* رئيس الجمهورية يؤكد على ضرورة الالتزام بدعم الحكم الرشيد والشفافية في القارةأشرف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، بصفته رئيسا لمنتدى دول...
أكد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، أمس الأربعاء، عزم الجزائر، بفضل أبنائها...
طالب مقررون أمميون من مجلس حقوق الإنسان، الحكومة الفرنسية بتزويدهم بجميع المعلومات والبيانات المتعلقة بتجاربها النووية في الجزائر، بما فيها المواقع المحددة...
أكد أمس، مختصون في الأمن و علمي النفس والاجتماع، نشطوا فعاليات ملتقى حول الآفات الاجتماعية في الوسط الشباني بجامعة قسنطينة3، أن الفئة الشبانية تعد...
تقضي الطبيبة البيطرية هيفاء رزاقي، 40 عاما، يومياتها في ملجأ بسطاولي وسط الجزائر العاصمة، يضم 150 كلبا ضالا، فبعد أن أنقذت هذه الكلاب من مخاطر الشارع و قسوة البشر، تقوم حاليا بعلاجها و رعايتها و تلبية احتياجاتها للأكل
والشرب و المأوى، قبل عرضها للتبني.
في اتصال هاتفي مع النصر، روت الدكتورة هيفاء تجربتها في عالم الحيوانات، و تحديدا مجال التطوع لمد يد المساعدة لهذه المخلوقات الضعيفة، من خلال مشروعها الذي أطلقت عليه تسمية « براءة.. الرفق و الإنسانية و التعاطف».
أوضحت المتحدثة أنها قضت أكثر من خمس سنوات في هذا المجال الذي أحبته منذ الصغر، و تخصصت فيه، فأصبحت طبيبة بيطرية، لها عيادتها الخاصة، دون أن تنقطع عن التطوع لرعاية الحيوانات الضعيفة، لكنها و منذ ثلاث سنوات، قررت غلق عيادتها، و اقتصر عملها كبيطرية على التعامل مع بعض الزبائن، من أجل التفرغ لرعاية الكلاب الضالة التي تجمعها من الشارع ، ملبية نداءات المواطنين داخل و خارج الجزائر العاصمة.
مهمة صعبة
لم تخف الدكتورة هيفاء في حديثها للنصر، صعوبة المهمة التي تقوم بها، في ظل نقص الإمكانيات، لكنها تسعى جاهدة لمواصلة ما بدأته قبل ثلاث سنوات، حيث قامت باستئجار قطعة أرض، بالاعتماد على مساعدات بعض المتطوعين، و خصصتها لإنشاء ملجأ، لاستقبال الكلاب و معالجتها و رعايتها، ثم تقديمها للتبني، كما قالت.
و أضافت بأنها تتكفل حاليا بـ 150 كلبا في الملجأ الذي قامت بتهيئته و تسييجه، دون بنايات أو أقفاص، ليكون المكان شبيه بالبرية، لتوفير الأمن و الأمان للكلاب، خاصة الفئة التي تعرضت للتعذيب و العنف، مؤكدة أن أغلب الحالات يتغير طبعها منذ الأيام الأولى من إحضارها إلى الملجأ، حيث تخصص لها أماكن للعب و أخرى للنوم، مع توفير الأكل و الشرب و ضمان العلاج.
تكرس المتحدثة وقتها لإنقاذ الكلاب من الوضعيات المزرية التي كانت تعيشها، و رعايتها، و الكثير منها يتم عرضها للتبني، بعد تعقيمها و تلقيحها، باستثناء الحالات التي تعاني من تشوهات أو إعاقات، التي تبقى في الغالب بالملجأ، و أغلب المتبنين من شريحة المزارعين و الفلاحين.
تعميم الملاجئ ينهي ظاهرة الكلاب الضالة
أكدت المتحدثة أنها تحتاج حاليا للدعم الرسمي، خاصة و أنها تقوم في كل مرة باستئجار قطعة أرض لتهيئتها كملجأ للكلاب الضالة، ما يكلفها مبالغ كبيرة تعتمد في توفير جزء منها على مساعدات بعض المتطوعين، مشيرة إلى أنها تقدمت بعديد الطلبات لوزارة الداخلية و رؤساء البلديات و الدوائر في الجزائر العاصمة، من أجل منحها قطعة أرض، لكنها لم تتلق الرد إلى غاية اليوم.
