الضحية سعادة عربان أكدت أن الروائي استغل قصتها في رواية حوريات بدون إذنها أعلنت المحامية الأستاذة فاطمة الزهراء بن براهم اليوم الخميس عن رفع قضية أمام محكمة وهران...
* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
تشهد الأفراح و الأعراس الجزائرية في السنوات الأخيرة حركية كبيرة، غيرت جل تفاصيلها و أسقطت معها تقاليدا و عادات ضاربة في عمق التاريخ، لتحل محلها طقوس و بروتوكولات غربية و تركية جعلت منها مناسبات مقلدة لا تشبه أفراحنا، كما ضاعفت من تكاليفها كثيرا.
بعد خروج الأسر الجزائرية من البيوت و التوجه لإقامة الأعراس و مختلف الأفراح في القاعات التي شهدت هي الأخرى تطورا من حيث التنظيم و الفخامة، تسجل هذه المناسبات تغيرا كبيرا في السنتين الأخيرتين خاصة بمنطقة الوسط الجزائري، حيث باتت الكثير من الأسر تركز على طريقة تنظيم المناسبة و المكان المخصص لذلك معتمدة على وكالات خاصة للديكور و متجهة نحو أماكن أكثر انفتاحا و أكثر إثارة، على غرار الفنادق الفخمة و الفيلات الفاخرة و الشواطئ لإقامة حفلات تكلف الملايين.
الشواطئ تعوض القاعات
عمدت بعض العائلات بمدينتي الجزائر العاصمة و بومرداس، خاصة خلال السنة الأخيرة إلى تغيير طريقة تنظيم مناسباتها السعيدة، أين توجهت نحو مكان جديد يعتبر أفضل و أرقى كما أنه آخر صيحة في موضة الأفراح بالجزائر وهو الشاطئ، أين أصبحت الأعراس تنظم على مستوى إحدى الفيلات الفاخرة المبنية في هذه المناطق الساحلية، مع وضع ديكور محاذ للبحر بوسائل لم تكن يوما ضمن الأدوات التي يستعملها الجزائريون في أعراسهم.
و تقول السيدة هاجر التي نظمت مؤخرا حفلة ولادة ابنتها الأولى بإحدى الفيلات المتواجدة على مستوى شاطئ منطقة الزاوية بدائرة دلس ولاية بومرداس، بأنها استأجرت فيلا خاصة، و وضعت ديكورا في الخارج مقابل الشاطئ الذي يعد خاصا هو الآخر و لا يسمح للأجانب بالسباحة فيه، حيث تناول المدعوون وجبة الغذاء و قاموا بتقطيع الحلوى مستمتعين بنسيم البحر العليل و ديكور أقرب للديكور الغربي و التركي. أما صاحبة الفيلا فأكدت، بأنها تؤجرها خلال فصل الصيف للعائلات لتنظيم مناسباتهم السعيدة سواء كانت أعراس أو أعياد ميلاد و حتى حفلات النجاح، موضحة بأنها ثقافة جديدة بات يفضلها الكثير من الجزائريين الراغبين في إبهار ضيوفهم و الخروج عن المألوف.
حتى الطعام تغير
لم يكتفي الراغبون في تغيير عاداتهم و تقاليدهم في الاحتفال بمناسباتهم الخاصة باستبدال الأماكن المخصصة لذلك و تحديث ديكوراتها، بل ذهبوا لأبعد من ذلك، فحتى قائمة الطعام تغيرت، و لم تعد مقتصرة على تلك الأطباق التقليدية الشهيرة كالمثوم و الكسكسي و البوراك و الشربة، فقد تغيرت القائمة و سايرت الديكور، بفرض أطعمة دخيلة على أفراح المجتمع مثل أطباق المطاعم المكونة من البطاطا المقلية المرفوقة بالدجاج المحمر، الأرز المعد على الطريقة السورية و السلطة المشكلة، أو فخض الكبش المشوي مع المقبلات غربية و المملحات.
بينما حل «الكاب كايك» محل المقرود و البقلاوة و الذزيريات، و أصبحت قوالب الحلوى الضخمة و بزينتها الخاصة التي تتماشى مع طبيعة المناسبة موضة، و حتى المدعوون لا يفضلون اليوم ارتداء الألبسة التقليدية و التباهي بها، بل باتوا يميلون أكثر إلى الألبسة العصرية و فساتين السهرة البسيطة دون التكلف في الظهور بها أو الحرص على ارتداء قطع كثيرة من المجوهرات، كما أصبحوا يحرصون على إحضار بذلة السباحة للنزول إلى البحر بعد وجبة الغذاء و قبل العودة لارتشاف فناجين القهوة على الشاطئ في جو هادئ.
أخصائية علم الاجتماع سميرة بوشعالة
العولمة غيرت قيم الأسرة وعززت سطوة المظاهر في المجتمع
ترى أخصائية علم الاجتماع الأستاذة سميرة بوشعالة، بأن السبب في التغير الكبير الذي تعرفه طريقة احتفال الكثير من الجزائريين بمناسباتهم الخاصة، راجع بالدرجة الأولى إلى العولمة و تأثيرها على قيم الأسرة التي قالت، بأنها تخلت عن الأصالة و كل ما هو تاريخي في عاداتها و تقاليدها و ممارساتها اليومية، و تمسكت بحب محاكاة الغير و تقليده بطريقة عمياء.
و أوضحت الأخصائية، بأنه لم يعد من المهم بالنسبة للأسرة الجزائرية أن تكون لديها ثقافة خاصة يجب التمسك بها، بل تخلت عنها بحثا عن الراحة، و هو ما يظهر بحسبها فيما تعتمده اليوم في مناسباتها السعيدة من خلال الاعتماد على كل ما هو جاهز في المحلات بعد أن كانت جهود الأسرة الواحدة تتكاثف لإعداد كل شيء بأقل تكاليف ممكنة.
الأستاذة بوشعالة التي قالت، بأن العائلة الجزائرية فقدت قيمها العريقة اليوم، تحدثت عن بروز قيمة جديدة، هي التباهي و التفاخر أو سطوة المظاهر في المناسبات، و هو ما يجعلها تتمادى فيما تقدمه خلالها و ما تعتمده من خدمات، أين تحاول كل عائلة التفوق على الأخرى، إلى درجة غيبت كل مظاهر العرس الجزائري، و تضيف الأخصائية بأن الجزائريين أصبحوا مهووسين بتقليد الغرب ونقل ثقافات المجتمعات الأخرى، فحتى اللباس تغير و طغت الألبسة الأجنبية مثل القفطان المغربي، فستان السهرة أو اللباس العملي و الساري الهندي أصبح يعوض الأزياء التقليدية، و بذلك يبقى الفرد الجزائري تحت سيطرة حراك مس الكثير من تفاصيل حياته، في ظل التأثير الكبير للثقافات الأجنبية و المتابعة الكبيرة لها و الرغبة في الإقتداء بها، حتى و لو كان ذلك على حساب موروث ثقافي ضارب في عمق التاريخ، لتبقى العادات الجزائرية رهينة المستجدات و ما تفرضه الثقافات الغربية و رغبات أشخاص يبحثون عن التميز مهما كان الثمن. إ.زياري