يستضيف نادي المتفائل للملاحة الشراعية بسكيكدة، منذ بداية موسم الاصطياف، أفواجا من الأطفال اليتامى من مختلف الولايات الداخلية ومن الصحراء، وذلك على مستوى شاطئ العربي بن مهيدي، لتمكينهم من قضاء أوقات من الراحة الاستجمام والسباحة والترفيه، والاستمتاع بزرقة البحر والرمال الذهبية والتعارف فيما بينهم، كما سمحت المبادرة التضامنية للأطفال باكتشاف البحر لأول مرة في حياتهم، فضلا عن تمكينهم من تعلم السباحة والاستفادة من نشاطات ترفيهية وتربوية مختلفة.
ويقول رئيس النادي عمار بودرومة، عن المبادرة: " بحكم نشاطات النادي في الملاحة الشراعية لا سيما في فصل الصيف، فقد راودتني فكرة استضافة الأطفال اليتامى من مختلف الولايات الداخلية، ليكونوا رفقة الأطفال الرياضيين المنتسبين للنادي من صنف كتاكيت إلى غاية 16 سنة، وقضاء أوقات من الاستجمام والراحة والسباحة في البحر وهي المبادرة التي لقيت النجاح، وتسير بصورة منتظمة وسط فرحة وترحيب كبير من طرف الجمعيات الفاعلة والمهتمة بفئة اليتامى".
مضيفا، أن المبادرة تأتي للعام الثاني على التوالي وقد انطلقت مع بداية موسم الاصطياف، لاستقبال أطفال يتامي من ولايات سوق أهراس، ومسيلة، وبرج بوعريريج، على أن تواصل العملية كل أسبوع، باستقبال أفواج أخرى من ولايات مختلفة.
ويستقبل الصغار حسبه، على مستوى مقر النادي بشاطئ العربي بن مهيدي، المركز 2 عين ساهرة، في ظروف تنظيمية جيدة، مع العمل على تهيئة المكان ليكون في أحلى حلة خاصة وأن النادي استلمه العام الفارط، ولا يزال يحتاج إلى أشغال مهمة على عدة أجنحة، باعتبار أن النادي يقوم من حين لآخر بتنظيم دورات محلية ووطنية في الملاحة الشراعية وكرة الطائرة الشاطئية.
مضيفا، أن النادي يتكفل بتوفير كل المتطلبات للأطفال بداية بمؤطرين يسهرون على توفير الحماية والأمن وتعليمهم السباحة والاستفادة من مخلف الأنشطة الرياضية والترفيهية التي يشرف النادي على تنظيمها يوميا، منذ وصولهم إلى البحر، إلى غاية مغادرتهم للشاطئ إلى مركز الاستقبال بالمخيم المخصص لهم،خاصة وأن الأطفال قادمون من ولايات داخلية ولا يعرفون أخطار البحر.
وخلال حديثنا مع المؤطرين، أكدوا أن مهمتهم مع الأطفال تبدأ منذ التاسعة صباحا إلى غاية المساء، حيث يسهرون على مراقبتهم أثناء السباحة مع وضع شريط أمني يحدد مساحة السباحة قرب الشاطئ، لعدم السماح لهم بالتوغل .
كما سطر لصالحهم برنامج ثري يتضمن تعليم السباحة لمن لا يحسنونها، من خلال تحويلهم إلى المسبح المجاور للشاطئ الذي رحب صاحبه بفكرة استضافة هؤلاء الأطفال وقد مكنت المبادرة أطفالا من اكتشاف البحر لأول مرة في حياتهم.
وقال محدثونا، إنهم يركزون على حمايتهم ومراقبة تحركاتهم بصفة دقيقة لتفادي حصول أي سوء تفاهم، مع برمجة أنشطة ترفيهية ورياضية من بينها تعليمهم كرة الطائرة الشاطئية. وفي حديثنا مع عدد من الأطفال، لم يخفوا سعادتهم الكبيرة بزيارة البحر والتمتع بأوقات وصفوها بالرائعة، كما سمحت لهم الفرصة بالتعرف على بعضهم البعض والقيام بأنشطة رياضية وترفيهية معا، وعبروا عن أمنيتهم في تكرار هذه الجولة السياحية والترفيهية مرة أخرى. من جهته، استهل المؤطر الذي يتكفل بهم داخل المخيم الذي وفرته جمعية تكافل لرعاية اليتيم و الأرملة، بتقديم شكره إلى القائمين على هذه المبادرة التي تضم 30 طفلا يتيما حيث سمحت لهم بقضاء أوقات رائعة سواء على مستوى الشاطئ والاستمتاع بالسباحة والاستجمام، أو خلال فقرات الأنشطة الترفيهية والرياضية على مستوى المخيم، الذي يتوفر على كل سبل الراحة من مأكل مشرب وإيواء في غرف مكيفة مع توفر عيادة ومطعم. كما وجه شكرا للمحسنين الذين قدموا الدعم المادي والمعنوي للقائمين على المبادرة.
مضيفا، أن الهدف جمع شمل هؤلاء الأطفال في منطقة واحدة، و في جو يسوده التلاحم والتراحم والتعاطف فيما بينهم، مع إقامة أنشطة مختلفة منها تعليمهم الصلاة ومسابقة في حفظ القرآن الكريم، وتخصيص جوائز قيمة وكذلك جوائز لصاحب حسن السلوك وأحسن صوت وغيرها من الألعاب الفكرية والترفيهية، المهمة لترسيخ التفكير الإيجابي.
كمال واسطة
