تعرف المآزر المنتجة محليا إقبالا كبيرا من الأولياء بعد أن أصبحت تنافس من ناحية الأسعار وحتى التصاميم، كما تمكنت ورشات تسوق منتوجها إلكترونيا من استقطاب الزبائن لأنها تجنبهم التنقل إلى الأسواق في فصل الصيف.
وقد شرع أولياء في اقتناء المآزر بشكل مبكر تفاديا للازدحام الذي عادة ما تعرفه الأسواق مع الدخول المدرسي، وهو ما لاحظناه بعدة مراكز تجارية ومحلات متخصصة سيما بالمدينة الجديدة علي منجلي.
و زارت النصر محلات المركز التجاري «رتاج مول»، للاطلاع على أسعار المآزر و إقبال العائلات ومعرفة الآراء حول ما هو معروض من منتوجات محلية ومستوردة والفرق بينهما، وبحسب ما رصدناه، فإن أسعار المآزر المصنوعة بورشات محلية لم تكن مختلفة كثيرا عن المستوردة من الصين وتركيا وفرنسا، بفارق لا يزيد عن 200 إلى 500 دينار، حيث يتراوح سعر المئزر المحلي بين 1200 دينار و1500 دينار، أما المستورد فسعره يبدأ من 1500 دينار، ويصل إلى 1800 دينار، والملاحظ أن المنتوجات المحلية لا تختلف عن المستوردة من حيث نوعية التصاميم والخياطة الرفيعة.
لمسنا أيضا، تباينا في آراء المتسوقين، فبينما ترى عائلات أن الأسعار عادية وفي متناول الجميع، يقول البعض الآخر ممن لديهم أكثر من ثلاثة أطفال متمدرسين، أن السعر مبالغ فيه ومرتفع، وحسب متسوق وهو عامل بالبنك المركزي، فإنه لا يوجد اختلاف كبير بين أسعار المآزر المستوردة والمحلية، لأن هامش الربح لا يزيد عن 200 دينار فقط، لذلك فهو يختار المئزر الذي ينجذب إليه أطفاله.
من جهتها ترى السيدة لامية، أم لبنتين، بأن أسعار المآزر لهذا الموسم تظل مرتفعة قليلا مقارنة بالسنتين الفارطتين، فمثلا المئزر الواحد من النوعية الجيدة يفوق سعره 1800 دينار، ، فيما قال السيد رحيم أب لطفلين، أنه يفضل اقتناء المئزر المحلي لأنه أقل سعرا وذو جودة مقبولة.
مآزر محلية تكسب ثقة الزبون
وبحسب محمد صاحب محل كيدز ستار، فإن السلع المعروضة سواء من علامات أجنبية أو محلية، تلقى استحسانا كبيرا من طرف العائلات وهذا راجع حسبه، إلى نوعية الأقمشة التي صممت منها المآزر، مشيرا إلى أن غالبية المنتجين يستعملون قماش «البوبلين»، من النوعية الجيدة .
فالمنتجات المستوردة من الصين وتركيا وفرنسا، لها زبائن محددين، حسب البائع، ويفضلونها لتصاميمها العصرية والمتميزة، والتي تكون في الغالب أكثر جاذبية للأطفال، موضحا بأن القماش الذي تصنع منه المآزر المستوردة، ذات نوعية جيدة وتتحمل الغسيل المتكرر، مما يجعلها إستثمارا جيدا رغم تكلفتها العالية.
وأكد محمد، بأن معظم المآزر المعروضة الموجهة للأطفال الصغار مصممة بالأكمام، ويفضلها الأولياء لتجنب اتساخ الملابس بالألوان المائية والعجين، في حين المآزر المصممة دون أكمام موجهة للتلاميذ الذين يفوق سنهم 12، لأنهم أكثر وعيا واهتماما بمظهرهم، مشيرا إلى أنه سجل إقبالا كبيرا من الزبائن بمجرد الإعلان عن عرض بضاعته المتعلقة بالموسم الدراسي، قائلا بأنه يوفر مختلف التصاميم التي تناسب ذوق الجيل الحالي.
