تدق مصالح سونلغاز والحماية المدينة، ناقوس الخطر مع حلول فصل الشتاء للحد من حوادث الاختناق بالغاز التي تسجل سنويا و توقع ضحايا من مختلف الأعمار، وتعمل ذات الجهات بالتنسيق مع مصالح التجارة على مستوى الولايات على زيادة الوعي بهذا الخطر الصامت، من خلال برمجة حملات تحسيسية، تشمل السكنات والمؤسسات التربوية والمساجد، في ظل تسجيل تجاوزات من مواطنين يرفضون الالتزام ببعض إجراءات الحماية والوقاية.
أسماء بوقرن
و رغم التحسيس المتواصل و جملة الحملات التوعوية التي يتم خلالها تنبيه المواطنين و توجيههم، إلا أن هناك جملة من التجاوزات المتعلقة بتركيب أجهزة التدفئة وتسخين الماء تسجل في كل مرة حسب ذات المصالح، كما يصادف أعوان سونلغاز أحيانا، عديد العقبات المتعلقة برفض مواطنين لفكرة تركيب كواشف الغازات المحترقة، رغم فعاليتها وأهميتها في التنبيه من حدوث التسرب في حينه، كما يعاند البعض الآخر فيما يتعلق بتطبيق جانب من التوجيهات التي تخص توصيلات الأجهزة عموما ما يعكس نقصا في الوعي بمخاطر التسمم بأحادي أكسيد الكربون.
حصيلة ثقيلة تخلفها حوادث الاختناق سنويا
تسجل سنويا، وفيات بالجملة بسبب الاختناق الغاز، وحوادث تكون ضحاياها عائلات بأكملها أحيانا، وهو ما يدفع مصالح الحماية المدنية وسونلغاز و مديريات التجارة، تضاعف جهودها في كل مرة لتغطية أكبر عدد من المنازل بكواشف التسربات الخانقة، قصد الحد من الحصيلة التي ترتفع سنة بعد أخرى، غير أن نقص الوعي ورفض مواطنين لتركيبها، يؤثر سلبا على سيرورة العملية ليظل الخطر محدقا، وترتفع حصيلة الضحايا حسبما أشارت إليه المكلفة بالإعلام على مستوى مديرية توزيع الكهرباء والغاز علي منجلي، وهيبة تخريست.
المتحدثة أوضحت، أن ما لا يقل عن 1858 زبونا رفضوا تثبيت كواشف التسربات داخل مساكنهم، مع تسجيل غياب 24337 زبون على مستوى إقليم مديرية علي منجلي، مشيرة إلى أن تغطية السكنات بالكواشف بلغت 67 بالمئة، ومن المنتظر الانتهاء منها خلال السداسي الأول من سنة 2025.
وبالرغم من ذلك، تكثف مديرية توزيع الكهرباء والغاز علي منجلي حملاتها التوعوية لضمان الاستعمال الآمن للغاز الطبيعي والحد من خطر تسربات القاتل الصامت، حيث تعتمد على برمجة أيام مفتوحة للمواطنين بهدف تقديم شروحات أوفى حول الموضوع، وقد سبق للمؤسسة كما قالت تاخريست، أن نظمت يوما مفتوحا على مستوى الوكالة التجارية علي منجلي 1، للتحسيس والتعريف بمختلف خدمات الشركة التي تصب في عمومها في مصلحة المواطن. وأشارت، إلى أن التوجيهات تشمل شرح كيفية تنظيف المداخن الجماعية والفردية كإجراء استباقي قبل تشغيل الأجهزة التي تعمل بوساطة الغاز، فضلا عن التذكير بالتدابير الوقائية، كما ضبطت المدرية العامة للمؤسسة بالولاية مخططا لاستهداف مالا يقل عن 9 آلاف عائلة عبر إقليم نشاطها يشمل بلديات الخروب، وابن باديس، وأولاد رحمون، وعين السمارة والمدينة الجديدة علي منجلي.
أخطاء تتكرر عند مد توصيلات الغاز
وقامت الفرقة التقنية للغاز بموجب ذلك، بمعاينة التوصيلات الداخلية للغاز رفقة مصالح الحماية المدنية وباقي الشركاء، وسجلت جملة من الخروقات تتمثل في استعمال أنابيب منتهية الصلاحية، وإدخال تعديلات على التوصيلات داخل الشقق بعد تقديم شهادة المطابقة، ناهيك عن القيام بتوصيلات داخلية عشوائية من قبل أشخاص غير مؤهلين، وعدم التنبه لانسداد المدخنة الفردية داخل المنزل، زيادة على عدم تنظيف المدخنة الجماعية للعمارة.
