الزهايمر هاجس يؤرق العائلات و حديث عن وضع مرضى في غرف انفرادية
تعاني الكثير من العائلات صعوبات في التعامل مع المصابين بداء الزهايمر الذين يتجاوز عددهم 100 ألف حالة في الجزائر في ظل نقص مراكز الرعاية الطبية المتخصصة، حسب رئيس الجمعية الوطنية لأمراض الأعصاب البرفيسور محمد أرزقي، فإن الجمعية سجلت أزيد من 100 ألف إصابة بداء الزهايمر أو ما يسمى محليا ب»الخرف» و ضحاياه عادة من شريحة كبار السن، مما يؤدي إلى فقدانهم الذاكرة ،خاصة الذكريات القريبة زمنيا ، و بعض الأعضاء الرئيسية في الجسم كالسمع و البصر، الأمر الذي يعقد من الحالة الصحية للمريض الذي يعيش في حالة تيهان وضياع دائما، و يفقد الاتصال بعالمه الخارجي.
و أوضح الدكتور عزوزي من مستشفى فرانتز فانون بالبليدة، بأنه من الصعب فهم مسببات الداء الذي يؤثر على خلايا الدماغ بمرور الوقت، و عليه ينبغي علاج المريض في مرحلة مبكرة، حتى يتسنى له الحفاظ على ذاكرته، كما يشترط على محيطه الأسري تقديم الرعاية النفسية له و إتباع نمط غذائي متكامل. بقدر ما تتعدد الأمراض التي تصيب الكبار إلا أن داء الزهايمر، من أعقد الأمراض التي تضع كافة أفراد العائلة في حالة تأهب قصوى، يقول على محمدي، 44 سنة، الذي يروي مأساة أحد جيرانه الذي فقدته عائلته لمدة تجاوزت أسبوع على إثر تنقله عبر حافلة باتجاه مدينة بلعباس خلال الصائفة الماضية ، وقد عثر عليه بعد تكثيف المناشير والإعلانات عبر شبكة التواصل الاجتماعي ، و المشكل الأكبر، حسب محدثنا، أن المصاب لا يعرف حتى أبناءه .و يروي الشاب خالد 23 سنة، معاناة أسرة خاله بسبب جدته فاطمة التي تجاوزت العقد الثامن و أصيبت بنكوص في تفكيرها و أسلوب حياتها و أصبحت تعامل و كأنها طفلة صغيرة من حيث المأكل و المشرب ووضع الحفاظات، لحسن حظها أن لها أبناء بارين بوالدتهم يسعون بشتى الطرق و الوسائل للتكفل بها ومحاولة إدخال السرور والبهجة على قلبها، لأنها باختصار هي من غرست فيهم روح التضامن و حب فعل الخير و نشر الإحساس و الوعي بينهم.
و أضاف خالد بأن جدته تقطف حاليا رغم مرضها ، ثمار الرعاية وحسن التدبير، عكس ما نسمع من حالات عقوق الوالدين، حتى و إن كانا في كامل قواهم العقلية، إذن هي قضية، يشير صديقه مصطفى 25 سنة، تربية قبل كل شيء.
في سياق الاستفسار عن وضعية المصابين بداء الزهايمر بولاية عين الدفلى ، بمناسبة اليوم العالمي ، قالت وهيبة طالبة في الطور الثانوي أن عمتها فتيحة التي تجاوزت العقد السابع مصابة منذ حوالي ست سنوات بهذا الداء الذي استعصى علاجه ، حيث تم نقلها عديد المرات إلى مستشفى فرانتز فانون بالبليدة وهو مستشفى متخصص بالجهة الوسطى للبلاد، إلا أن كافة محاولات علاجها للشفاء من الداء باءت بالفشل ، و هيمنت المخاوف على أبنائها من أن تتدهور أكثر حالتها فوضعوها في غرفة منفردة ، كأنها مسجونة، و لا تخرج إلى ساحة البيت إلا من حين لآخر بحضور أبنائها، و أكدت المتحدثة بأن المصاب بداء الزهايمر مسجون بالداخل و الخارج، نظرا لعدم توصل أفراد أسرته إلى طريقة إيجابية مناسبة في التعامل معه، مما يتوجب وضعه بمراكز متخصصة للمتابعة و الرعاية، حسبها.
هشام ج