أعاد ترميم وتهيئة الواجهة البحرية العوانة غرب ولاية جيجل البريق لها، وكشف عن سحر إطلالتها وموقعها الإستراتيجي، الذي استقطب عائلات من مختلف المناطق، يقضون بها وقتا طويلا يمتد لساعات الصباح، للاستمتاع بالهدوء ونسمات البحر.
بعد ثلاث سنوات من الغلق، فتحت الواجهة البحرية العوانة «المجاهدة لكحل مسعودة ابنة مسعود» ذراعيها، لتحضن العائلات والزوار الباحثين عن الراحة، فقد تحولت ملاذا مريحا وآمنا للعائلات خلال موسم الاصطياف، حيث تعرف إقبالا قياسيا منذ بداية موسم الاصطياف، وحركية تستمر لساعات الفجر، استحسنتها عائلات أكدت للنصر، بأن الواجهة استعادت بريقها بعد أن حُرمت من التمتع بنسيمها طيلة الثلاث مواسم الماضية، كان السكان يلجئون خلالها للتنقل لعاصمة الولاية للاستمتاع بالسهرات الصيفية، وبلغ الأمر الصائفة الماضية حد تغيير سكان لمكان الإقامة من العوانة نحو عاصمة الولاية أو سيدي عبد العزيز أو بلديات أخرى.
عند الإعلان عن إعادة تهيئة الواجهة البحرية بالعوانة، أبدى مواطنون رفضهم للمشروع و طالبوا بإبقائها كما كانت، إلا أن السلطات الولائية كانت لها نظرة أخرى، لاسيما بعد تدهور وضعيتها، و التأكيد على ضرورة إعادة تهيئتها ووضع لمسة جديدة، تتميز بكثرة المساحات الخضراء التي تسمح للعائلات بالجلوس بأريحية، و كذا تهيئتها من أجل خلق امتداد بين منطقة التوسع السياحي و الواجهة و تقديم شكل جميل يريح الزائرين.
وتم العمل على التهيئة عبر مراحل، بحيث قدمت مقترحات عديدة على أمل فتحها خلال موسم الاصطياف الفارط، لكن موعد فتح الشطر الأول تأخر لغاية الصائفة الحالية، إذ منحت أريحية لشركات الإنجاز من أجل تهيئتها، و عمل والي جيجل على المساهمة في تقديم مقترحات و فتح المجال للجميع من أجل تهيئتها وفق مواصفات عديدة.
فتح الواجهة أنعش المنطقة ليلا
قادتنا، زيارة ميدانية للواجهة البحرية العوانة، ولدى وصولنا لمدخل البلدية بالجهة الشرقية، لاحظنا اكتظاظا في محور الطريق الوطني رقم 43، رافقه تدفق عكسي من مدينة جيجل باتجاه العوانة، و ذلك ناجم عن تغيير بعض المعطيات والفضاءات المستقبلة للزوار، بحيث تشهد بلدية العوانة خلال هذه الصائفة نشاطا غير معهود وبرنامجا متنوعا عبر ميناء النزهة بالعوانة الذي فتح أبوابه للزائرين. أثناء اقترابنا من الواجهة البحرية، لفت انتباهنا توفر الأمن بمحيطها و مختلف أرجائها، فيما كان توافد العائلات ملفتا، وبدا التغير واضحا حيث أتاحت أشغال التهيئة كل الظروف المساعدة على قضاء متسع من الوقت، خاصة في ظل توفر خدمات متنوعة، من خلال تنصيب أكشاك توفر مختلف المأكولات، ووضع عدد من الكراسي وتوفير فضاءات خضراء تتيح الجلوس براحة تامة.
