يتضاعف الإقبال مع حلول موسم الاصطياف، على محلات بيع لوازم البحر، من أجل اقتناء مختلف المعدات الضرورية للاصطياف و التخييم بأشكال وألوان زاهية، كما تعرف السوق هذا الموسم، منافسة قوية يفرضها المنتج المحلي الذي يحظى حسب تجار باهتمام الزبائن، خصوصا وأنه يحقق معادلة الجودة والسعر.
يلحظ المتجول في المراكز التجارية والمحلات المتخصصة في بيع لوازم البحر، بكل من المنطقة التجارية لوناما و مدينة علي منجلي، أن المنتوجات المحلية قد غزت الأسواق بشكل كلي، وفرضت تواجدها في مختلف محلات بيع الأواني المنزلية، والديكورات ومستلزمات المطبخ كذلك، حيث يخصص تجار مساحات كبيرة لعرض وبيع الطاولات والكراسي والشمسيات و مختلف التجهيزات الخاصة بالاصطياف، بما في ذلك ملابس السباحة و العوامات و صدريات النجاة، و غيرها من البضائع التي تعرض بأسعار متباينة تتحدد بحسب النوعية و الجودة، مع فارق في التكلفة بين المحلي و المستورد.
تراجع بـ 5 بالمائة في أسعار لوازم البحر
وبحسب ما وقفنا عليه، فإن سعر حافظات البرودة "جلاسيير" المعروضة بألوان وأحجام مختلفة، يتراوح بين 1100 دينار و 6500 دج، أما تلك المصممة على شكل سلة والمصنوعة بالقماش المشمع، فيصل سعرها إلى 2000 دج، ويتراوح سعر حافظات برودة المياه بـين 1300 و 4500 دج، حسب سعتها، إذ يوجد منها ما يسع 7 لترات، وحتى 47 لترا، وتباع كذلك علب حفظ طعام خاصة بالبحر تحتوي على تشكيلة خاصة من الملاعق، والسكاكين والصحون والشوك والكؤوس بـ5800 دج.
كما تتوفر شمسيات بسعر 2500 دج بالنسبة للحجم الصغير، أما الحجم الكبير فتعرض مقابل 2800دج، ويصل سعر الشمسيات التي تحتوي على قبعة "دوبل شابو" إلى 5000 دج، وتباع الكراسي المصنوعة من القماش المشمع "الباش" بـ 2200 دج بالنسبة للمنتج المحلي، و2500 دج للمنتج المستورد، كما تباع كذلك طاولات وكراس بلاستيكية بسعر يصل إلى 7800دج، ويختلف السعر حسب حجم الطاولة وعدد الكراسي.
ويعرض التجار كذلك إكسسوارات خاصة بالبحر، كالمناشف بـ 500 دج، والزرابي المصنوعة من الحلفاء، بـ1000 دج، أما العوامات و صدريات النجاة فيتباين سعرها بين 400 دينار وحتى 7000 دينار. وقد أكد تجار، أن أسعار لوازم البحر تراجعت بنسبة 5 بالمائة، مقارنة بالسنة الفارطة، وهو ما ضاعف الإقبال عليها، فضلا عن أن الأنواع الجديدة التي تم طرحها في السوق تلبي ذائقة جميع المصطافين.
منتجات تحقق معادلة الجودة والسعر
قالت شابة في الثلاثينات من العمر، صادفناها بأحد المتاجر الكبرى بالمدينة الجديدة، أين كانت تتجول بين الأروقة المخصصة لعرض لوازم البحر محلية الصنع، أنها منبهرة بالأنواع الجديدة المعروضة في السوق والتي تتماشى مع أجواء البحر و الصيف، موضحة أنها ادخرت طوال السنة لأجل قضاء عطلة مريحة السبب فهي تدخر من مصروفها الخاص من أجل هذه اللحظة، وتستطيع الحصول على ما ترغب فيه من معدات قائلة، أنها من عاشقات رحلات البحر مع صديقاتها.
و قال زوجان قابلناهما في أحد المحلات بلوناما، بأن أسعار لوازم البحر مناسبة جدا خصوصا المحلية، والتي تقدم بديلا جيدا و بجودة مقبولة بل وجيدة جدا بالنسبة لبعض المنتجات المصنوعة من نفس المواد تقريبا.
وقد عبر عدد كبير من الزبائن الذين صادفناهم بمحلات بيع لوازم البحر، عن ارتياحهم لوفرة العرض وتنوع المنتجات ما انعكس إيجابا حسبهم، الأسعار،و أتاح عديد الخيارات أمام الزبائن كل حسب ميزانيته وما يناسب ذوقه.
