تشهد تجارة واقيات الشمس محلية الصنع انتعاشا كبيرا مع بداية موسم الصيف، حيث تزايد عدد العلامات المحلية بعد توجه المستثمرين إلى هذا المجال حسبما أكده تجار وصيادلة، قالوا بأن أنواعا جديدة دخلت السوق وتمكنت من منافسة ما هو مستورد واسترجاع ثقة الزبون وتحقيق المعادلة من ناحية السعر والجودة.
لينة دلول
تراجع كبير في العرض سجل هذا الموسم فيما يخص واقيات الشمس، المستوردة التي ذاع صيتها في سنوات سابقة على غرار « فيشي، سيرافي، لاروش بوساي»، وذلك بحسب تجار تواصلنا معهم خلال جولة ميدانية عبر عدد من الصيدليات والمحلات، بقسنطينة، إذ استبدلت بمنتجات محلية، عقب حملة المقاطعة التي مست العلامات الداعمة للكيان الصهيوني، ما جعل سيدات يخترن منتجات المخابر الوطنية.
وأكد الصيدلاني محمد، بأن واقيات الشمس المحلية، نجحت في كسب ثقة الزبونات، فالترويج لها لم يعد يقتصر على الومضات الإشهارية التقليدية، بل بات يشمل بل مواقع التواصل الاجتماعي وأصبحت مؤثرات تتحدثن عن فعاليتها بإطناب ما سعد على زيادة الاستقطاب.
وأكد المتحدث، أن الأنواع المعروضة تعرف اهتماما مقارنة بالمستوردة بل هناك بحسبه من يفضلها تفضيلا بعدما أعطت نتائج فعالة عند تجربتها لأول مرة.
وأضاف الصيدلي رستم، من المدينة الجديدة علي منجلي، بأن نسبة من زبائنه تحولت نحو تفضيل واقي الشمس المحلي، لأنه مناسب من حيث السعر والنوعية، مشيرا إلى أن هناك منافسة واضحة بين المستثمرين في هذا المجال، يعكسها تنوع العلامات، إلى جانب الاهتمام الكبير بالشق الجمالي للتغليف الذي يلعب دورا كبيرا في إغراء الزبون.
المقاطعة رجحت الكفة للمنتج المحلي
أما ريمة صيدلانية من وسط المدينة، فأرجعت إقبال السيدات على منتجات التجميل المحلية وعلى رأسها واقيات الشمس، إلى حملة المقاطعة التي مست جميع المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني، لذا ذاع صيت بعض الأنواع المحلية، رغم توفرها في السوق لسنوات طويلة ولكن لم تكن تحظ بنفس الإقبال الذي تسجله منتجات مستوردة، قائلة بأن واقي شمس معين نفد في غضون يومين بعد وضعه على رفوف الصيدلية بفضل الترويج على مواقع التواصل.
وأضافت المتحدثة، أن العلامات المحلية الموجودة في السوق يفوق عددها حاليا الخمس، بعضها يعتمد على الخبرة الفرنسية والتركية باعتبارهما رائدتان في المجال، و تستخدم في تصنيعها عموما مادة أولية مستوردة من بلدان أجنبية.
وأخبرتنا فتيات قابلناهن بمحلات المكياج وعند الصيادلة، بأنهن أعجبن كثيرا بواقيات الشمس المحلية، مؤكدات أن حملة المقاطعة التي شاركن فيها من أجل مساندة الشعب الفلسطيني، فتحت أعينهن على أنواع جديدة من المنتجات الموجودة في السوق وذات الفعالية.
وقالت لمياء، بأنها لم تكن تعلم بأن المنتجات المحلية صارت بهذه الفعالية، لاعتقادها أنه كلما كان السعر مرتفعا كان المنتج أجود، مشيرة إلى أن صديقتها تضع كريمات حماية محلية الصنع بسعر لا يفوق 350 دينار، في حين تضع هي واقي شمس يفوق ثمنه 3000 دينار، ورغم ذلك لا يوجد فرق بين بشرتهما.
و حسب سيدة، فقد تخلت نهائيا عن منتجات التجميل المستوردة ، بعدما كانت في السابق حريصة على اقتناء جميع الأنواع بما في ذلك واقيات الشمس واستعمالها بشكل يومي، وذلك لسببين الأول هو مقاطعة المنتجات الداعمة للكيان الصهيوني ومن جهة أخرى جودة المنتجات المحلية وسعرها المنخفض.
أسعارها تبدأ من 350 دينار
وبحسب ما وقفنا عليه، فإن أكثر أنواع واقيات الشمس رواجا وعرضا على رفوف المحلات والصيدليات، «كاليدارم»، فينيس»، « بوبارفت»، والتي بات توفيرها مضاعفا عكس السنوات السابقة حيث كان حجم الطلب عليها قليلا جدا.
ويقدر ثمن واقي الشمس كاليدارم، بـ850 دج، أما فينيس فسعره ثابت منذ سنوات ويتراوح بين 350 و 450 دج، في حين بلغ سعر واقي الشمس بوبارفت 450 دج، بعدما كان 400 دج سابقا.