نظرا لكثرة الأعباء و المصاريف التي يتطلبها التكفل بمثل هذه الحالات، تقوم باستصلاح جزء من أرض الملجأ، و غرس أشجار الزيتون به، و بيع ثماره عند الجني، كما تتلقى مساعدات من متطوعين و بعض أفراد عائلتها، إلى جانب دخلها ، فهي لم تنقطع نهائيا عن مزاولة مهنتها كطبيبة بيطرية، و تمارسها مع فئات معينة من الزبائن .
و ترى هيفاء أن تبني الدولة فكرة إنشاء ملاجئ لرعاية الكلاب الضالة، ثم عرضها للتبني بعد ذلك، سيعود بفائدة كبيرة على المجتمع، من خلال القضاء على ظاهرة انتشار هذه الحيوانات في الشوارع، مشيرة إلى أن القضاء عليها يكلف الخزينة ميزانية معتبرة، و هو حل اعتبرته لا إنساني، كما أن فتح مثل هذه الملاجئ ، من شأنه أن يوفر مناصب عمل للشباب من أجل الاستثمار في هذه الحيوانات، بالاهتمام بها و تدريبها، ثم بيعها لأصحاب المزارع و كذا المواطنين.
الملجأ يفتح أبوابه للزوار من أجل غرس ثقافة الرفق بالحيوان
إلى جانب إيوائه للكلاب الضالة، قررت هيفاء قبل مدة فتح أبواب الملجأ للزوار، خاصة الأطفال، من أجل غرس ثقافة الرفق بالحيوان، مشيرة إلى أنها تستقبل يوميا العديد من محبي الحيوانات و الكلاب للجلوس معها بين أحضان الطبيعة، و اللعب معها، كما أن هذا الإجراء يساعد الكلاب على التأقلم مع الناس و معايشتهم بشكل طبيعي، بعد الوضعيات الصعبة التي تعرضوا لها قبل إنقاذهم والتكفل بهم في الملجأ.
و شددت المتحدثة بأننا نحتاج اليوم إلى غرس هذه الثقافة بين أبنائنا من أجل القضاء على ظاهرة تعنيف الحيوانات و قتلها ، بحجة أنها تشكل خطرا على الناس في الشارع ، و هو ما وصفته بالخطأ الشائع، فالكلب الضال، حسبها، لا يهدد الإنسان إلا عند إحساسه بالخطر، و رغم وجود بعض الاعتداءات، لكنها تبقى حالات شاذة .و تقوم البيطرية بالتحسيس الدوري حول داء الكلب القاتل، بتعليق منشورات في المحلات التجارية و الفضاءات الاقتصادية الكبرى، و توزيع مطويات، بالتعاون مع بعض الشركاء الاجتماعيين ، من أجل نشر الفائدة و تعميمها، مع التلقيح المجاني الذي تعرضه من فترة لأخرى، على الراغبين في علاج حيواناتهم في الملجأ.
لكل كلب ضال قصة مؤثرة
في ما يتعلق بالحيوانات التي تستقبلها، أكدت المتحدثة أن لكل كلب قصة و وضعية خاصة، و أغلبها تعاني من مشاكل صحية و إعاقات، فعن طريق شبكة علاقاتها تتلقى هيفاء اتصالات دائمة بخصوص كلاب في حالة خطر، لتتدخل من أجل إنقاذها و الإشراف على معالجتها و إطعامها، لتصبح جاهزة في ما بعد، للانتقال للعيش بكنف بعض العائلات.
و أضافت أن أغلب الكلاب الضالة التي تم استقبالها تعاني في بادئ الأمر من الانطوائية أو العدوانية ، و ترفض التعامل كثيرا مع الإنسان، و تخاف منه، لكن سرعان ما تزول المخاوف، بالاحتكاك مع غيرها من الحيوانات، حيث تساهم نوعية الملجأ في تأقلمها، حيث أنه أشبه بالفضاء الطبيعي، دون حدود أو حواجز.
و تبقى لكل كلب قصة مؤثرة، على غرار الكلب « جاكو» الذي عثر عليه أمام أحد مراكز تدريب الكلاب في العاصمة، بعدما تعرض للضرب، و عندما أحضر إلى الملجأ، كانت نظراته في البداية جد غريبة، و كان يرفض تماما الأكل و التأقلم داخل الملجأ، كما يمتنع عن الدفاع عن نفسه إذا اعتدى عليه بقية الكلاب، و تبين في نهاية المطاف، أنه يعاني من ضعف في كل حواسه كالبصر و السمع و الشم، ما جعله منطويا على نفسه، لكنه استطاع تدريجيا التأقلم مع نمط حياته داخل الملجأ، و تعززت ثقته بنفسه بشكل كبير و أصبح يشعر بالأمان.
هيبة عزيون