الثلاثاء 4 فبراير 2025 الموافق لـ 5 شعبان 1446
Accueil Top Pub

تحت شعار"تلاميذ اليوم.. علماء الغد": برنامج «الزمكان» بوابة الطفل نحو العالم


أطلق أساتذة من الجزائر برنامجا تعليميا يساعد التلاميذ و حتى الأفراد على اكتساب منهجيات التعلم السلس، سمي النظام بـبرنامج « الزمكان»، ويستهدف تسهيل التعلم خصوصا ما تعلق بالمعلومات ذات الصلة بالتاريخ و الجغرافيا وصمم برنامج الزمكان ليستهدف جميع فئات المجتمع، من أطفال الروضة مرورا بطلاب الجامعات إلى أقسام محو الأمية، كما يشمل فئات خاصة مثل أطفال التوحد والصم والبكم، إضافة إلى الأساتذة والصحفيين، وقد عمل مصمموه على طريقة تجعله يستهدف عامة الناس كذلك، إذ ميزوه بالمرونة التي من شأنها أن ترفع الوعي الجغرافي والتاريخي للمجتمع.

حليمة خطوف

لطالما شكلت الجغرافيا كابوسا لمن يصعب عليهم استيعابها كمادة تعليمية طوال سنوات الدراسة، إذ تطاردهم أسماء العواصم والبلدان بالإضافة إلى خطوط الطول ودوائر العرض، ومفاتيح الخرائط التي يصعب عليهم حلها، فيما يرى البعض بأن مادة التاريخ أصعب كونها مجموعة من الموضوعات المكثفة والمملة، وفي محاولة لتغيير ذلك، يعمل برنامج «الزمكان»، على جعل هذين المجالين نابضين بالاعتماد على عنصر التشويق. 
وأمام الفضول الفكري، والحاجة الملحة لتطوير عملية تعليم الجغرافيا والتاريخ وكذا قلة المشاريع العلمية في هذا المجال، دخل الأستاذ محمد زواوي تحديا بدأت معالمه في الظهور سنة 2006، حيث راودته عديد الأفكار الجديدة حول آلية عمل العقل في اكتساب المعلومات وتخزينها ثم استرجاعها وقت الحاجة، ليضع زواوي عديد الفرضيات التي طبقها بعد ذلك في مجال حفظ القرآن الكريم، لقياس مدى صحتها وفعاليتها.
واحتضن مدرسون آخرون فكرة المشروع، على غرار الأستاذ حمزة بلحسين الذي رحب بالتحدي، خاصة وأنه يمتلك خبرة كبيرة في مجال التسويق الإلكتروني وإدارة المشاريع التعليمية، ويهتم بالتعليم بالطرق الحديثة، الأمر الذي سهل عليه تجسيد ما قدمه له الأستاذ زواوي في مسودته وأتاح تطبيقه على أرض الواقع.
منهجية التعليم
ويعتمد برنامج الزمكان، على أساليب حديثة من أجل بناء المعلومات في الذاكرة، حيث يرتكز موضوع العملية التعليمية على إنشاء آلية تطبيقية في ذاكرة التلميذ شبيهة بتطبيقات جهاز الحاسوب، مما يسهل تخزين المعلومات واسترجاعها بسرعة، ويتم دعم هذه العملية بكتب ورقية مزودة في كل مستوى، بعناصر يحتاجها المتمدرس، بالإضافة إلى حقيبة إلكترونية تمكن المدرب من القيام بمهمته عن بعد، كما تمكن المتدرب من التدرج عبر مستويات البرنامج والتواصل مع القائمين عليه. ومع بداية البرنامج أطلق القائمون عليه موقعا إلكترونيا خاصا، يحتوي على أقسام لدروس مسجلة ومرفقة بالتمارين، مما يتيح للتلميذ المراجعة في أي وقت بشكل تفاعلي بينه وبين مدربه، عن طريق متابعة المعلومات الداخلية للذاكرة و تقييمها، عكس الطرق التقليدية التي تستغرق مدة أطول، وكثيرا ما تكون مرهقة فيما يخص تثمين المكتسبات وكمية المعلومات، إذ يقدم البرنامج المعلومات بصورة مكثفة جدا وفي أقل من ثمان حصص، ما يسهل على المتمدرس حفظ كل ما تضمه الكتب الخمسة الخاصة بالبرنامج.
أهمية تعليم الجغرافيا للأطفال