وأشارت المتحدثة كذلك، إلى عدم ربط الجهاز بقناة طاردة للغازات السامة والمحروقة، وسد منافذ التهوية، واستعمال المواقد في عملية التدفئة، وقد قامت الفرقة، كما قالت، بتقديم الشروحات والتوجيهات للسكان والتأكيد على ضرورة تغيير أنبوب الغاز بعد مدة استعمال تتراوح بين 3 و 5 سنوات مع احترام تاريخ صلاحيته، ومعاينة لون شعلة المدفأة التي يجب أن تكون زرقاء للتأكد من نجاح عملية الاحتراق التام، مع معاينة ومراقبة الفراغات التقنية داخل العمارات وعدم سد فراغات التهوئة من أجل المحافظة على سلامة المواطنين لقضاء شتاء آمن دون حوادث تسمم واختناقات.
وشددت تاخريست من جانب آخر، على أهمية الاتصال بالرقم 3303 من أجل طلب خدمة معاينة التوصيلات الداخلية مجانا و الاستفادة من خبرة أعوان المصالح المختصة.
وللحد من الخروقات المسجلة، ضبطت ذات المصالح برنامجا آخر يشمل أيام دراسية وتوعوية، و دروسا بيداغوجية لفائدة المتمدرسين والطلبة، شملت مدرستين ابتدائيتين بعلي منجلي، هما «بطو فيلالي» و»الطيب قيقاية» ، على أن تمس العملية 30 مؤسسة إجمالا، ناهيك عن مواصلة عملية طرق الأبواب التي ستستهدف العائلات المزودة مؤخرا بالغاز الطبيعي، على غرار سكان التوسعة الغربية بالمدينة الجديدة علي منجلي والقطبين الحضريين عين نحاس وماسينيسا، إلى جانب البنايات التي شهدت حالات تسمم العام الماضي مثل الوحدات الجوارية 6 و7 بعلي منجلي وحي 500 مسكن بعين السمارة.
كما ستستهدف العملية مناطق الظل كذلك، بداية بمشاتي أولاد رحمون وابن باديس، وكذا السكنات ذات الطابع الاجتماعي على مستوى بلدية الخروب وسكنات عدل.
* الرائد محمود حمدي طبيب بالحماية المدنية
المدفأة لم تعد السبب الرئيسي للاختناقات
قدم الدكتور بالحماية المدنية الرائد محمود حمدي، في حديث للنصر، نصائح لتجنب الاختناقات وأخرى حول الإسعافات الأولية الواجب القيام بها عند الشعور بأعراض الاختناق بالغاز، مصرا على ضرورة الاتصال بالرقم الأخضر 1091 في حال تسجيل حالات مماثلة.
وذكر الدكتور حمدي، في مستهل حديثه جملة الأعراض الناجمة عن استنشاق غاز أحادي أوكسيد الكاربون، والمتسرب من المدفئة أو سخان الماء والذي أصبح سببا رئيسا حسبه، في الاختناقات، مشيرا إلى أن الضحية ستشعر بداية بالصداع ومن ثم الغثيان ورغبة في التقيؤ واسترخاء العضلات، وعليه يوصي الانتباه جيدا عند استخدام الجهاز والإسراع بغلق صنبور الغاز مباشرة عند استشعار الخطر، مع فتح النوافذ كخطوة أولى والاتصال بمصالح الحماية المدنية لمعاينة القنوات وأنابيب طرد الغازات بغية تحديد مكان التسرب، وتقديم الإسعافات الأولية للضحايا إن وجدوا.
وقال الرائد محمود حمدي، بأن مصالح الحماية المدنية تضع برنامجا خاصا للتدخلات في حالات تسجيل نداءات الاختناق، للتنقل إلى مواقع الحوادث في أسرع وقت ممكن، وذلك للتقليل من الخطر الكبير الناجم عن استنشاق أحادي أكسيد الكربون، القادر على قتل الإنسان في غضون دقائق.
وأوضح، أن ذات المصالح تسخر إمكانياتها عند التدخل وفقا لعدد الأفراد الذين تعرضوا للاختناق، كما تتجهز بكل المعدات اللازمة للإسعاف و الإنعاش الفوري، بداية بأجهزة التنفس العازلة للغازات السامة، ومستشعر غاز أحادي أكسيد الكربون، والذي يستشعر وجود التسرب بمجرد ولوج العناصر إلى البيت المعني بالحادث، حيث يطلق هذا الجهاز حسبه، إنذارا صوتيا تزيد حدته حسب مستوى معدل الغاز المتسرب، كما يقيس كمية أحادي أكسيد الكربون وتقدمه بدقة.
وتتكفل الفرقة عموما في مثل هذه الحوادث، بإجلاء الضحايا فيما تقوم بقية العناصر بفتح منافذ التهوية، كما يتدخل طبيب الحماية المدنية لمعاينة الضحايا بشكل آني، من خلال قياس نسبة الأكسيجين في الدم، وتزويدهم بالأكسيجين في حال كان معدله في الجسم أقل من 94 بالمائة، للقضاء على جزيئات co1. يتم بعدها التكفل بالأشخاص الذين يكونون في حالة هلع.
وأضاف الرائد، أن عملية إسعاف المصابين بالاختناق تستمر طوال الطريق نحو مصلحة الإنعاش بالمستشفى الجامعي أين ينقل الضحايا مباشرة.