تقول المرشدة الشابة ابنة مدينة قسنطينة، شهرزاد مانع، إن الإرشاد قد بات نشاطا يحظى باهتمام كبير في أوساط الشباب خصوصا الجامعي، وذلك بفضل تزايد تأثير منصات التواصل الاجتماعي التي فتحت الباب واسعا أمام كل راغب في البروز في المجال شريطة التميز و امتلاك الموهبة وتقديم تصوّر مختلف يشد السياح المحليين والأجانب.
وعبّرت المرشدة، التي تحظى بشهرة على مواقع التواصل وبالأخص إنستغرام بفضل أسلوبها الجميل في سرد القصص و التعريف بالأماكن والمعالم، عن ولعها بالسفر منذ نعومة أظافرها، وقالت إنه السبب الذي دفعها إلى دراسة الإرشاد السياحي للتسويق لمسقط رأسها ولاية قسنطينة.
وأوضحت، أن الجانب الأكاديمي مهم جدا للمرشد السياحي، حتى وإن امتلك المرشد الهاوي معلومات عن المهنة والأماكن السياحية، فالتكوين حسبها يصنع الفرق، و الموهبة مهما كانت قوية يجب أن تصقل أكاديميا. وقالت شهرزاد، إنها بعد حصولها على ماستر في التسويق السياحي الفندقي، بدأت بالعمل كمرشدة سياحية بولاية قسنطينة «لأنها مدينة ساحرة وتستحق أن يعرف بها».
مهنة توازن بين تقديم المعلومات والاستمتاع بالأمكنة
وأكدت المتحدثة، أنها تسعى جاهدة خلال خرجاتها الميدانية مع السياح، لتقديم المعلومات حول المكان المقصود مع الحرص على ترك المجال لهم للاستمتاع بالمناظر والمعالم، وأخذ الصور التذكارية وتخليد اللحظة، وبهذا فالمرشد السياحي حسبها، يعمل على الموازنة بين تقديم معلومات وإنجاح تجربة الزيارة والاستمتاع دون أن يشعر السائح بالملل.
وأضافت، أن أكثر ما يحفز المرشد السياحي هو العمل مع مجموعات وعائلات محبة للاستكشاف ومتشوقة لمعرفة حكايات الأماكن والمعالم، ما يجعل الخرجات مميزة وتبقى مطبوعة في ذاكرة المرشد نفسه.
جسر سيدي مسيد تعويذة قسنطينة السحرية
شهرزاد قالت إن مهنة الإرشاد تطورت بفعل تأثير مواقع التواصل وأصبحت أكثر متعة ولكن المسؤولية تضاعفت أيضا معلقة :» في وقت سابق كان السياح من داخل الوطن أو خارجه يبحثون عن مرافق بسيط يدلهم على مواقع المعالم السياحية في المدينة وطريق الوصول إليها، لكن الوعي اختلف وتطور في أيامنا، وأصبح هناك اهتمام أكبر بالقصة، فصار السياح يبحثون عن مرشد سياحي متمكن، للحصول على ما يشبع فضولهم من معلومات حول الأماكن، كما يفضلون سماع الحكايات والأساطير التي تحكى عن المعلم السياحي أو الطبق أو الشخص أو غير ذلك».
وأكدت المرشدة السياحية، أن كل المعالم والأماكن السياحية في قسنطينة تثير فضول وإعجاب السياح، لكن جسر سيدي مسيد المعلق، يبقى الأفضل بل هو تعويذة قسنطينة التي تسحر كل من يزور المدينة، موضحة بأن هناك من زاروا المدينة خصيصا لرؤيته و تجربة المشي فوقه، وذلك بعدما شاهدوه في صور، أو عبر فيديوهات صناع المحتوى السياحي الجزائريين والأجانب.
وتابعت حديثها عن قسنطينة بقولها «إنها مدينة كاللغز، كلما اعتقدت أنك عرفت عنها ما يكفي، تجد نفسك أمام المزيد من القصص و الأماكن و الأساطير، كل شيء فيها مرتبط بقصة وبتاريخ، هذه فعلا حاضنة للتراث و الثقافة والحضارة الإنسانية».
كما عبرت المتحدثة، عن أسفها لغلق العديد من الأماكن السياحية المهمة والقادرة على مضاعفة الاستقطاب مثل المغارة المتواجدة أسفل نزل «العربي بن مهيدي». وأكدت شهرزاد، أن مواقع التواصل الاجتماعي تلعب دورا كبيرا سواء بالنسبة للسياحة الجزائرية أو المرشد السياحي نفسه، فالمرشد السياحي يسوق لنفسه من خلال مواقع التواصل الاجتماعي وفي الوقت نفسه يسوق لولايته ولبلاده من خلال الصور والفيديوهات التي يشاركها عبر هذه المنصات على اختلافها، وأردفت قائلة «صورة واحدة لقسنطينة تكفي لتبهر المشاهد وتدفعه لزيارة المدينة».
ماجدة بهلول