم للمعنيين قبل انطلاق الامتحان لضمان نقلهم طيلة فترة الاختبارات، إلى جانب مبادرات فردية أخرى لسائقي سيارات أجرة وحتى خواص سخروا مركباتهم وعلقوا أرقام هواتفهم، وكتبوا عبارة «نقل مجاني لطلبة البكالوريا» مثلما فعل بعض السائقين بجامعة بولاية الوادي.
يذكر أن أزيد من 862 ألف مترشح يجتازون هذه السنة، امتحانات شهادة البكالوريا في الجزائر، في مختلف الشعب، بينهم 971 مترشحا من ذوي الاحتياجات الخاصة.