تختص مجموعة من الحرفيات الشابات بوهران، في صناعة مادة الصابون ومواد التجميل ونظافة البشرة الطبيعية، ويعتمدن في ذلك على مكونات تقليدية محلية، كما يتبعن أسلوبا جميلا في التعليب والعرض عبر تقديم منتجاتهن فيما يشبه دلاء نحاسية تعرف بـ « المحبس».
وتقوم صناعتهن، كما أخبرننا على مستخلصات مواد وأعشاب جزائرية وغير مستوردة أغلبها زيوت أساسية، إلى جانب حليب الماعز و ماء الورد المقطر الأصلي.
قابلتهن النصر، خلال صالون مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة الذي نظم بوهران مؤخرا، والمميز في منتوج هؤلاء الحرفيات هو عرضهن لمجموعة مستحضرات للنظافة والتجميل على شكل باقة موضوعة في « محبس النحاس» الذي كان شائع الاستخدام قديما، وقد كانت العروس الجزائرية تستعمله لذات الغرض، تم يوظف لاحقا لحفظ الحلويات التقليدية، وهي قطعة نحاسية جميلة قالت محدثاتنا، إنه من المهم العودة لاستعمالها في إطار تثمين التراث و إعادة بعثه.
وقد كان المحبس، مخصصا في الغرب الجزائري لجمع مستلزمات «حمام العروسة» كما وضحت إحداهن، إذ كانت توضع فيه كل مستحضرات الاستحمام والتجميل، ومن هنا أعادت الحرفيات، هذه العادة عبر استخدامه كوسيلة لتعليب باقة منتجاتهن التجميلية و تسويقها بشكل راق.
كما تسوق الشابات كذلك، منتوجهن في مزهريات مصنوعة من السيراميك حتى يمكن استغلالها لتزيين البيت لاحقا، مثلما كانت عليه عادات المرأة الجزائرية في وقت قريب، ووفقا لمسؤولة المؤسسة المصغرة التي تنتج هذه المواد، فإن فكرة الاستثمار في المواد الطبيعية و منتجات الحرف، تهدف إلى توفير منتوج جزائري خالص، يجمع بين المنفعة التجميلية وبين خدمة التراث و الترويج له.
وقالت محدثتنا، إن الفتيات اللواتي جمعهن المشروع حرفيات يشتركن في نفس المجال ويتقاسمن نفس الشغف، وقد خضعن لتكوين متخصص في مراكز التكوين المهني أين تخصصن واكتسبن أسرار الحرفة وطورن إمكانياتهن أكثر ليتمكن من الإبداع والإتيان دائما بالجديد.
وأوضحت، أن كل واحدة منهن تختص في حرفة معينة، لذلك تكملن بعضهن البعض و تقدمن مجتمعات تشكيلة متنوعة من المنتجات عالية الجودة بما في ذلك الصابون الطبيعي، وهي الفكرة التي جسدتها الحرفيات بإمكانياتهن المادية الخاصة وفق محدثتنا التي أشادت في الوقت نفسه، بالتسهيلات الإدارية التي وجدتها خلال فترة إنشاء المؤسسة.
وقالت، إنه بعد الانطلاق في مجال صناعة أنواع الصابون الطبيعي، انتقلت المجموعة لإنتاج مستحضرات التجميل ونظافة البشرة المختلفة، والتي أصبحت تعرض على شكل باقة مواد متكاملة توضع في حوامل تقليدية الصنع أيضا وأبرزها «محبس العروس» ومزهريات السيراميك.
ومثلما أشارت مسؤولة المؤسسة المصغرة «دار الصابون»، فإن الحرفيات يتطلعن لتطوير منتوجهن وتوسيع تسويقه ولما لا التوجه به نحو الخارج لتعريف الآخر بالمنتوج الجزائري الطبيعي، الذي من شأنه منافسة المنتوجات الكيميائية بالنظر إلى جودته العالية وفعاليته المضمونة.
والأهم حسبها، هو التعريف بالتراث الوطني من خلال حامل باقة المستحضرات سواء النحاسي أو المصنوع بالسيراميك، وكذلك تشجيع النساء على العودة لكل ما هو تقليدي و طبيعي، مؤكدة أنها تضبط الأسعار بشكل مدروس لأجل تحقيق الاستقطاب و التعريف بالمنتجات المناسبة لجميع أنواع البشرة.
مبرزة، أنه يتم تسويق منتوجاتهن لحد الآن على مستوى نقطتي بيع الأولى في حيدرة بالعاصمة، والثانية بمركز التسويق "آز" بوهران في انتظار افتتاح نقاط أخرى عبر مختلف ولايات الوطن، ثم التوجه بالمنتوج للخارج. بن ودان خيرة
