الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

تقترحها طالبات بمعهد علوم التغذية والتغذي بقسنطينة: منتجات غذائية مبتكرة للمرضى و عشاق الأكل الصحي

يشتغل طلبة من معهد علوم التغذية بقسنطينة، على مشاريع لمنتجات غذائية مستخلصة من مكونات طبيعية على غرار «شوكولاطة الطلي»، و «الصلصات»، وبعض «المشروب»، حيث تقترح هذه المنتجات كبدائل صحية مناسبة جدا للمرضى والأصحاء على حد سواء، خصوصا وأنها مصنوعة من البلوط و العدس الأحمر و اللوز والموز، وتهدف مشاريع هؤلاء الطلبة إلى تغيير العادات الغذائية السيئة، فضلا عن توفير نكهات مختلفة يستمتع بها مرضى السكري والقولون العصبي والسمنة وغيرهم.

إيناس كبير

رونق و أنفال وهديل، طالبات قابلتهن النصر، على هامش فعالية دولية احتضنها معهد علوم التغذية والتغذي بقسنطينة مؤخرا، أين عرضن منتجاتهن في إطار الحدث، وحظيت نقاط العرض الخاصة بهن باهتمام أساتذة وطلبة، استمعوا بإمعان لما قدمنه من شرح حول منتجاتهن.
اقترابنا من طاولة العرض الأولى، وحاولنا الحصول على فكرة عامة عن المنتجات المتاحة أمامنا، وبعد حديث إلى الطالبات، اقترحن علينا تجربة «الشوكولاطة» المصنوعة من البلوط، و الصلصة المالحة المستخلصة من العدس الأحمر واللوز، فضلا عن مشروب «سموثي» صُنع من الموز واللوز.
استغربنا في البداية من طبيعة المكونات وتساءلنا إن كان الذوق مقبولا، لكن الطعم كان لذيذا فعليا بعد تجربة المنتج، واتضح بأنه لا يختلف كثيرا عن باقي المنتجات الأخرى.

أخبرتنا الطالبات، بأن فكرة هذه المشاريع جاءت لتمكين كل الأفراد من تناول ما يريدونه دون الإضرار بصحتهم، وبالأخص من يعانون من أمراض مزمنة ويحرمون من عدة أطعمة في العادة، وذلك بسبب ما تفرضه الحمية الصحية من تعليمات صارمة تمنع الاقتراب من الحلويات والأكل السريع، والعصائر والمشروبات.
ويعد النظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني من أبرز المخاطر العالمية التي تهدد الصحة، ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد اتّفقت الدول الأعضاء، على خفض ما يتناوله السكان عالمياً من الملح بنسبة 30 بالمائة بحلول عام 2025، كما اتّفقت على كبح الارتفاع في معدّلات الإصابة بمرض السكري والبدانة لدى البالغين والمراهقين، وكذلك زيادة الوزن في مرحلة الطفولة بحلول السنة ذاتها.
تجربة المرض جعلتني أبتكر مشروبا صحيا
قالت رونق، طالبة ماستر 01 علوم التغذية والتغذي، إنها أصيبت في فترة ما بالمرض وعانت جدا من القولون، وكانت تتعرض لكثير من النوبات المتكررة، وقد دفعها ذلك إلى البحث عن أدوية تستطيع تناولها، وبرنامج غذائي ملائم لها، لكن كل ما جربته لم يقلل من حدة معاناتها، إلى أن جربت حمية غذائية يُطلق عليه «فودماب».
وأوضحت الشابة، بأن المصطلح هو اختصار لمجموعة من السكريات والخمائر التي تُمنع عن المصابين بالقولون، خلال حمية تمتد من أسبوعين إلى ستة أسابيع، اعتمدتها لتغيير عادات أكلها باحثة عن أطعمة خالية من المكونات الضارة، لكنها توقفت بعد 15 يوما إذ أنها لم تجد بدائل صحية للعصائر والمشروبات، وهكذا انتبهت إلى ضرورة التفكير في توفير هذه البدائل، وقررت أن الانطلاق في مشروع بحثي علمي لإنتاج مشروب صحي ومغذ.
كانت خطوتها الأولى هي البحث عن حليب ذي مصدر نباتي خال من «الفودماب»، وقد توصلت إلى عدة أنواع، كحليب جوز الهند، وحليب الشوفان واللوز، كما وجدت أن الموز يحتوي على نسب قليلة من السكريات، بالإضافة إلى أن مزجه مع اللوز يعطي ذوقا لذيذا.
وقد باشرت في استخلاص حليب اللوز بنفسها، لأنه لم يكن متوفرا في المحلات، و القليل الذي وجدته كان مرتفع السعر جدا، لكنها لم تستسلم وواصلت العمل بإمكانياتها الخاصة لتنتج في النهاية مشروبا مخفوقا «سموثي» من الموز و حليب اللوز يعد صحيا ومناسبا جدا للمرضى.
وذكرت رونق، بأن لهذا الشراب عدة فوائد صحية بالإضافة إلى قيمته الغذائية، حيث يستطيع المستهلك تناوله كوجبة فطور، كما يعوض العصائر الصناعية الموجهة للأطفال، ويقلل من مشاكل الهضم لديهم خصوصا الانتفاخ والإسهال، ويقلل التوتر أيضا.
وهو مشروب مفيد لمرضى «الكوليسترول»، والمصابين بداء السكري حيث أخبرتنا، بأنه خال من السكر الصناعي، وأن بعض الدراسات التي اطلعت عليها كشفت بأنه مفيد أيضا للمصابين بالسرطان.
وترى رونق، بأن هناك اهتماما متزايدا بثقافة الغذاء الصحي في بلادنا وذلك منذ أن اتضحت أهميته خلال فترة الجائحة، حيث صار مواطنون يميلون إلى استبدال الأطعمة المضرة بأخرى نافعة رغم الفرق في التكلفة أحيانا، ويعتبرون بأنه من المهم أن يدفع الفارق في الوقاية على أن يصرف على العلاج.
وأضافت، بأنها بصدد تطوير منتوجها أخذة بعين الاعتبار ملاحظات من تذوقوه في المعارض التي شاركت فيها، وقالت إنها تعمل كذلك على جعل سعر المنتج في متناول الجميع عند إنهاء التجارب عليه وخروجه إلى السوق.
حولت العدس الأحمر إلى صلصة مالحة
من جهتها، تتوجه الطالبة بمعهد التغذي والتغذية، هديل جوهري، بمنتجها إلى من يتبعون حمية غذائية نباتية ومحبي السلطات، وكذا المصابين بمرض «الآنيميا» الذين لا يحبون تناول العدس، حيث وفرت لهم صلصلة مالحة مستخلصة من العدس الأحمر واللوز، تشكل بديلا عن صلصات الجبن الصناعية و»المايوناز».
وعن المشروع قالت: «لاحظنا بأن هناك من باتوا يفضلون تناول السلطات بأنواعها، لذلك فكرنا في توفير منتج صحي يتمتع بقيمة غذائية، كما فكرنا أيضا في جعل المستهلك يتناول العدس بطرق مختلفة»، مضيفة بأن الصلصة الجديدة تستخدم لطلي الخبز أيضا، أي أنها تصلح كلمجة.
أما بالنسبة لمكوناتها، فقد اعتمدت على مواد طبيعية خالصة، مع إضافات تتمثل في عصير الليمون لضمان نسبة من الحموضة والثوم لإضفاء ذوق لذيذ.
وعددت هديل، مجموعة من الفوائد الصحية التي يتمتع بها العدس الأحمر، فهو غني بالألياف، و»البروتينات» النباتية، بالإضافة إلى «البوتاسيوم» الذي يعد مضادا للأكسدة، مشددة على ضرورة الانتباه إلى نقطة أساسية عند اختيار المنتج وهي التأكد من عدم الإصابة بالحساسية تجاه أي من مكونات الصلصة.

