يجدد بعض حملة البكالوريا الجدد، أنفسهم مع انطلاق التسجيلات الجامعية الأولية، تائهين في بحر التخصصات الواسع، ولا يستقرون على اختيار واحد أحيانا، فيصعب عليهم تحديد التخصصات الأفضل لهم و التي يتماشى مع معدلاتهم ومع ميولاتهم وحتى مستوى ذكائهم، و يحدث أن يقع البعض في أخطاء قد تكلفهم دراسة تخصصات لا يرغبون فيها، مقابل ذلك فإن هناك طلبة جددا يهتمون بجانب المقاولاتية، وكل ما يخص المجال في الجامعات، وهو ما يظهر من خلال منشورات لهم على مواقع التواصل.
وعليه، يقترح مختصون في التوجيه المهني والمقاولاتية، طرقا ناجعة للتمكن من اختيار التخصص الجامعي الأنسب بالنسبة للناجحين الجدد في شهادة البكالوريا، و يتحدثون عن أفضل الاستراتيجيات لتجاوز الحيرة والارتباك و تفضيل ما يتناسب مع معدل النجاح والرغبة والتطلعات المستقبلية.
كما يشرحون للنصر، كيفية انتقاء الطلبة الجدد لتخصصين بالتوازي، لتحصيل شهادتين جامعيتين ببكالوريا واحدة، بعدما أقرت وزارة التعليم العالي إمكانية ذلك خلال الموسم الجديد.ويتحدث ناشطون في مجال التوجيه، عن التخصصات التي تتماشى مع مسار المقاولاتية و يحددون أفضل الطرق لتحديد الخيارات المرتبطة بمجال الابتكار.
* المختصة في التوجيه المهني سلمى بكوش
خطوات بسيطة لتجاوز الإرباك و إنهاء التردد
قالت سلمى بكوش مختصة في التوجيه المهني، إن اختيار التخصص في الجامعة يتطلب جملة من الأساسيات، التي يتوجب على الطالب معرفتها، بداية بكيفية احتساب المعدل العام والمعدل الموزون اللذين لهما دور كبير في تحديد الخيارات التي يمكن التسجيل فيها.
ودعت الناجحين، للإطلاع على المرسوم الوزاري للتوجيه الجامعي لسنة 2024، قبل ضبط الخيارات وتأكيد التسجيل الأولي لأنه يضم كل التفاصيل التي تساعد في اختيار التخصصات بدقة، وتحديد المعدل الأدنى لدخول أي تخصص، والوثيقة متاحة حسبها ويمكن تحميلها من موقع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
وبخصوص احتساب المعدل الموزون في شعب اللغات مثلا، أوضحت بأن العملية تتم عن طريق جمع المعدل العام مع النقطة المتحصل عليها في اللغة الفرنسية، للحصول على معدل القبول لدخول كلية اللغات تخصص لغة فرنسية، وذلك بناء على الخيارات المتاحة، حيث يتم ترتيب الأولويات بحسب اهتمام الطالب وآفاقه المستقبلية في كل تخصص حدده ضمن قائمة الخيارات، مشددة على ضرورة ترتيب التخصصات بحذر واهتمام لأن أي تخصص مسجل في قائمة الخيارات قد يكون هو المحدد في التوجيه النهائي.
وتوصي سلمى بكوش، بالاطلاع على الآفاق المهنية لأي تخصص، من خلال البحث على يوتيوب أو لينكدإن، وحتى من خلال تتبع تجارب سابقة لأشخاص درسوا ذات التخصص، لترتب الخيارات عن قناعة.
مردفة، بأن الشهادة مهمة جدا وتفتح أفاقا وأبوابا مستقبلا، ولذلك تنصح بكوش، باستشارة أهل الاختصاص وعدم التسرع والتريث، كما تنصح باستغلال الحياة الجامعية والانخراط في الأنشطة المتاحة والاستفادة من فترة الدراسة لتعلم اللغة الإنجليزية التي تشكل إضافة مهمة لأي تخصص، والتسجيل في المنصة التعليمية الرقمية للدراسة عبر الإنترنيت، منوهة بأن فترة التسجيل تمتد بين 25 جويلية و 25 سبتمبر 2024، و تسمح للطالب بالتفكير جيدا، ليتمكن من الاختيار بشكل صائب، بما يسمح له بالدراسة بأريحية و لما لا تنمية المهارات والتكوين الجيد على امتداد سنواته الجامعية.
