نجح مهرجان «كيكو» و»ريما»، في تنشيط أول فضاء خاص بالعروض البهلوانية على المستوى الوطني، بفضل الأنشطة المتنوعة بين العروض البهلوانية التعليمية والتثقيفية وعروض مسرح الطفل مقابل أسعار رمزية، حيث جذب اهتمام شريحة واسعة من الأطفال بوهران. ريما هي أول مهرجة وطنيا تفتتح فضاء خاصا بمختلف العروض، وهو «فضاء ريما للعروض»، الواقع في إحدى زوايا حديقة التسلية والألعاب «جنة الأحلام» بحي الحمري في وهران، ويحاذيه فضاء لعب الأطفال وكذا آخر للعائلات، حيث مكن موقعه من استقطاب البراءة وحتى الأولياء، وهو ما لاحظناه خلال زيارتنا للمرفق، عندها كانت الساعة تقارب السادسة مساء، حيث وجدنا المهرجة ريما تحضر للعروض التي تنطلق عادة على الساعة السابعة مساء، رفقة زميلها «كيكو»، واللذين جمعتنا معهما دردشة حول هذا الفضاء وتطلعاتهما المستقبلية.
عروض مجانية لذوي الاحتياجات الخاصة
البداية كانت مع «ريما» التي لم يمض على تخرجها من الجامعة ونيلها شهادة ليسانس تخصص مالية ومحاسبة سوى شهر، والتي تنوي توظيفها في إنعاش فضاء العروض وضخ دماء جديدة فيه، للمواصلة في درب تجسيد كل ما له صلة بهوايتها المفضلة ومصدر دخلها الوحيد، موضحة للنصر بأن «فضاء ريما للعروض» فتح لها أبواب العمل والنشاط والإبداع وتفجير طاقتها، وأكسبها زبائن دائمين، بعد أن وفرت الظروف الملائمة وضبط أسعار في المتناول، حيث تمكن تذكرة بسعر 100 دينار الطفل الواحد بالاستمتاع لمدة ساعة بعروض مختلفة بهلوانية أو مسرحية أو ترفيهية أو مناسباتية، وفي ختام العرض يمكن للطفل أن يأخذ صورا مع المهرجين مجانا، أما الأطفال أقل من 3 سنوات والأطفال من ذوي الإحتياجات الخاصة ففضاء ريما يفتح أبوابه لهم مجانا.
من مسرح الطفل إلى التهريج
وأوضحت ريما إنها بدأت مشوارها في العروض الترفيهية وهي في الثامنة من من المسرح، حيث كانت تنشط في دور شباب و فضاءات أخرى إلى غاية حصولها على البكالوريا، حينها قررت ترقية موهبتها وصقلها وهذا بالتحاقها بمسرح الطفل حيث شاركت في بعض الأعمال فوق الخشبة وأبرزها مسرحية «حنين»، التي لازالت تعرض من حين لآخر، وما شد «ريما» بعدها، عروض عرائس القراقوز وتشكلت علاقة وطيدة بين العرائس التي تلاعبها فسمت اثنين منهما بـ «ريم وريمي»،
ولم يتوقف عشقها للبراءة عند هذا الحد، كما تقول، بل بلغت حد إنتاج أغاني خاصة بالأطفال، وخلال سنة التخرج من الجامعة، كانت تجربة ريما قد تغذت ونمت بفضل تلك الأعمال التي أنجزتها، فقررت خوض تجربة الحصول على فضاء خاص بها لتطور إبداعها، وفعلا وبفضل التسهيلات التي وجدتها مع إدارة حديقة التسلية وعلى رأسها المدير، تمكنت من الحصول على الفضاء داخل «جنة الأحلام» في إطار اتفاقية شراكة، ولكن من أجل النشاط كان لزاما عليها الحصول على بطاقة الفنان التي استغرقت بعض الوقت، لتدشن ريما فضاءها منذ سنة تقريبا، والذي يضمن عروضا يومية، ما جعلها تمارس هوايتها بحرية وباستمرار، على خلاف ما كان سابقا، حين كانت مقيدة بدعوات سواء المسرح أو القاعات أو فضاءات الثقافة ودعوات الخواص.
وبعد عام من النشاط في «فضاء ريما للعروض»، تقول ريما بأنها تسعى لتقديم عروض نوعية تحسن ميزاج ونفسية الأطفال، وتطور أفكارهم الإبداعية أخرى، وتتطلع لفتح فضاءات أخرى في أماكن متعددة لتوسع نشاطها الذي يزدهر صيفا ويقل نوعا ما في فصل البرد.
«كيكو» مواهب متعددة لإسعاد الطفولة
أما الشاب تواتي الهواري المعروف بالمهرج «كيكو» الذي يرافق ريما في فضاءها للعروض، فهو أيضا مختص في المحاسبة تخصص بنوك، أوضح لنا خلال لقاء جمعنا به في فضاء ريما، أنه ينشط في تقديم عروض المهرج منذ أكثر من 16 سنة، وقبلها كان ممثلا على خشبة المسرح، ويصف نفسه أنه متعدد المواهب والنشاطات الثقافية،
فهو رسام في الفنون التشكيلية وهاوي موسيقى ويمارس النحت أيضا، ولكن ميوله الكبير للأعمال الخاصة بالطفولة جعلته يوظف كل مواهبه الفنية من أجل رسم البسمة على وجوه البراءة، «كيكو» ليس مهرجا فقط بل فنان متعدد المواهب، فهو الذي نحت وصنع مختلف الديكورات في هذا الفضاء، وهي مجسمات لمهرجين أو رسوم متحركة أو ألعاب تستهوي الأطفال ويحبونها مثل «بياض الثلج»، «الأقزام السبعة»، «ألس في بلاد العجائب» عرائس القراقوز وغيرها.
عروض المهرج رسائل لتصحيح سلوكات الطفل
وأردف محدثنا، أن فضاء ريما سهل لهما تحضير العروض التي تبنى على برمجة وتحضيرات متعددة، عكس ما كان يقوم به في القاعات المختلفة، وبالتالي فالفضاء الخاص سمح له بالإبداع أكثر والابتكار بفضل الممارسة اليومية، وهذا ما ساعده أيضا على إعادة النظر في شخصية «كيكو المهرج» التي كانت أكثر تنمرا.
للتذكير، تشترك ريما وكيكو أيضا في عروض خاصة في قاعة سينما السعادة بوهران، في إطار نشاطات الديوان الوطني للثقافة والإعلام.
بن ودان خيرة