أخصائية الأمراض الجلدية بديعة فوزية بن زيان
استخدام الواقي لابد أن يخضع لشروط صحية
أكدت أخصائية الأمراض الجلدية بديعة فوزية بن زيان، على أهمية وضع واقي الشمس في جميع المواسم و فصول السنة لحماية الجلد من الأعراض الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية، مثل الحروق، الحساسية، وظهور التجاعيد مبكرا، والإصابة بسرطان الجلد، خصوصا وأن المخاطر زادت حسبها، مع اتساع ثقب طبقة الأوزون في السنوات الأخيرة، وأصبح لزاماً على الأشخاص استخدام ما يحميهم من أثرها الضار.
ويعتبر واقي الشمس بحسب المتحدثة، الحل الأنجع لحماية البشرة من أضرار الأشعة فوق البنفسجية، إذ تعمل على منع اختراقها للجلد، وتساعد على جعل البشرة ناعمة ذات مظهر صحي جميل.
ويعمل المستحضر على حماية الجلد من الأشعة الضارة بإحدى الطريقتين، تضيف المتحدثة، إما امتصاص الأشعة فوق البنفسجية قبل وصولها إلى طبقات الجلد الداخلية وإلحاق الضرر بها، وعكس الأشعة فوق البنفسجية من على البشرة.
وذكرت بن زيان، بأن هناك أكثر من نوع من واقيات الشمس، أولها الكيميائية و ثانيها المعدنية، فالأول يحتوي على مواد كيميائية قد تكون مضرة للبشرة، إلا أنها أخف وأسهل في الاستعمال وملمسها جميل على البشرة، في حين لا يحتوي الواقي المعدني على المواد الكيميائية وهو مفيد للبشرة ولا يضرها، و لكن من سلبياته، ترك طبقة بيضاء على الجلد، تكون أكثر عرضة للفرك بسبب النشاط البدني.
مشيرة، إلى وجود بعض الأنواع التي تجمع بين المكونات الكيميائية والمعدنية، لتوفير حماية كبيرة من أشعة الشمس الضارة، تركيباتها المختلطة بحسبها، تهدف إلى جمع فوائد كل نوع مثل الامتصاص الفعال للأشعة الضارة من المكونات الكيميائية، والحماية الطبيعية واللطيفة للبشرة من المكونات المعدنية، مؤكدة بأن هذا النوع يمكن أن يكون خيارا جيدا لأولئك الذين يبحثون عن التوازن بين الحماية والراحة في الاستخدام.
وأضافت، بأن الواقي المعدني آمن الاستخدام على بشرة الأطفال والبشرة الحساسة، لأنه يحتوي على أكسيد الزنك وأكسيد ثاني التيتانيوم، أما الكيميائي، فيحتوي على الأفوبينزون و الأوكسي بنزون و أوكتوكرلين، وغيرها من المركبات الكيميائية، غير الآمنة على بشرة الأطفال.
الواقي المحلي أثبت فعاليته
وقالت الأخصائية، إنه لا يمكن إنكار أن واقيات الشمس المصنوعة في المخابر الأوربية والأمريكية ذات جودة وفعالية قصوى لا نظير لها، إلا أن الأنواع المحلية بحسبها، تمكنت من كسب ثقة الزبونات، بدليل آراء مريضاتها.
وأكدت المتحدثة، أن هناك معايير يجب أن تتوفر للتأكد من أن المستحضر صحي، في مقدمتها أن يكون بدون رائحة، وأن يكون معامل الحماية من أشعة الشمس فوق البنفسجية بين 30 و50، محذرة من المنتجات التي تكتب في واجهة العلبة بأن واقي الشمس ذو معامل حماية يفوق 50 درجة، لأنها أرقام ترويجية فقط، ولا يوجد منتج يحمي البشرة فوق الخمسين، كما حثت على التأكد من أن الكريم لا يحتوي على مواد مسرطنة، و خال من «البارابينات .»
وقالت الأخصائية، بأن الفرق في الحماية بين 30 و50 ليس كبيرا جيدا، بل يقدر بـ 5 بالمئة فقط، لذا الاختيار بين الدرجات يجب أن يعتمد على نوع البشرة، ومقدار التعرض للشمس.
وشددت، على ضرورة الحرص على تجديد تطبيق كريمات الشمس، كل ساعتين أو ثلاث ساعات، لأن فعاليتها تزول بسبب العرق والحر الشديد، وذلك من أجل توفير حماية عالية للبشرة، خصوصا بالنسبة للأشخاص الذين يقضون ساعات طويلة خارج المنزل.
وبخصوص حماية الأطفال من أشعة الشمس، ترى الأخصائية، بأنها ليست ضرورية لأن أجسامهم تستفيد من الفيتامين د، ولكن عند ذهابهم إلى الشاطئ يفضل حمايتهم من أشعتها القوية بالواقي.
ل.د