آية الرحمان لربس صاحبة أعلى معدل في أم البواقي: تهدي النجاح لروح والدها وتختار فيزياء الفلك

نجحت التلميذة آية الرحمان لربس، في تجاوز كل العقبات التي واجهتها منذ ولادتها، وتمكنت بفضل توجيهات ودعم والدتها من تصدر قوائم الناجحين في كل المحطات التعليمية التي مرت بها، سائرة على نهج أمها جراحة الأسنان، لتكون آية صاحبة أعلى معدل في البكالوريا بولاية أم البواقي بنتيجة قدرها 19.25 من عشرين.
وتطمح التلميذة لتحقيق حلم طفولتها بالتخصص في فيزياء الفلك، أو التوجه لتخصص الذكاء الاصطناعي، متمنية الدراسة في أعرق الجامعات العالمية.
آية الرحمان التي لم تعرف والدها بسبب وفاته قبل ولادتها بعشرين يوما، تحلت بالقوة لتدرس و تتفوق دائما، وقد كانت في صدارة الناجحين طوال مشوارها الدراسي منذ الابتدائية وإلى غاية ثانوية علي براكنية، بعين البيضاء، أين اختارت شعبة العلوم التجريبية وقد أوضحت في تصريحها للنصر، بأنها تهدي نجاحها لروح والدها ولأمها وجدتها التين لطالما دعمتاها بشدة، إلى جانب أعضاء الطاقم التربوي للثانوية.
وأكدت المتحدثة، بأن تفوقها هو ثمرة جهود سنوات عديدة، ففي الطور الابتدائي زاولت تعليمها على مستوى ابتدائية لخضر غربي وكان للأساتذة دور كبير في تكوينها،و قد تحصلت في نهاية المرحلة على معدل 9.80 وهو أعلى معدل، لتتوجه بعدها إلى متوسطة الشهيد محمد الصغير بلقاضي، وكان لأساتذتها هناك دور كبير في متابعتها وتلقينها مختلف المعارف والعلوم، أين تحصلت كذلك على أعلى معدل في المتوسطة وهو 18.88، لتزاول بعدها دراستها الثانوية على مستوى مؤسسة براكنية، وكانت معدلاتها مشرفة دائما وتتراوح بين 19.72 إلى 20 لتتوج كل هذا التعب بالتفوق ولائيا في البكالوريا.
آية الرحمان التي ولدت في أكتوبر 2006، تفوقت رغم ظروفها وكان دافعها الأول خلال مسارها التعليمي هو التشبه بوالدتها وحسن النية في طلب العلم النافع وابتغاء مرضات الله عز وجل في أي عمل تقوم به وفي أي خطوة تخطوها، وقد كانت تطمح منذ الطفولة للحصول على المراتب الأولى وكان التوفيق من نصيبها.
وعن تخصصها المستقبلي، أشارت المتحدثة، إلى أنها ستختار فيزياء الفلك أولا ثم ستدرس الذكاء الاصطناعي لاحقا، لإقحامه في عديد المجالات التي يحتاجها الوطن.
وأكدت، بأنها تتمنى أن تدرس في أعرق الجامعات العالمية رغبة في الحصول على تكوين جامعي متين تنفع به وطنها وناشدت السلطات الولائية وكذا السلطات العليا للبلاد مساعدتها على تحقيق رغبتها.
وعن إقبالها على الدروس الخصوصية، أشارت آية الرحمان، إلى أنها كانت بحاجة خلال العام الدراسي إلى دروس دعم في المواد التي قالت بأنها صعبة نوعا ما على غرار الرياضيات والعلوم ومادة الفلسفة، وقد كانت هذه الدروس مكملة لما تتعلمه في الثانوية لكن دون الاعتماد عليها بشكل مطلق.
وأضافت، بأن الفرحة كانت كبيرة بالنجاح ومضاعفة، لأنها مرت بظرف صحي قبل بداية السنة الدراسة وتخوفت من أن يؤثر ذلك على مستقبلها، ولم تكن حينها متأكدة من إمكانية اجتياز الامتحان ومزاولة الدراسة، لتوجه في الختام نصيحة للمقبلين على شهادة البكالوريا في السنوات المقبلة، بعدم الاكتفاء بالتحفيز المؤقت والاستمرارية في العمل وتذكر الهدف و طلب العلم النافع بحسن النية.
من جهتها، قالت والدتها الدكتورة سهام عيادي، أنها سعيدة بتفوق ابنتها التي أثبتت تميزها منذ بداية مشوارها الدراسي، موضحة بأنها كانت تتوقع النتيجة، وتدعم رغبة آية في مزاولة الدراسة في الخارج و التخصص في الذكاء الاصطناعي أو الإعلام الآلي.
أحمد ذيب