نجحت طالبتان في طور الماستر، بكلية العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعة والحياة، بمعهد التكنولوجيا بعين مليلة، التابع لجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي، في تطوير كرسي متحرك ذكي يلائم المصابين بمرض الشلل الرباعي، وقد حصلتا على وسم مشروع مبتكر «لابل»، وتأملان في تطوير مشروعهما ودخول السوق لضمان منتج مفيد للمرضى.
أحمد ديب
أشرف على تأطير مشروع الطالبتين دلال جابري وملاك سعيداني، الأستاذ عبد الحكيم حدون من كلية العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعة والحياة بعين مليلة، ويحمل المشروع حسب صاحبتيه عنوان « ابتكارات في القيادة والتحكم عن طريق التعرف على الإيماءات للكرسي المتحرك الكهربائي»، وهو موجه للتحكم في الأعضاء من خلال 3 طرق، عن طريق الصوت وكذا عن طريق حركة الرأس وعبر إشارات الدماغ كذلك.
تحصلت الفكرة كما أكدتا على وسم مشروع مبتكر، وتم عرضها ضمن أشغال الصالون الوطني للتنمية والابتكار مطلع شهر جوان الماضي، وبحسب البطاقية التقنية الخاصة بالمشروع، إنه يندرج ضمن مجال تقني يختص بتقنيات المساعدة الطبية والتأهيلية، وبالتحديد تقنيات القيادة والتحكم في الكراسي المتحركة الكهربائية.
تحسين تجربة المستخدمين ذوي الإعاقات الحركية
ويركز هذا المجال على تطوير وتحسين الأجهزة والأنظمة التي تدعم وتسعد الأفراد من ذوي الإعاقات الحركية في التنقل بفعالية وراحة، ويتناول المشروع تحسين تجربة المستخدمين ذوي الإعاقات الحركية، بما في ذلك المصابين بالشلل الرباعي، الذين يعانون من فقدان الحركة في الأطراف الأربعة وهم في حاجة إلى وسائل مبتكرة للتحكم في الكراسي المتحركة، كما يرمي المشروع إلى توفير حلول تقنية متقدمة تسهل عملية التحكم وتزيد من استقلالية المستخدمين، مما يسمح لهم بالتنقل بسهولة أكبر وبأمان.
وبحسب الطالبتين صاحبتي المشروع، فإن التقنيات المستخدمة في عملهما تتضمن التعرف على الإيماءات، أين يتم استخدام مستشعرات الحركة المتقدمة لاكتشاف حركات الرأس وتحويلها إلى أوامر للتحكم في الكرسي المتحرك، تتيح هذه التقنية للمستخدمين الذين لديهم بعض القدرة على الحركة التحكم في الكرسي بسهولة من خلال إيماءات بسيطة.
كما يعتمد هذا النظام على تقنيات التعرف على الصوت ويستجيب للأوامر الصوتية، من خلال تحليل الأوامر الصادرة عن المستخدمين، وتحويلها إلى إشارات تحكم، وهي ميزة يعتبرها أصحاب المشروع مثالية للأفراد الذين قد يواجهون صعوبة في الحركة ولديهم في المقابل القدرة على التحدث بوضوح.
ويستجيب الكرسي المتحرك لإشارات الدماغ، من خلال استخدام أجهزة استشعار لقراءة نشاطه وتحليل أنماطه، لتحويلها إلى أوامر تحكم في الكرسي المتحرك، وهذه التقنية تمكن المستخدمين الذين يعانون من إعاقات شديدة، من التحكم في الكرسي باستخدام أفكارهم فقط، مما يزيد من مستوى الاستقلالية والحرية.
وبحسب القائمتين على المشروع، فإنه يشمل كذلك تطوير أنظمة استشعار ومعالجة بيانات متقدمة، تمكن الكرسي المتحرك من الاستجابة للأوامر بشكل دقيق وسريع، ويتم تحسين الدقة والسرعة من خلال استخدام خوارزميات تعلم الآلة وتحليل البيانات الحية، مما يضمن استجابة الكرسي للأوامر بشكل موثوق وآمن.