أما البائع رامي بمحل جلول كيدز، فأكد بأن هناك نوعين من الأولياء، الصنف الذي يفضل اقتناء المآزر المستوردة ، بينما يفضّل آخرون اقتناء المآزر محلية الصنع، لاسيما بالنسبة للمتمدرسين في الطور الابتدائي، لأنهم سرعان ما يلطخونها بالحبر، وبالتالي يحتاجون لأكثر من مئزر واحد خلال السنة الدراسية.
وأشار البائع، إلى أنه ومع اقتراب الدخول المدرسي يتوجه نحو أسواق الجملة «بالعلمة» لإحضار أنواع مختلفة من المآزر، مؤكدا، أن تجار الجملة قد رفعوا من السعر هذا الموسم بهامش ربح يفوق 50 دينارا، مضيفا بأن الإقبال على المآزر المدرسية سنويا، يعكس أهمية الزي الموحد في النظام التعليمي، بالإضافة إلى سعي الأسر لتلبية متطلبات المدارس في الوقت المناسب.
وبحسب رامي، فإن العديد من العلامات المحلية في المآزر نجحت في أن تغيير النظرة الخاطئة التي لزمت لعقود من الزمن كل ما هو محلي، تعكسه جودة ونوعية التصاميم المعروضة بالمحلات التجارية وأماكن بيع الأدوات المدرسية، ناهيك عن الأسعار المغرية.
وهو ما لحظناه في أغلب تصاميم المآزر المحلية، التي صارت تخاط بقماش رفيع وسميك، وأدخلت عليها تفاصيل تثير اهتمام التلاميذ، كأن تزين الجيوب الجانبية برسومات جميلة، أما واجهتها الأمامية فإما مزينة بخيوط ملونة، أو طبعت عليها رسوم متحركة أو كتابات لاتينية تحمل اسم التلميذ.
سوق موازية عبر مواقع التواصل الاجتماعي
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الحرفيات، اللواتي يخطن المآزر ببيوتهن و ورشاتهن، شرعن في الترويج لسلعتهن وبيعها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة انستغرام و فيسبوك، و ذلك قبل الدخول المدرسي، ووجدن في التجارة الإلكترونية السبيل الأمثل لتسويق بضاعتهن، خاصة مع توفر خدمة التوصيل للمنازل التي خلصت الكثير من عناء التنقل إلى المحلات و المراكز التجارية، لاختيار ما يناسب أذواقهم وقدرتهم المادية..
وما لاحظناه خلال تصفحنا لصفحات بيع مآزر الأطفال، فإن هذه الأخيرة تعرض بأسعار مغرية أي أقل بـ100 دينار و200 دينار، عن تلك التي يتم اقتنائها من المحلات، وذلك من أجل استمالة الزبائن، كما يتعمد أصحاب الصفحات إلى تقديم معلومات مفصلة حول نوعية المئزر ولونه، وقياسه، مرفقة بعدة صور ذات ألوان ورسومات جد مغرية.
كما قد غزت إعلانات حرفيات من مختلف الولايات، عديد المواقع و الصفحات، على غرار موقع «واد كنيس» ، وفيد دريسنغ، وموقع تسوق من داخل وخارج قسنطينة من أجل تسويق بضاعتهن، وبحسب الحرفية بشرى، متخصصة في خياطة ملابس الأطفال والنساء، فإن المآزر المحلية نجحت في جذب اهتمام الزبائن إليها لمميزاتها المتمثلة أولا، في تكلفتها حيث يرى العديد من الأولياء، أن المآزر المحلية أرخص سعرا مقارنة بالمستوردة، مما يجعلها خيارا مفضلًا للأسر ذات الدخل المتوسط، ناهيك عن خياطتها بخامات متينة ومناسبة للطقس المحلي.وأوضحت المتحدثة، بأن الكثير من الأولياء وجدوا ضالتهم في التسوق الإلكتروني لاقتناء المآزر لأبنائهم ، لما يقدمه من خدمات وعروض تغنيهم عن عناء التنقل إلى الأسواق والمراكز التجارية رفقة أبنائهم. لينة دلول