إمكانية دراسة تخصصين فكرة جيدة
وبخصوص اختيار تخصصين، قالت بأنها فكرة جيدة وتساعد الطلبة في مسارهم، علما أن الأمور مستجدة نوعا ما كون آلية التدريس وكيفية التقييم والمواد التي ستدرس لا تزال غير معروفة، كما أن عملية الدمج بين تخصصين لم تحدد بعد.
وترى محدثتنا، بأنه من الأفضل نشر فيديو توضيحي للناجحين في البكالوريا لشرح النظام الجديد بشكل أوضح، مردفة بأن الحصول على شهادتين ضمن مسار واحد أمر محفز جدا.
ومن الأسئلة التي تبادرت إلى ذهنها بعد صدور القرار، نقاط تتعلق بكيفية توجيه الطالب للدراسة في كليتين في آن واحد، والمواد التي ستدرس و كيف يتم توزيعها زمنيا، وكيف يمكن تقييم الطالب إذا نجح في تخصص و رسب في آخر.
* أستاذ التعليم العالي إسماعيل بن ثلجون
المقاولاتية الجامعية متاحة وفقط هذه الشروط
أوضح أستاذ التعليم العالي ومدير مركز تطوير المقاولاتية بجامعة قسنطينة 03، إسماعيل بن ثلجون، بأن المقاولاتية لا ترتبط بالتخصصات العلمية كما يعتقد الكثير من الطلبة، فأي تخصص يدرس في الجامعة يمكن الطالب من ولوج هذا العالم سواء كان تخصصا علميا أو حتى أدبيا.
مذكرا، بأهمية السير على نهج المقاولاتية الابتكارية للنهوض باقتصاد البلاد، وأشار إلى تخصصات تتيح فرصا أكبر في هذا الميدان.
محدثنا قال، إن إمكانية تجسيد مشاريع في المقاولاتية متاحة جدا في ظل توفر تقنيات الذكاء الاصطناعي، كإنشاء تطبيق في علم الاجتماع، إذا أردنا أن نساير العصر ونسلك نهج البلدان التي نجحت في المجال حسبه، وخص بالذكر دولا كان اقتصادها في بداية الألفية مثقلا بالديون، كالشيلي والأرجنتين والبرازيل ودول شرق آسيا على غرار ماليزيا وأدونيسا والبرتغال، وانتهجت مسار المقاولاتية الابتكارية، التي شملت كل المجالات.
مردفا، بأن تخصصات الهندسة المعمارية وهندسة الطرائق والطب والصيدلة وجراحة الآسنان والميكانيك والإلكتروميكانيك تتيح فرصا أكبر ومجالات أوسع على خلاف باقي التخصصات، إلى جانب تخصص الرياضة الذي يمكن حامل الشهادة من إنشاء مؤسسة ناشئة في مجال الرياضة والتدريب عن بعد، ما يمكن من العمل داخل وخارج الوطن.
وأردف بخصوص تدريس تخصصين، بأن طريقة التنسيق ذكية جدا، حيث أجاد القائمون على العملية اختيار التخصصات التي تكمل بعضها، كربط الطب بالإعلام الآلي، وينصح الطلبة الذين لديهم استعدادات ومؤهلات تمكنهم من تتبع هذا المسار، بعدم تفويت الفرصة والتخرج بشهادتين. ودعا في الختام، إلى ضرورة خلق فكر مقاولاتي في الناشئة وغرسه لدى الأطفال، لتعليمهم الاعتماد على الذات وبناء الصفات الريادية والقدرة على التكيف مع مختلف الوضعيات، والتحلي بروح العمل في الجماعة، ليكون الجيل الجديد جاهزا لتأسيس مشروع مقاولاتي مع التحاقه بالجامعة، فيقدر على تجسيده خلال فترة الدراسة، ما سيساهم في إحداث تقدم واضح في هذا الميدان.
أسماء بوقرن