ابتكر زهير منصور، متربص بمركز التكوين المهني والتمهين الشهيد براح محمد ببلدية الحمامات في ولاية تبسة، جهازا لاستخلاص سم النحل، بطريقة عملية تسمح بجمع كميات كافية من سم الحشرة دون الإضرار بها أو التسبب في قتلها. طور المبتكر بمركز التكوين المهني و التمهين في إطار نشاط النادي العلمي وتحت إشراف الأستاذة سامية سعدود، والأستاذ نصري صالح، و بالتنسيق مع مديرة المركز، وقد أجريت أولى التجارب بنجاح للتأكيد على نجاعة الفكرة التي شارك بها المتربص في فعاليات المعرض الوطني للإبداع والابتكار، ونال بفضلها المرتبة الثالثة وطنيا.
وحسب صاحب المشروع، فإن الآلة عبارة عن إطار خشبي يحتوي على أسلاك يمر بها تيار معين، يكون الصندوق مجهزا بزجاجة في الأسفل لحفظ ما يتم جمعه من السم، مؤكدا أن هذه المادة غالية الأسعار وطرق توفيرها تقليديا جد صعبة وخطيرة أيضا، حيث يطمح من خلال مبتكره إلى تسهيل العمل و توفير كميات أكبر من المادة التي تستخدم لأغراض صيدلانية وتستورد بشكل كبير حاليا، مشيرا إلى أن مبتكره ذو جدوى اقتصادية لأنه في حال تطويره واستغلاله سيمكن من تقليل تكلفة الاستيراد الخاصة بهذا السم.
مشروع صديق للبيئة
أما الأستاذ بالمركز صالح نصري، فأوضح أن المشروع صديق للبيئة، مشيرا إلى أن سم النحل من أغلى السموم المستعملة في العلاج، حيث يباع 1 غرام منه بـ 2 مليون و500 ألف سنتيم، ويعتبر من المواد الأولية التي يتم استيرادها لفائدة صناعة بعض الأدوية، ويأمل أن تكون هناك شراكة مع مربي النحل، من خلال توفير الأجهزة التي تستخلص سم النحل، لتوفيره بكميات كبيرة خدمة للصحة العمومية والاقتصاد الوطني. من جهته، يضيف المتربص، أن الإبداع لا يحتاج إلى موارد ضخمة، بل يكفي أن تكون الفكرة مختلفة وعملية وتقدم حلولا، مشيرا إلى أن مشروعه يعكس مستوى التكوين في مراكز التمهين، ودور ذلك في تأهيل الشباب وتمكينهم من تحقيق طموحاتهم وإحداث نقلة نوعية في مجالات متعددة. مضيفا، أن السم الناتج عن النحل، يعد من المواد القيّمة التي تستخدم في العديد من المجالات الطبية والصحية، لكن عملية استخلاصه كانت ولا تزال معقدة ومكلفة، وهو الأمر الذي دفع به إلى التفكير في إيجاد حل للموضوع، عن طريق ابتكار آلة لإتمام العمل بطريقة آمنة، تضمن الحفاظ على حياة النحل وتحقيق أقصى استفادة ممكنة، وقد تحصل بابتكاره على شهادة لابال، و يتطلع مستقبلا لأن يوفر هذه المادة الأولية المهمة في علاج عديد الأمراض.
موضحا، أنه السبب وراء توجهه إلى هذا المجال تحديدا وتفكيره في موضوع سم النحل، هو تضاعف عدد المربين على مستوى الولاية، التي تتوفر على تعاونية لتربية النحل، و هي أيضا منطقة معروفة بغطاء نباتي معتبر ملائم لتطوير هذا النشاط. ويشرح المتربص فكرته موضحا: “ جهازي عبارة عن لوحة مستطيلة الشكل تعلوها أسلاك منتظمة ومتوازية في شكل أفقي، توضع تحتها لوحة خشبية لجمع إفرازات النحل والسم في الآن ذاته”، مواصلا “ بعد تشغيل الجهاز يتعرض النحل إلى صعقات خفيفة جدا من التيار الكهربائي بمجرد مروره فوق الأسلاك الموزعة على أرضية الآلة، فتجعله يفرز سمه دون أن يلحق به الضرر”.
مضيفا، أن سم النحل كان يستخدم في الطب الشعبي قديما، وهو اليوم مكون مهم في الصناعات الصيدلانية، وذلك فإن العمل على توفيره ضروري جدا لتدعيم السوق الوطنية بالمواد الأولية بدل استيرادها، خصوصا إن كانت التقنية متاحة وممكنة وغير مكلفة، وهو تحديدا ما تهدف إليه المبتكرات الشبانية، موضحا أنه ما يزال حاليا في مرحلة تطوير جهازه والعمل أكثر على تحسين أدائه، حيث يشتغل رفقة أساتذته على دراسة استعمالاته وتحويله إلى علاجات.
دعا الشاب زملاءه في مراكز التكوين المهني، إلى التعامل بجدية أكبر مع موضوع الابتكار، وعدم التقليل من قدرتهم على الإبداع وتوفير الحلول حتى لو كانت مشاريعهم بسيطة، مع محاولة تطويرها والتغلب على كل الصعوبات التي قد تعترض طريقهم.
ع.نصيب
