الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

من أجمل المناطق الأثرية في المنطقة: «جنان الحاكم» بفرجيوة يستقبل زواره من جديد

استعادت حديقة المعلم الأثري «قصر الآغا» أو «جنان الحاكم» بمدينة فرجيوة ولاية ميلة، حركيتها وزوارها من جديد، بعدما أغلقت طويلا لغرض الترميم والتهيئة الذي استمر لسنوات منذ 2014، بفعل تجميد المشروع في مرحلة معينة، ما تسبب في تراجع شعبية الحديقة التي يزيد عمر وجودها عن قرن ونصف، وكانت دائما مقصدا ومتنفسا لأبناء المدينة.

مكي بوغابة

أنشأت في ثلاثينيات القرن التاسع عشر
تعد الحديقة الوجهة المفضلة لسكان مدينة فرجيوة، حيث يقصدها الناس بحثا عن الهدوء والراحة وسط الطبيعة الساحرة، فالفضاء الأخضر ظل محافظا على جماله و على أهميته كرئة رئيسية للمدينة تتميز بهندستها الجميلة و المتناسقة.
أنشئت حديقة «جنان الحاكم» في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، بعد تشيد المعلم الأثري «قصر الآغا» في عهد أحمد بوعكاز، الذي عينه الحاج أحمد باي شيخا لمنطقة فرجيوة سنة 1834، ثم صارت الحديقة التي تعد جزءا من القصر، عنوانا للراحة والاسترخاء لأبناء المدينة والزوار من مختلف مناطق الوطن.
وتمتد حديقة «جنان الحاكم» كما يحلو لساكنة المنطقة تسميتها على مساحة 2000 متر مربع، في قلب مدينة فرجيوة، وهي المكان المفضل لعشاق الطبيعة، و الباحثين عن الهدوء كما يجذب تاريخها وقصتها الفضوليين كذلك.
نخيل وليمون وتوت وزهور الياسمين
يتوفر الفضاء على كنز من المعالم والقطع الأثرية التي تعود إلى حضارات تعاقبت على المدينة، وتحتوي الحديقة كذلك على عدة أصناف من الأشجار والنباتات الملائمة لمناخ المدينة، على غرار أشجار النخيل و الدردار و الليمون، فضلا عن التوت و الياسمين والخروب وغيرها من الأشجار المقاومة للحرارة والجفاف ودائمة الخضرة.
تشكل هذه الأشجار لوحة جميلة و مظلة يحتمي بها زوار الحديقة عندما يشتد الحر، خصوصا وأن مدينة فرجيوة تعد من بين أكثر المدن حرارة في فصل الصيف، نظرا لموقعها وسط سلسلة جبلية دائرية.
افتتحت الحديقة مجددا قبل يومين، بإشراف من مسؤولي فرع الديوان الوطني لتسير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية بولاية ميلة، وذلك بعد تهيئتها وتنظيفها وغرس مجموعة من أزهار الزينة، وتمت العملية بالتنسيق مع السلطات المحلية لبلدية فرجيوة. وقد أوضحت ممثلة الديوان السيدة إيمان عزري، أن افتتاح حديقة «قصر الآغا» الأثرية، جاء تنفيذا لتعليمات المديرية العامة للديوان الوطني لتسير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، ووزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، فضلا عن الطلبات المتكررة لأبناء المنطقة.
وأضافت المتحدثة، أن الحديقة ستكون مفتوحة أمام المواطنين يوميا مقابل مبلغ رمزي، حيث يمكنهم زيارتها لقضاء الوقت فيها والاستمتاع بتميز وجمال هذا المعلم الأثري الذي ظل خارج الخدمة منذ سنة 2014.وأوضحت، أن المكان يتميز بغطاء نباتي كثيف وبقطع أثرية ثمينة تحكي تاريخ المدنية التي تعاقبت عليها حضارات عديدة، مؤكدة أن مصالحها تسعى لتوفير بعض الخدمات داخل الحديقة من خلال إضافة الكراسي والسماح بإنشاء كشك لبيع مختلف المأكولات والمشروبات في قادم الأيام، وذلك لتوفير ظروف أحسن للزوار، فضلا عن تزويد الحديقة بالإنارة وفتحها أمام المواطنين ليلا .
