الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تحظى بشهرة داخل الوطن وخارجه: الفاكهة البليدية.. حلوى تقليدية تصنع الحدث

تواصل حلوة «الفاكية» البليدية التقليدية التربع على عرش الحلويات الجزائرية، بفضل ألوانها الزاهية وتفاصيلها الدقيقة التي تحاكي الفواكه الأصلية، مسجلة بصمة فريدة من نوعها، منحتها شهرة وطنيا و تأشيرة لتعبر حدود الوطن، في ظل حرص الحرفيين الكبير على حماية الموروث وتقديم إضافات تزيد من ألق المطبخ الجزائري.

يعتقد من يراها للوهلة الأولى أنها حقيقية، تين شوكي و موز، يوسفي وفراولة أو رمان و تمر، والقائمة طويلة تضم أسماء مختلف أنواع الفواكه، التي تقدم في علب حلويات الأفراح والمناسبات، وفي سلال يصعب التفريق بينها وبين سلال الفاكهة الحقيقية، فحلوى «الفاكية التقليدية» تعكس قمة إبداع حرفيين وصناع حلوى، انطلقت قصتهم من مدينة الورود البليدة، قبل أن تسافر حلوياتهم الشهيرة إلى كل الولايات، لتفرض نفسها كنوع راق وفاخر ولذيذ صار وجوده في أفراح الجزائريين دارجا جدا بل ودليلا على حسن الذائقة.
وصفات خرجت من بيوت مدينة الورود
ولأنها حلوى مميزة وتصنع الحدث هذا الموسم، فقد دفعنا الأمر للبحث قليلا في أصلها، فقادنا الفضول إلى مدينة البليدة، وتحديدا إلى أول وأقدم مدرسة متخصصة في التعليم والتكوين في مجال صناعة الحلويات التقليدية والمأكولات وما إلى ذلك، قصدنا مدرسة»بربارة» أين استقبلنا طاقمها بترحيب كبير، وفتحت لنا الأبواب للمشاهدة والتعلم.
وللحديث عن قصة هذه الحلويات الجميلة، التقينا بالشيف نسيمة بن طلاي، إحدى الممرنات بمدرسة «بربارة» والمتخصصة في ورشة الفاكهة، أكدت أن لمدينة البليدة خصوصية في مجال صناعة المأكولات والحلويات التقليدية، وتنفرد بكونها أصل حلوة الفاكية المصنوعة في الأصل بعجينة اللوز، إلا أن الجدات كن يكتفين بصناعة أنواع قليلة منها خاصة المشمش.
التكوين والإبداع يحفظان ويزيدان من قيمة الموروث
وأضافت الشيف، أن الجيل الجديد من الحرفيات قد أدخل العديد من الإضافات على الحرفة دون الإخلال بقاعدة الوصفة القائمة على عجينة اللوز، موضحة أن الحرفيات أجرين تعديلات على الحشو بإضافة مواد جديدة أكثر عصرية مثل الغاناش، وعصيدة الفاكهة الطبيعية، والفواكه الاستوائية، كما تمت صناعة أنواع أخرى من الفواكه بتفاصيل ودقة أكبر في شكلها، بما يجعلها أقرب إلى الحقيقية، فضلا عن زينة القطعة.
وتحدثت الشيف بن طلاي أيضا، عن إضافات أخرى تم اعتمادها في صناعة عجينة اللوز كالشحور التونسي، الذي قالت إنه قدم نتيجة جيدة وأضاف للفاكهة الجزائرية نكهة، معتبرة أن الانفتاح على المطبخ العالمي أضاف لهذه الحلويات الكثير. وأشارت، إلى أن هذا النوع بات مطلوبا في مختلف ولايات الوطن، وحتى في الخارج من طرف «حلواجيين» بليديين تخرجوا من مدرسة «بربارة» ونقلوا خبرتهم إلى الخارج ولقيت حلوياتهم إعجابا كبيرا في عديد الدول العربية والأوربية.


وعن التطور الذي يعرفه مجال صناعة الحلويات التقليدية في الجزائر خلال الآونة الأخيرة، أكدت الشيف، أن المجال حقق قفزة نوعية فعلا، ما يعكسه الإبداع والإتقان في مختلف أنواع الحلويات، من خلال الحفاظ على أصل الوصفة، واعتماد مواد وتقنيات جديدة تظفي عليها اللمسة العصرية، خاصة من خلال الديكور، فضلا عن المملحات والتحليات والعصائر التي تشكل اليوم مواد أساسية على طاولات الأفراح، خاصة في ظل توفر التكنولوجيا التي أكدت أنها ساهمت وبشكل واسع في الترويج للموروث الجزائري، وإيصاله للعالمية.
جامعيون وزوار من 58 ولاية يتعلمون الصنعة
من جانبها، أكدت لنا مديرة ومسيرة مدرسة «بربارة» السيدة زهراء بربارة، أن مدرستها المتخصصة في التكوين المهني، تعد أول مدرسة على مستوى البليدة وضواحيها تختص في تعليم صناعة الحلويات التقليدية وبشكل خاص حلوى»الفاكية»، مؤكدة أن الطلب عليها صار كبيرا في السنوات الأخيرة، وهو ما أرجعته إلى التطوير والإبداع الذي طالها بفضل حلواجيين أبدعوا في تقديم منتوج ممتاز.
كما أوضحت مسيرة المدرسة، أن الطلب على هذه الورشة هو الأعلى مقارنة بباقي الورشات، وأضافت أن معظم المتربصين والمتربصات هم من الطلبة الجامعيين أو خريجي الجامعات، وحتى موظفين بقطاعات عمومية، مثلما هو الحال بالنسبة لإحدى الممرضات التي التقيناها بالمدرسة، أما بالنسبة للتسجيلات من خارج الولاية، فقد أكدت استقبال طلبات تكوين متربصين من غالبية المناطق بما في ذلك الجنوب الكبير ما يعكس شهرة هذه الحلوى التي أكدت أيضا، أنها وصلت إلى الخارج بفضل خريجي المدرسة.
مشيرة، إلى أن للحلويات التقليدية الجزائرية بصمة خاصة في سجل الطبخ وصناعة المأكولات عبر العالم، في ظل إتقان وتميز ما تصنعه أيادي حرفيين يسعون في كل مرة إلى تقديم أفضل صورة عن الموروث الجزائري.
إيمان زياري

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com