تشكل عطور الجسم والشعر اليوم وأكثر من أي وقت مضى مادة أساسية في حقيبة مواد النظافة والتجميل لمعظم السيدات، ومع فصل الصيف، تحرصن على اقتنائها ورش كل جزء من أجسامهن بمواد كيميائية يصفها الأطباء بالخطيرة والقاتلة ويدعون للتخلي عنها نهائيا.
تنتشر بسوق مواد التجميل كميات هائلة وماركات لا تعد ولا تحصى مما يعرف بعطور الجسم والشعر، التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من مجموعة مواد التجميل والتنظيف الضرورية لكل امرأة، وبين ماهو محلي الصنع وما هو مستورد، يتزايد الإقبال على هذه العطور ويمتد استخدامها حتى للرجال والأطفال.
وأوضح مسير محل لمواد التجميل، بأن الطلب على هذه العطور اليوم أصبح يضاهي الطلب على مزيلات العرق التي لا تتخلى عنها كل سيدة، ما ساهم في زيادة معدل الإنتاج وظهور عدد هائل من الماركات خاصة في ما يتعلق بالإنتاج المحلي الذي ساهم في اتساع دائرة استعماله أسعاره التي تعد متدنية بالمقارنة مع مثيلتها أجنبية الصنع.
وأضافت أسماء مسيرة محل آخر، قائلة أن تعطير الجسم مثلا بدأ بما يعرف بالمخمريات التي كان الإقبال عليها كبيرا في البداية، ثم تحولت السيدات إلى العطور البخاخة بحكم تنوع روائحها وسهولة استعمالها، مضيفة أن فصل الصيف يشهد أعلى نسبة طلب على هذه العطور من أجل الحصول على روائح مميزة طيلة اليوم والاستمتاع بشعور النظافة بحسب ما قالت بعض مستعملات هذا النوع من العطور.
وأكدت الطبيبة العامة آغا آسيا، أن رش العطور على الجلد مباشرة من بين أخطر الأمور التي يقوم بها الإنسان، وذلك راجع لاحتوائها على نسبة عالية من الكحول، وهو ما من شأنه أن يسبب الكثير من الأمراض الجلدية الخطيرة أهمها الإكزيما والجفاف وبشكل أخطر السرطان نتيجة للمواد الكيميائية الموجودة فيه، كما تعرض هذه المواد الجلد لالتهابات كبيرة تصيب المناطق التي تلامسها والتي تؤدي إلى الحكة الشديدة، وتغير لون الجلد واحمرار موضع الإصابة.
الدكتورة آغا أكدت أيضا أن أضرار هذه العطور تختلف باختلاف أسعارها، ما يعني أن الخطر حاليا يعد أكبر في ظل توفر منتجات بأسعار متدنية وماركات قد لا تعرف أصلا، مشيرة إلى مادة الميثانول التي تحتويها هذه العطور، وهي من مشتقات الكحول ولا يقل ضررها عن الكحول الميثيلي المستخدم في تركيبة العطور، مؤكدة أنها تؤثر سلبا أيضا على الجهاز التنفسي خاصة التهاب الجيوب الأنفية، حساسية الصدر، الربو، الصداع، الغثيان وغيرها من الأمراض التي تنتج عن تهيج الجهاز التنفسي.
وحذرت الأخصائية من خطورة اعتماد ما يصطلح عليه اليوم بمثبتات العطور خاصة مادة الفازلين التي وصفتها بالمحسس الضيائي، الذي يؤدي تعرضه بشكل مباشر للشمس للإصابة بتصبغات طويلة الأمد، وتنصح بتجنب كل هذه العطور التي تعد إضافات لا فائدة منها، والحفاظ على نظافة الجسم عبر الغسل، وضرورة رش العطور أيا كان نوعها على الملابس وليس على الشعر ولا على الجسم.
إ.زياري