معرض للأثريات التاريخية وسط الحديقة
كما أكدت مسؤولة فرع الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، أنه سيتم إنشاء معرض في الحديقة لمعالم أثرية وتاريخية تزخر بها فرجيوة وبعض أقاليم ولاية ميلة، وجعلها في متناول الزوار للاطلاع عليها ومعرفة تاريخ المنطقة. فضلا عن تعين مرشد سياحي لأجل مرافقة الزوار وتقديم كل المعلومات عن المنطقة وخباياها، لاسيما تاريخ القصر وما يكتنزه من أثريات و ما يرويه من قصص وأحداث تعود للحقبة العثمانية. وتسبق هذه الخطوة عملية تهيئة وترميم للمعلم الأثري «قصر الآغا»، الوجهة المفضلة لأبناء المنطقة، و الذي تتميز حديقة بتصميم نادر، وهو ما ضاعف سعادة السكان بإعادة افتتاحها، حيث تعرف توافدا كبيرا منذ الساعات الأولى التي تلت دخولها حيز الخدمة مجددا.
ورغم نقص المرافق والخدمات داخلها، إلا أن المواطنين يجدون متعة في قضاء الوقت في الحديقة، ويعتبرون المكان بديعا ويستحق الزيارة، خصوصا وأن الغطاء النباتي الذي يتمتع به يمنح شعورا بالانتعاش.
مسعودة بوطفوس، سيدة قابلناها في الحديقة، ثمنت الجهود التي قام بها القائمون على المواقع الأثرية بميلة، من خلال تهيئة وتنظيف الحديقة وإعادة فتحها بعد غلق دام طويلا، قائلة إنها ستعود للتردد كثيرا على المكان للاستمتاع بالهواء النقي بين الأشجار والأزهار، وستسعد كثيرا بمشاهدة قصر الأغا عن قرب.وأضافت المتحدثة، بأنها سعيدة بعودة الحياة للحديقة التي تعتبر رئة المدينة، خصوصا في ظل غياب مرافق للتسلية والراحة بالمنطقة، حيث يمكن لأبناء المدينة اليوم اللجوء إلى الفضاء الأخضر لقضاء الوقت في هدوء. أما ابن فرجيوة، مسعود شوارفة، فعلق على الأمر قائلا:
"فتح حديقة جنان الحاكم، أمام الزوار حدث مهم و جميل، لأنها بمثابة متنفس حقيقي لسكان المدينة وهي ملاذ لعشاق الطبيعة و الباحثين عن الهدوء والراحة، فالحديقة كانت الملجأ الأول لأبناء المنطقة منذ القدم".
فيما أكدت الطالبة بالمدرسة العليا الوطنية لحفظ وترميم الممتلكات الثقافية بتيبازة سمية بولمعالي، أنها سعدت جدا بخبر إعادة افتتاح الحديقة والمعلم الأثري قصر الآغا، لأنها من عشاق مزيج الآثار والطبيعة الذي يتمتع به المكان، كما أخبرتنا بأنها تجد متعة كبيرة جدا في الجلوس في الحديقة التي تتميز بجمالها المعماري القديم، بالإضافة إلى الأشجار التي تعود لسنوات مضت وما تزال محافظة على طبيعتها.
وتحدثت ابنة بلدية ترعي باينان، عن أهمية فتح المعالم والمواقع الأثرية أمام المواطنين لتمكينهم من التعرف على كنوزنا، وتعزيز ثقافة الحفاظ عليها، ناهيك عن إتاحة الفرصة للجميع للتعرف على تراثنا الثقافي، متمنية فتح أبواب قصر الأغا أمام الزوار في أقرب الآجال.
