عرفت السهرة الثالثة للمهرجان الوطني لموسيقى الشباب بأم البواقي، تألق أسماء فنية محلية على ركح دار الثقافة نوار بوبكر، وقد سجلت الليلة ما قبل الأخيرة عودة قوية للجمهور.
وقد نشط الحفل فنانون شباب من الولاية، على غرار الشاب شوقي قوجيل والشاب زوهير الشاوي، إلى جانب فرق «اسفظاون» و»باربار راب» و»نوستالجيا»، كما تواصلت الورشة التكوينية التي احتضنها مركز الترفيه والتسلية العلمية قطراني الطاهر، بمشاركة طلبة وعشاق للموسيقى.
وافتتحت فرقة «اسفظاون» وتعني «الشظايا» برنامج السهرة الغنائي، أين قدم أعضاؤها عبد العزيز صباري المكنى «زفان» وشقيقه بلقاسم «قسوم» عدة أغان من ألبومهما الصادر سنة 2018، وأبدعت الفرقة في أداء الطابع الشاوي العصري في أغنية «زيزي» وتعني الجد، وكذا أغنية «عدان أوسان» وتعني «مرّت الأيام»، إضافة إلى أغنية «السخاب».
كما أمتعت فرقة «باربار راب» الجمهور، وغنت بقيادة الفنان الشاب حمزة سفيان، أغان تنقل جانبا من الواقع المعيش، وأخرى تتحدث عن مواضيع مختلفة كأغاني «إشاويّن»، و«إيق النية»، وأغنية «مالقري» و«دزاير بلادي» التي وقعت نهاية الفقرة الغنائية بعدما تحفظت محافظة المهرجان على بعض الكلمات، فيما اعتبرها المغنيان عادية تعبر بلغة الشباب.من جهة أخرى، أبدعت فرقة «نوستالجيا» التي تنشط على مستوى المركز الثقافي الأمير خالد بعين البيضاء، في تقديم أغان من التراث الشاوي وكذا أغانٍ شاوية بثوب عصري ومزيج بين الطابع الغنائي الإسباني والجزائري، ونال أداؤها ثناء ورضا الجمهور الذي صفق لها مطولا.
وقدمت الفرقة التي تنشط منذ ما يزيد عن 22 سنة كاملة برئاسة المغني والعازف على آلة القيتار خمري عبد الكريم المدعو «عبد العظيم»، أغنيتي «أبويا»، و»جميلة» للفنان عيسى الجرموني، وذلك ضمن قالب جديد وبالاعتماد على موسيقى الفلامينغو الإسبانية، ما أبهر الحضور وزاد من تفاعله مع فقرة الفرقة التي غنت من ألبومها الأول أغاني «أبريذ» وتعني «الطريق»، و«أمدور» وتعني «الوقت» ،
وكرمت ذكرى الراحل الشاب عقيل بأغنية «مازال مازال».
جاء الدور بعدها على الشاب زوهير الشاوي، ابن مدينة عين البيضاء، الذي تفاعل معه الجمهور بشكل كبير، وردد الأغاني التي قدمها بقوة، خصوصا وأنها أعمال من الألبوم التراثي الشاوي على غرار أغنية «إيمازيغن»، و «احنا شاوية»، إضافة إلى أغنية «نكار الخير» و«سوسم سوم يا متوسة»، و «يا فارس جا من قبلة» التي اشتهر بها الفنان زوهير وأعاد تقديمها فنانون آخرون بعده.
واختتمت السهرة الثالثة من الطبعة العاشرة للمهرجان، بأداء مميز للشاب قوجيل الشاوي ابن مدينة أم البواقي، الذي أمتع الحضور بثلاث أغان من التراث الشاوي، هي «يما ما عنديش المال»، وأغنية «لهوا نوذرار» وأغنية «الفارس».
تجدر الإشارة، إلى تواصل الورشة التكوينية التي تشرف عليها محافظة المهرجان بمركز الترفيه والتسلية العلمية قطراني الطاهر، والتي تتميز بمشاركة نحو 20 طالبا و هاويا للموسيقى، وتأتي بتأطير من أساتذة مختصين في الموسيقى على غرار العربي حراث، وسليم رحماني، وكمال بركاني ولخضر معتوقي. تتمحور الورشة حول التكوين في النظريات الموسيقية في المقامات والسلالم، تشمل دروسا في التربية الصوتية، إلى جانب تمارين تطبيقية في التقنيات الصوتية وتمرين تجارب صوتية.
أحمد ذيب