وعن الملاحظات التي استفادت منها خلال تجارب التذوق قالت هديل، إن بعض من تذوقوا الصلصة سجلوا اختلافات قليلة في الذوق، وكذا القوام خصوصا وأن العدس يخلف بعض الحبيبات، وأرجعت ذلك إلى نقص العتاد الذي صعب عليها الوصول إلى القوام المناسب، وأردفت بأنها ستأخذ كل الملاحظات بعين الاعتبار في تجاربها لتحسين منتجها.
وتطمح الشابة، إلى إفادة المستهلك من منطلق تخصصها في علوم التغذي والتغذية، وتشكيل وعي لديه بخصوص ثقافة الغذاء الصحي، وأفادت بأن الصلصات الصناعية مضرة بالصحة وبالأخص صحة الأطفال، داعية إلى ضرورة تحلي الأولياء بالوعي وإبعاد أبنائهم عن كل ما يضر صحتهم وتعويدهم على الأكل الصحي.
واعتبرت المتحدثة، بأنه من الممكن جدا تحسين نمط الغذاء واختيار منتجات صحية، خصوصا في ظل توفر بدائل مناسبة جدا وبأسعار في المتناول في الأسواق، لاسيما الشوفان و الخبز الكامل، ومنتجات القمح الكامل، والبسكويت المصنوع من مواد طبيعية.
استغلال وفرة البلوط في الجزائر لتصنيع منتجات غذائية

أنفال درهم، وهي زميلة رونق وهديل، قدمت بدورها منتجا صحيا يعتمد بشكل كبير على البلوط المتوفر بكثرة في بلادنا، حيث استخدمته في صناعة منتج جديد وهو عبارة عن شوكولاطة للطلي.
وقالت الطالبة للنصر، إنها لاحظت عدم استخدام البلوط بشكل كبير في غذائنا كجزائريين، وذلك رغم فوائده الكبيرة، مشيرة إلى أنها توصلت رفقة زميلاتها من خلال التجارب التي قاموا بها إلى احتوائه على مادة لا توجد في سواه، تقلل من التجاعيد، وتحمي من الزهايمر، كما يمكن أن تستخلص منه زبدة مشابهة لتلك التي تُصنع من الفول السوداني.
وتحتوي شوكولاطة الطلي التي ابتكرتها الطالبة على 40 بالمائة من الكاكاو، بالإضافة إلى سكر التمر، كما أنها خالية من زيت النخيل، وهو ما يجعلها كما قالت، قابلة للاستهلاك من طرف مرضى السكري أيضا، مضيفة بأنه يمكن استخدامها في صناعة الحلويات، وذلك بناء على آراء من تذوقوها، حيث أخبروها بأن ذوقها لذيذ ولا يختلف كثيرا عن الشوكولاطة الصناعية.
وفي هذا السياق أفادت الطالبة، بأن تخصص علوم التغذي والتغذية ساعدها على اكتشاف مواد ذات قيمة غذائية، ويمكن استخلاص منتجات منها، تحمي صحة المواطن وتساعده على الاستمتاع بأنواع مختلفة من المأكولات، معقبة :»يستطيع المستهلك تناول أطعمة حلوة على سبيل المثال دون أن يضر بصحته».
كما تنصح أنفال، بالتخلي عن المنتجات التي تحتوي على مواد حافظة وعلى السكر الأبيض وزيت النخيل، و التوجه أكثر نحو تعويض هذه المكونات بأخرى طبيعية صحية كخطوة أولى للتحكم أكثر في نمط الغذاء.

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com