غروب الشمس موعد لعشاق التأمل
و ذكرت، بعض العائلات التي تحدثنا إليها بأن المكان يعتبر الملاذ المفضل بالنسبة لهم، خصوصا ببلدية العوانة، حيث علق رب عائلة قادم من العاصمة
« خلال السنتين الفارطتين فقدت العوانة نكهتها بسبب غلق الواجهة البحرية ومباشرة أشغال إعادة تهيئتها، فقد كانت المنطقة تبدو كئيبة للغاية، لكون الواجهة القلب النابض ومركز النشاط ليلا ببلدية العوانة التي أزورها منذ سنوات عديدة، وأعرفها منذ أن كنت شابا، بحيث كنت أقضي وقتي ورفقائي بين البحر والسهر»، و أكد، بعض الحاضرين ما قاله الوافد من الجزائر العاصمة، بأن بلدية العوانة ليلا من دون الواجهة البحرية تعتبر كئيبة للغاية و دون روح، فالنشاطات المقامة بها تجمع العائلات، وتمتص شغب الشباب على حد قولهم.
فيما لموعد غروب الشمس، قصص كثيرة لعشاق التأمل والباحثين عن لحظات رومنسية، من بينهم سيدة قالت للنصر، بأن الجلوس مع لحظات الغروب بالمنطقة ممتع للغاية ويجعل الفرد يتأمل في إبداع الخالق و استذكار لحظات جميلة من الحياة وحتى مقاطع من روايات تم قراءتها، أو مشاهد من فيلم ذات صلة بالغروب، فموعده بالنسبة لها لحظة مهمة لا يمكن تفويتها عند كل زيارة للعوانة.
المساحات الخضراء ألبستها حلة مغايرة
وأجمع ،من تحدثنا إليهم، بأن لهذه الواجهة خصوصية و ميزة تختلف عن باقي الواجهات البحرية بجيجل على غرار بومارشي و كتامة، إذ تمتاز بالهدوء ليلا، فالمساحات الخضراء التي أدرجت ضمن مخطط تهيئتها سمحت بإعطاء منظرا مغايراعن باقي الواجهات، و كذا الكراسي التي هيئت بمواصفات جمالية، توفر الراحة بعيدا عن الصخب والاكتظاظ. واصلنا سيرنا لنستطلع انطباعات الزوار، حيث التقينا بعائلة مغتربة تعيش في إسبانيا وتفضل كل عطلة زيارة جيجل، بحيث أكد رب العائلة، بأن لولاية جيجل سحر خاص، مضيفا بأنه سبق وأن زار عدة بلدان ومناطق في الجزائر، إلا أن للواجهة البحرية العوانة خصوصية كونها تقع بمدينة صغيرة تشبه قرية مطلة على مختلف المناظر الرائعة التي تجمع بين زرقة البحر وجمال الفضاء الغابي، معربا عن إعجابه بالتغييرات والإضافات الجديدة على الواجهة البحرية. وما رفع معدل الإقبال على الواجهة، الحركية الاستثنائية التي تمتد لساعات متأخرة من الليل، بحيث يتوافد الزائرون على المنطقة السياحية بعد غروب الشمس مباشرة ولغاية دقائق قبل آذان الفجر، ويفضل مستعملو الطريق وبعض الزوار المبيت وافتراش المساحة الخضراء والنوم.
للتذكير، فإن أشغال التهيئة تمت على أشطر، حيث تم أثناء أشغال الشطر الأول من الواجهة البحرية العوانة إنجاز مقطعين على طول 320 مترا، وعرض متغير يتراوح بين 10 إلى 50 مترا، و مساحة إجمالية تقارب17 365 متر مربع، وزعت بين المدرجات والمساحات الخضراء ومساحات التوقف و التنزه، وقد تغيرت ملامح الواجهة البحرية، بعد الإنهاء من أشغال الشطر الأول،
و ينتظر أن يتم إكمال تهيئة باقي مساحات الواجهة البحرية، بعد تخصيص الغلاف المالي من قبل الجهات الوصية، مما سيسمح بتحسين المنظر العام للواجهة واستقبالها لعدد أكبر من الزائرين. كـ. طويل