جودة مضمونة
ويقول هشام، بائع بمحل للأواني بعلي منجلي، إن هناك إقبالا كبيرا من طرف الزبائن على اقتناء لوازم البحر هذه السنة، سواء المستلزمات البسيطة كالأواني أو الطاولات والكراسي القابلة للطي إضافة إلى الشمسيات كذلك، علما أن الحركية بدأت قبل جوان الماضي، وذلك لأن هذه المستلزمات لا تستخدم فقط خلال الرحلات إلى البحر، بل تعد مهمة كذلك للنزهات المريحة في المساحات الخضراء.
وأوضح المتحدث، أن النساء يركزن على الأواني من تشكيلات طعام بلاستيكية و حافظات وكؤوس وغيرها، بينما يختار الرجال المستلزمات الأكبر حجما مثل الكراسي والطاولات وما إلى ذلك، مشيرا إلى أن شجع التجار على تخصيص مساحات كبيرة من محلاتهم لعرض معدات البحر، ومؤكدا، بأن جودة هذه المنتجات مضمونة إلى حد كبير في كل الحالات، في ظل المنافسة الشرسة التي ساهمت في تحسين النوعية و خصوصا الإنتاج المحلي، الذي عاد من بعيد في الصناعات البلاستيكية .
من جهته أكد رستم، عامل بمركز تجاري بحي قادري إبراهيم، تسجيل نقلة نوعية في السنتين الأخيرتين، في مجال صناعة لوازم البحر، بالنظر إلى أعداد المصانع المتخصصة في الصناعة البلاستيكية التي دخلت سوق المنافسة، فلا يكاد يمر يوم واحد إلا وتتدعم السوق بمنتج جديد يحاول و بضاعة جديدة ومختلفة، وهو ما كان له تأثير مهم جدا على جانبي الجودة و السعر.
وقال، بأن الطلب على الشمسيات والكراسي، كبير جدا عكس المنتجات الأخرى، على اعتبار أنها من الضروريات التي يحتاجها كل مصطاف، في حين تعد المستلزمات الأخرى من الكماليات بالنسبة للبعض.
وأضاف البائع، بأن الأسعار شهدت انخفاضا محسوسا مقارنة بالسنة الفارطة، مشيرا إلى أن هناك شمسيات كانت تباع بـ 7000 دج، وخفض سعرها إلى 5000دينار، وكانت هناك طاولات بلاستيكية تباع بـ 3500 دج بيعت مؤخرا مقابل 2000 دج، مؤكدا بأن المواطن وجد ضالته في المنتوج المحلي الذي تتناسب أسعاره مع مستوى دخل البعض.
سوق موازية على مواقع التواصل الاجتماعي
ولمواقع التواصل الاجتماعي نصيب في العرض والطلب خلال موسم الاصطياف، فالعديد من الصفحات والمجموعات الناشطة على فيسبوك وإنستغرام، بدأت في عرض تشكيلات واسعة من مستلزمات البحر، تحت شعارات رنانة لجذب الزبائن، على غرار " استمتعي بالصيف مع طقم جميل للأكل"، أو" واكبي موضة مستلزمات البحر العالمية"، مع ضمان خدمة التوصيل لـ 58 ولاية.
وأكدت رهام، صاحبة صفحة مختصة لبيع لوازم البحر، أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت كثيرا في الترويج لبعض المعدات التي كانت تعد من الكماليات، وصارت من الضروريات اليوم خاصة بالنسبة للنساء، لأنها مواكبة للموضة، ومتناسبة مع أجواء البحر، كتشكيلة المناشف والزرابي و الحقائب المتناسقة.
وقالت، بأن هناك إقبالا كبيرا على منتجاتها التي تحضرها من تركيا وإيطاليا، أو تقتنيها من سوق العلمة أحيانا، لتعيد بيعها مقابل هامش ربح بسيط، مؤكدة بأن الكثير من الزبائن صاروا يميلون للتسوق الإلكتروني وذلك لربح الوقت.
تجدر الإشارة، إلى أن هناك حرفيين وحرفيات، اختاروا مواقع التواصل الاجتماعي، للترويج لأعمالهم ومنتجاتهم الخاصة بالبحر والاصطياف، من إكسسوارات يتم ارتداؤها، أو معدات يتم استخدامها في تفاصيل يومية، وهي منتجات تلقى إقبالا كبيرا بحسب ما وقفنا عليها خلال استطلاعنا الافتراضي، خصوصا وأنها تعرض بأثمان أقل بكثير مما يوجد في السوق، علاوة على أن معظم الحرفيين يتيحون لزبائنهم خدمة طلب التصميم الذي يرغبون فيها مع إمكانية التوصيل إلى البيت.
كما تحظى منشوراتهم بنسب تفاعل عالية في كل مرة، وتلقى تجاوبا كبيرا من ربات البيوت والبائعين الافتراضيين وحتى من تجار الجملة والتجزئة من أصحاب المحلات. لينة دلول