أطلقت محافظ التراث بمتحف الباردو بالجزائر العاصمة، السيدة أسماء بتحي، أول مبادرة للترويج والتعريف باللباس التقليدي الجزائري بمقاس الأطفال، في عمل يراهن على انتشاره عبر مختلف ولايات الوطن ويشكل مشروعا لكتاب علمي أكاديمي وأنثروبولوجي خاص بالصغار.
وأوضحت صاحبة المبادرة المتخصصة في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية أسماء بتحي، أنها تشرف على نشاط يتعلق بتحضير ألبسة احتفالية للزي التقليدي الجزائري مع حلي خاصة بالأطفال، فضلا عن تنظيم عروض للأزياء انطلقت من متحف الباردو، قبل أن تخرج بها إلى مدرسة حديقة الحرية الابتدائية بالعاصمة، التي فتحت إدارتها الباب للمبادرة وسط ترحيب من أولياء التلاميذ، في سعي للتعريف باللباس التقليدي الجزائري للأجيال الناشئة.
وأكدت المتحدثة، أن العمل لقي استحسانا واسعا في المتحف والمدرسة وحتى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كونه يستهدف فئة الأطفال بشكل خاص لضمان الاستمرارية والتعريف باللباس التقليدي والحفاظ عليه، من خلال أزياء حقيقية مصغرة أنجزت بأنامل حرفيين.
مضيفة، أن جميع المبادرات الموجودة تهتم بملابس الكبار، بينما لا يتم التركيز عليها بالنسبة للأطفال، في حين تدعم المناهج التربوية ذلك من خلال احتوائها على مواضيع تتعلق بالتراث الثقافي واللباس التقليدي وبالتالي تشكل المبادرة حسبها، دعما ودرسا تطبيقيا يقدم توضيحات أكثر.
كما أكدت محافظ التراث، أن أبحاثها الأنثروبولوجية على مستوى متحف الباردو، قد ساعدتها كثيرا في التحضير لهذا المشروع الذي أكدت أنها تعمل من أجل تحويله قريبا إلى كتاب خاص بالأطفال، موضحة أنه يمثل بحثا أكاديميا علميا أنثروبولوجيا، تبرز عبره أهمية التراث الثقافي بالنسبة للطفل وكيفية الحفاظ عليه.
تعد المبادرة هي الأولى من نوعها التي تنطلق من متحف وطني، ولذلك تطمح الأخصائية لتعميمها وانتشارها عبر كل المتاحف الوطنية، ومختلف المؤسسات التربوية، داعية لتسليط الضوء بشكل أوسع على هذا الموضوع والعمل على إيصاله للأطفال عبر حصص أو فقرات خاصة تروج للتراث الثقافي واللباس التقليدي الجزائري، لضمان توريثه لجيل ناشئ ترى بأنه يشكل صمام الأمان ضد كل التهديدات الداخلية والخارجية.
إ.زياري