موافقة مبدئية لترميم المعلم الأثري «قصر الآغا»
ثمن مدير الثقافة والفنون الطاهر عريس، المبادرة والجهود التي قام بها القائمون على فرع الديوان الوطني لتسير واستغلال الممتلكات الثقافية المحلية بالولاية، و التي أثمرت إعادة افتتاح حديقة « قصر الأغا»، وجعلها في متناول أبناء المنطقة وزوارها.
كما أكد المسؤول للنصر، خلال حضوره مراسيم إعادة الافتتاح وجود مساع لرفع التجميد عن عملية ترميم المعلم الأثري « قصر الآغا»، والتي ينتظر أن تفعل خلال هذه السنة أو السنة المالية المقبلة، قائلا إن مصالحه تعمل بالتنسيق مع وزارة الثقافة والفنون لرفع التجميد عن عملية التهيئة والترميم للمعلم الأثري، وهو مشروع مجمد منذ سنة 2015.
وأوضح، أنه تم الحصول على الموافقة المبدئية من قبل الوزارة الوصية في انتظار رفع التجميد عن عملية الإنجاز وتسجيلها مشيرا، إلى أن دراسة عملية ترميم وتهيئة «قصر الآغا»، منتهية وينتظر رفع التجميد النهائي وتسجيل المشروع للانطلاق في الأشغال. ويكلف ترميم القصر الذي يرجع تاريخ بنائه إلى ثلاثينيات القرن التاسع عشر، في عهد أحمد بوعكاز، الذي عينه الحاج أحمد باي شيخا لمنطقة فرجيوة سنة 1834 ميلادي، ما يعادل مبدئيا 140 مليون دينار جزائري، رصدت للمشروع.
ويتوقع أن يعطي افتتاح القصر من جديد دفعة قوية للسياحة الثقافية في المنطقة، لاسيما وأن هذا المعلم صنف ضمن التراث الوطني بتاريخ 20 أفريل 1998 وفق الجريدة الرسمية 20، وذلك بحسب ما أفاد به مدير الثقافة المحلي.
أكثر من تسمية لقصر واحد
ويتميز القصر الذي أطلقت عليه عدة تسميات منها قصر بوعكاز، دار الحاكم، برج الحمام والبرج الإداري، بهندسة إسلامية راقية تخفي بين رسوماتها ونقوشها ذاكرة عريقة يزيد عمرها عن القرن ونصف القرن من الزمن. ويتكون المعلم التاريخي من طابق أرضي وأخر علوي به سطوح تشرف على أطراف المدينة، وبداخله فناء واسع تبلغ مساحته 800 متر مربع وحديقة بمساحة 2000 متر مربع.وتظهر من شكل القصر العام واجهتان، تقع الرئيسية في الجهة الشرقية وتتوفر على مدخل رئيسي، تعلوها شرفة في الطابق الأول، وباب بإطار خشبي تعلوه شبه نافدة صماء من الزجاج المزخرف بقطع خشبية في شكل عناصر تشبه الفصوص. كما يشبه المدخل الجنوبي المدخل السابق إلى حد كبير، لكنه يصغره حجما ويوجد به فناء مربع الشكل يتم النزول إليه عبر سلم مزدوج.ويتكون قصر الآغا، من ثلاثة أروقة موزعة على ثلاثة أجنحة من الجهة الشمالية والشرقية الجنوبية، تفتح على الأروقة أبواب الوحدات السكنية والمرافق المعيشية، ويتشكل كل رواق من أربع دعامات تحمل ثلاثة عقود منكسرة متجاورة، كما كسيت جدران الأروقة بمربعات من الزليج، ويحتوي القصر أيضا على تسع حجرات مستطيلة الشكل فتحت اثنتان على الرواق الشمالي.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com