* دعوة لانتفاضة من المجتمع الدولي لصالح حقوق الشعب الفلسطيني * ثمن الصمت والتقاعس أمام المأساة الفلسطينية سيكون باهظاأكد رئيس الجمهورية السيد، عبد...
التقى الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء بالكويت، مع وكيل الحرس الوطني...
شرعت الحكومة، في وضع التدابير التنفيذية للتكفل التام بالتوجيهات التي أسداها رئيس الجمهورية للحكومة خلال الاجتماع الأخير لمجلس الوزراء خاصة فيما...
سلم إرهابي نفسه للسلطات العسكرية ببرج باجي مختار، فيما تم توقيف (5) عناصر دعم للجماعات الإرهابية، خلال عمليات متفرقة عبر التراب الوطني تم تنفيذها في...
حذر أطباء و نفسانيون من تبعات الضغط المهني و آثاره السلبية على مردودية الموظفين، خصوصا العاملين في مصالح الجماعات المحلية، و ذكر المشاركون في فعاليات يوم تحسيسي و إعلامي حول هذا الموضوع، احتضنه مقر الولاية بحي الدقسي عبد السلام بقسنطينة، بأن الوقاية من القلق المهني ضرورية و تستوجب ضبط مخطط فعلي، للتحكم في تأثيرات هذا الهاجس الذي قد يؤدي إلى مشاكل أعمق منها، كالتسرب المهني و ضعف المردودية و قد يتسبب في أمراض عضوية عديدة كالسكري و ضغط الدم.
حسب الدكتور سمير جالودي، طبيب مختص في طب العمل بالمركز الطبي للولاية، فإن التوتر بات مرض العصر و أحد أكثر المشاكل المهنية التي يعاني منها الموظفون في مختلف القطاعات، خصوصا المجالات المهنية التي يكون فيها الاحتكاك مع المواطن مباشرا، على غرار الجماعات المحلية و التعليم و الصحة والإعلام ومجال الطيران و غيرها، تترتب عنه آثار سلبية، أبرزها نقص في المردودية و نقص القدرات و تعطيل بعض الكفاءات، ناهيك عن تبعات عضوية هي نتاج لتراكمات عديدة يعاني منها الموظف داخل محيطه المهني، كأن يتعرض للإحباط بسبب التقييم بناء على أسس تتنافى مع الكفاءة و تحيل أكثر إلى المحسوبية و تداخل المصالح، و أن يتواجد ضمن ظروف غير مناسبة لممارسة نشاطه، قد ترتبط بنوعية الإضاءة و ساعات العمل و الحرارة و الضوضاء و كثرة الجلوس أمام جهاز الحاسوب، زيادة على ضعف التواصل و التفاعل في المحيط الوظيفي و الصراعات بين الزملاء.
كلها عوامل، أكدت الدكتورة أمينة بن لاغة ، طبيبة مختصة بالصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء ، بأنها تؤثر على سلامة الموظف و تضعف مردوديته، خصوصا ما يتعلق بالتعرض للتحرش النفسي أو الجسدي في مكان العمل، وهو طابو لا يزال غير مطروح و غير مصرح به، وهو حسب الأخصائية في طب العمل، مشكل من شقين، فقد يكون تحرشا أفقيا يمارس من قبل المسؤول على الموظف، أو عموديا، بمعنى أن الموظف يكون ضحية لزملائه، وهو ما يخلق جوا غير صحي، ينعكس بشكل سلبي على المعني، خصوصا التحرش الأفقي من المسؤولين، لأن المعني هنا يعجز عن التصريح ببعض التجاوزات التي تؤثر على صحته النفسية و العصبية و حتى على مساره المهني، ما يخلق تراكمات تدخل الموظف في دوامة تضعف مردوده في البداية و ينتهي به الأمر إلى الغيابات و التوقف عن العمل و اللجوء إلى العطل المرضية المتتالية.
من جانبها، طرحت الدكتورة وردة برحلة ، أخصائية نفسانية بمديرية النشاط الاجتماعي و التضامن، قضية الإعياء المهني، مشيرة إلى أنه مرض يختلف عن التوتر و الحصر أو الانهيار و قالت المعالجة النفسانية، بأن المشكلة مع الإعياء المهني يكمن في أننا لا ندركه عادة لعدم وجود تصنيفات أو معاير يمكن من خلالها قياسه، مع ذلك فهو ظاهرة مهنية جد منتشرة، و لها انعكاسات خطيرة على الصحة النفسية و العقلية و حتى الجسدية للموظف، لأنه يتطور عبر مراحل، بداية بانخفاض المردود و من ثم التسرب المهني و الاضطرابات النفسية و العقلية التي تؤدي إلى الانهيار العصبي.
وقد يتطور الأمر إلى التعرض للسكتة الدماغية و الجلطة ومن أبرز الأعراض التي يمكن أن تنذر بمعاناة الموظف من الإعياء، ذكرت المتحدثة، غياب التحفيز و الشعور الدائم بالفشل و التعب و فقدان الثقة في النفس و الانعزال عن المحيط المهني، و الانفعال و العاطفة و العدائية و الأرق و التفكير غير العقلاني.
أما الدكتورة فوزية بوخالفة ، مفتشة رئيسية بمديرية الصحة لولاية قسنطينة، فتطرقت إلى التوتر في محيط العمل، و تحديدا التوتر المزمن الذي عادة ما ينتهي بالموظف إلى الإصابة بأمراض مزمنة مثل السكري و ضغط الدم، مشيرة إلى أن تأثيرات هذا العارض باتت تستدعي إدراجه ضمن قائمة الأمراض المهنية، وهو ما يسعى مختصون لتفعليه من خلال إعداد دراسات ميدانية و إحصائيات دقيقة بهذا الشأن.
وذكرت الدكتورة برحلة، بأن التوتر المهني نتاج لظروف العمل والضغط الذي يؤدي إلى اختلال التوازن بين قدرات الموظف وما تطالبه به إدارته، ما ينعكس على الصحة النفسية و الجسدية للعامل، فينقص مردوده و يفتقر للحافز وقد يتعرض لنوبات عصبية، تكون بمثابة ناقوس خطر يعلن بأنه على حافة الانهيار، فإذا لم يحظ بمتابعة نفسية و صحية مناسبة، قد يقع ضحية للأمراض النفسية العضوية، علما أن هذا المشكل بات بمثابة ظاهرة في الأوساط المهنية، كما أنه منتشر بكثرة بين الموظفين في مناصب المسؤولية.
هدى طابي