تنفرد العائلة الجيجلية خلال مناسبة عاشوراء، بإعداد الطبق الخاص « بويشة»، وهي أكلة لذيذة وصحية و مقاومة للجوع تصنع من مكونات محلية.
تتفنن المرأة الجيجلية في إعداد بويشة خلال عاشوراء، وتعد رائحة الأكلة بمثابة إعلان احتفالي في المنطقة التي تشتهر بالطبق وقد بدأت الوصفة تنتشر وطنيا في السنوات الأخيرة، لكن بعض أسرار طبخها لا تزال حكرا على المطبخ الجيجلي، أين تعدها النساء في هذه المناسبة دون غيرها، ويعرف بين العائلات أن بويشة لا تحضر سوى مرة واحدة في السنة.
وقد شهدت مختلف محالات بيع المواد الغذائية في عاصمة الولاية خلال الأيام القليلة الماضية، انتشارا واسعا لبيع التمر اليابس ودقيق القمح الخشن، بحيث تعرض رفوف المحلات العديد من الأنواع مع اقتراب يوم عاشوراء، كونها مواد أساسية لتحضير طبق بويشة الخاص بهذه المناسبة الدينية.
وتعرف هذه الأكلة شهرة متزايدة، بعدما ظلت طبقا خاصا بسكان المدينة منذ وقت طويل، إذ بدأت تنتقل إلى بعض الأماكن من الجهة الغربية للولاية، بفعل المصاهرة و مواقع التواصل الاجتماعي كذلك، أين تتداول بعض صفحات وقنوات الطبخ وصفة تحضيرها.
وتختلف طرق إعداد الطبق حسب ربات البيوت، حيث تشير السيدة سارة، إلى أن طريقة تحضير الطبق لها علاقة ببعض تفاصيل عيد الأضحى، بحيث يتم استعمال الكرشة» أو أمعاء الخروف في العملية موضحة بالوقول: « بعد القيام بنحر الأضحية، نحتفظ بالكرشة أو الأمعاء وننقيها و نجهزها لتحضير طبق بويشة، إذ تملح الكرشة جيدا وتخبأ ليوم عاشوراء، وعند اقتراب الموعد وتحديدا قبل يومين من حلول عاشوراء، نزيل رواسب الملح بالماء الساخن و نطبخ الطبق، بعدما نحضر العجين حسب المقدار الكافي للعائلة، ونصيف السميد الخشن و التمر ومقدارين من الزيت».
وإلى جانب مقدار كيلوغرامين من السميد الخشن، نستعمل حسب المتحدثة، مقدارين من التمر اليابس، مع إضافة لتر كامل من زيت الزيتون و الملح و الماء، ليتم بعدها خلط السميد و الزيت مع الملح و الماء للحصول على مزيج متجانس، يضاف إليه التمر و يخلط جيدا.
ويتم في المرحلة الثالثة، حشو الكرشة بالخليط وطبخها على النار داخل وعاء كبير الحجم على، و تترك لتنضج لمدة خمس ساعات و بعد الانتهاء من الطهي، تترك ليلة كاملة لتبرد وتقدم مع فطور الصباح يوم عاشوراء.
كما توجد طريقة أخرى لتحضير الطبق، تعتمدها الشابات لكونها أسهل، إذ يعبأ الحشو في قارورات بلاستيكية أو أوان معدنية مباشرة، مع الحرص على عدم ملئها بالكامل، كما أن مدة الطهي أصبحت أطول وتصل إلى حدود ثماني ساعات.
كريم طويل