وتوضح الشابتان، أن هذا التطوير يعزز من استقلالية المستخدمين ويزيد من سهولة استخدام الكرسي المتحرك في الحياة اليومية، مما يساهم في تحسين جودة الحياة وتوفير مزيد من الفرص للمشاركة الفعالة في المجتمع، كما يسهم في تعزيز السلامة والراحة، الأمر الذي يقلل من الضغط النفسي والجسدي ومقدمي الرعاية على حد سواء.
اعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي
وأوضح للنصر، الأستاذ حدون عبد الحكيم مؤطر المشروع ومرافق الطالبتين في عملهما، بأن المشروع موجه لمرضى الشلل الرباعي من خلال إقحام تقنيات الذكاء الاصطناعي في العملية، وتم ضمن العمل الأولي في بداية المشروع، الاشتغال على حركة الرأس لتوجيه الكرسي المتحرك، فبعض المرضى بإمكانهم التحكم في تحريك رؤوسهم، كما تم التوجه لاعتماد تقنيات الصوت أيضا، أين استخدمت تقنية التشغيل والتحريك عن طريق الصوت، مع اعتماد عدة لغات لتحريك الكرسي منها العربية والفرنسية والإنجليزية وصولا للأمازيغية.
ويرتبط النموذج الثالث بالتحكم بالخلايا العصبية، والعمل بهذا المجال أولي حسبه، ولم يضبط بنسبة كاملة، وأضاف المتحدث بأن المشروع جسد ضمن القرار 12/75 لإنشاء مؤسسات ناشئة، و كان موضوع مذكرة تخرج للطالبتين في طور الماستر، تخصص فيزياء تطبيقية متمنيا، أن يكون له صدى إيجابي وأن يحظى بالدعم، حيث وجه نداء للسلطات العمومية للتكفل به، سعيا لتجسيد المؤسسة الناشئة لإنتاج مزيد من الكراسي المتحركة وتوجيهها لمستحقيها من مرضى الشلل الدماغي.
20 فكرة بجامعة أم البواقي حصلت على «لابل» مشروع مبتكر
من جهته، كشف مدير حاضنة الأعمال بجامعة العربي بن مهيدي بأم البواقي، الدكتور توفيق مازوز، بأن الكرسي الذكي لذوي الاحتياجات الخاصة، تحصل على علامة مشروع مبتكر «لابل» ضمن قائمة ضمت 20 مشروعا تحصلت جميعها على علامة مشروع مبتكر.
مشيرا لاستقبال الدار لـ152 فكرة مشروع من تقديم أزيد من 282 طالبا ينتمون لمختلف الكليات والمعاهد بالجامعة، يتقدمهم طلبة كلية العلوم الدقيقة وعلوم الطبيعة والحياة بمعدل 48 مشروعا، قدمها 130 طالبا، تليها كلية العلوم الاقتصادية بـ 26 مشروعا لـ 59 طالب. وقال، إنه تمت مناقشة 82 مشروعا السنة الماضية، مقابل مناقشة 70 مشروعا خلال السنة الجارية.
وأوضح الدكتور مازوز، بأن حاضنة الأعمال وُفقت في بلوغ 20 علامة «لابل»، منها 16 لمشروع مبتكر، إلى جانب مشروع واحد لمؤسسة ناشئة تنتظر التأسيس القانوني، ويأتي هذا العدد تجسيدا للقرار الوزاري المشترك الخاص بإنشاء المصلحة المشتركة حاضنة الأعمال والمحرر شهر جانفي من السنة الجارية.
وأضاف المتحدث، أن الحاضنة أودعت 13 براءة اختراع على مستوى المعهد الوطني للملكية الصناعية مع حماية 6 علامات للطلبة، بينها اثنتين تم التقدم بهما بعنوان سنة 2022، و10 براءات بعنوان سنة 2023، كما خضعت 10 منها للخبرة الشكلية.
ومشيرا، إلى أن كل واجهات المؤسسة مهيكلة انطلاقا من دار الذكاء الاصطناعي وحاضنة الأعمال، و كذا مركز تطوير المقاولاتية ومركز دعم التكنولوجيا والابتكار، والمجمع العلمي للتنمية والابتكار بعين البيضاء، وهو الذي سينشأ على مساحة 8 هكتارات، وستوطن فيه ثلاث مؤسسات ناشئة بينها مشروعان لحاملي مشاريع ابتكاريه.