وعن أهمية تعليم التاريخ والجغرافيا، يقول صاحب المشروع محمد زواوي، إن الإنسان يمارس هذين المجالين منذ ولادته، وإن الأطفال يتعلمون منذ الصغر عبر بيئتهم، فتعرفه مثلا على والديه وإخوته وجل أقاربه يعد جغرافيا بشرية، أما مرحلتي الحبو والمشي فهما جغرافيا مكانية، يتعرف من خلالها الطفل على غرف المنزل ثم الحي، بالإضافة إلى المحلات وغيرها من الأماكن، ومما لاحظه المختصون، فإن الجغرافيا تتوقف لدى معظم الأشخاص في سن مبكرة مع الاكتفاء بمعرفة بعض أسماء الدول والمناطق، ونادرا ما يوجد في المدارس المحلية من يتحكم بشكل جيد جدا في أسماء الدول وعواصمها، بالإضافة على المناخ والتضاريس، وما يزيد من صعوبة ذلك هي الكمية الهائلة من المعلومات المتعلقة بهذا المجال، وعلى هذا الأساس وبجهد يسير، يمكن برنامج الزمكان، منخرطيه من التعامل مع الأعلام والمواقع وأسماء البحار والمحيطات ببساطة.
المواضيع وأساليب التدريس
وحسب محمد زواوي صاحب الفكرة، فإن هناك أساليب متنوعة متبعة في الزمكان، مؤكدا أن البرنامج التدريبي يمتد حسبه، إلى مجالات عدة أبرزها اللغة والأدب والرياضيات، كما يركز على تنمية مهارات الأطفال، فمثلا يتم تقسيم الجغرافيا إلى مستويات تشمل التعرف على الدول، والعواصم، والأعلام، والتضاريس،بينما يشمل التاريخ المستويات المتعلقة بتاريخ الجزائر والعالم الإسلامي،ويعتمد البرنامج على التفاعل بين المدرب والتلميذ، والمنافسات، والتدرج في المعلومات لجعلها شيقة وسهلة الاستيعاب.
كما أكد المتحدث، أن البرنامج حقق نتائج كبيرة، وهذا بعدما أظهر الأطفال قدرة عالية على الحفظ والتنافس الشفهي، خلال المسابقات الوطنية التي نظمها القائمون على البرنامج، أما عن التقييم فيرى أصحاب المشروع التعليمي أن القدرة الكبيرة التي أظهرها المتمدرسون تفرض عليهم إيجاد طرق جديدة مستقبلا تمكن المسؤولين من تقييم المتدربين بدقة.
ويسعى هؤلاء أيضا، إلى بناء «عائلة « من طلاب وأساتذة وأولياء، مع خطط مستقبلية لإدماج التاريخ والجغرافيا، بالإضافة إلى تطوير «جسر اللغة الإنجليزية» لتعليم العربية والإنجليزية بطلاقة في 80 حصة.
وفيما يخص تعزيز حب التاريخ والجغرافيا لدى الأطفال، يرى محمد زواوي أن للأهل الدور الأكبر في هذه المهمة، وذلك من خلال تبيان مدى أهمية هاتين المادتين، خاصة وأن عديد المجالات العلمية الأخرى تتفرع منهما، كما يتعين عليهم إظهار الاهتمام من خلال الإكثار من الأسئلة الثقافية داخل الأسرة سواء بصورة ترفيهية مع التشجيع المستمر والتحسيس بأهميتها،أو اقتناء الكتب والألعاب و غيرها من الأنشطة لتحبيب الطفل في الجغرافيا من خلال الأسئلة الثقافية، ناهيك عن اقتناء الألعاب التعليمية للمادة. ويعد تعليق الخرائط على جدران المنازل والمؤسسات التربوية من أبرز الخطوات المساهمة في الحفظ والتعلم كذلك، مع الوضع بعين الاعتبار تنظيم الرحلات الاستكشافية، وتحفيز الصغار على التعرف على المعالم والأماكن.
مستقبل الجغرافيا في ظل التكنولوجيا
ويقول صاحب «الزمكان» محمد زواوي، إن التطور التكنولوجي غيّر طرق تدريس الجغرافيا، حيث أصبحت الإنترنت والأجهزة الرقمية أدوات أساسية في التعليم عكس الماضي، بعدما كانت الخريطة المدرسية الوسيلة الوحيدة لرؤية الرسومات الممثلة للعالم وتضاريسه، في الزمن ذاته، ولم يكن المتعلم يمتلك إلا قلما ملونا ومقصا إلى جانب الغراء، يجمعهم كوسائل للتشكيل، الأمر الذي تغير في الحاضر بفضل حداثة الوسائل المستخدمة، وعليه يؤكد زواوي على ضرورة رقمنة المادة التعليمية والاستفادة من التطبيقات الحديثة، لضمان استمرارية التعلم وفق متطلبات العصر.
ح. خ

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com